Culture Magazine Monday  04/02/2008 G Issue 232
الثالثة
الأثنين 27 ,محرم 1429   العدد  232
 
500 رواية : إغراق السوق..وقيمة الحبر!

 

 
* الثقافية - علي بن سعد القحطاني:

لو طبقنا المعادلة الاقتصادية على الروايات المحلية لوجدنا أن هناك تصاعدا ملحوظا في عدد أسهم الروايات السعودية مع انخفاض المؤشر القرائي النقدي لها وتصبح حينئذ القيمة الفعلية لتلك الروايات (لا شيء) وأصبحت - وللأسف - تلك الروايات كالسلع التجارية محدودة الصلاحية وبلا شك أن بعض نقادنا وليس كلهم يسوقون للروايات النسوية بدافع التعاطف مع قلمها في مجتمع ذكوري ويريدون بحسن نية أن يساعدوها في خطواتها الأولى مثال على ذلك الرواية التي نالت شهرة قبل ثلاث سنين بفضل تصايح النقاد ومناداتهم على إبداعاتها مع أن كتاباتها لا تتجاوز ما تكتبه الفتيات من مذكرات في مراحل دراستهم الثانوية والفضل في ذلك يعود لمعشر هؤلاء النقاد الذين يلهفون خلف أي رواية نسائية؛ مما حدا بروائي معروف في ساحتنا المحلية أن يدعو تندرا نظراءه الروائيين إلى استعمال أسماء نسائية مستعارة في أعمالهم القادمة ويختاروا لها أسماء ناعمة تلفت انتباه (فحول النقاد) كما كان الأصمعي من قبل ينادي ب (فحولة الشعراء) في سفره المبين، ومع مؤشر غلاء المعيشة التي ينتاب حياتنا اليومية من العقارات والمواد الغذائية إلا أن الروايات المحلية لم يطالها ذاك الغلاء وأصبحت عديمة القيمة في ظل تجاهل النقاد وعزوف المجتمع عن القراءة أصلا فقد تجاوزت رواياتنا المحلية أربعمائة (ينظر في الرصد السنوي عن الإبداع المحلي للأستاذ خالد اليوسف) وربما تجاوزت الخمسمائة والرقم سيتضاعف بلا شك في المستقبل وتفاجئنا المواقع الإلكترونية بروايات جديدة مع مطلع كل صباح وهذه الأعمال على تفاوت مستوياتها الإبداعية والفنية بحاجة إلى رصد ومتابعة جادة من قبل نقادنا الأجلاء وسقى الله الدكتور محمد بن صالح الشنطي من المزن الذي أعطى عصارة شبابه وفكره لقراءة المنجز الإبداعي في المملكة، فيما اكتفى الآخرون بقراءات انطباعية يكتبها على عجل, تشابه إلى حد ما النشرات المكتبية في عرضها للكتب وقبل أيام فوجئنا بصدور رواية نسائية جديدة تروج لها (دار الساقي) وتعد بإعادة طبعاتها مع أن تلك الرواية لا تعدو ثمانين صفحة وتعتمد على الإثارة في رسم كثير من مشاهدها.. والساحة مهددة بتكدس المزيد من الروايات وإغراق السوق الثقافي بأوراق لا تسمن ولا تغني عن جوع ولا تتعدى قيمتها قيمة الحبر التي كتبت به فليس كل من اشترى قلما جديرا بأن يكتب رواية وإلا لو صح هذا القياس لرأينا كتاب العرائض عند الدوائر الحكومية سدنة أهل القص، والرواية اليوم تواجه مأزقا شديدا في ظل تنامي تلك الموجة الشرسة وساهم وللأسف في استشرائها دور النشر الأجنبية التي تتلهف على طباعة أي (رواية سعودية) بشرط أن تتوافر فيها عنصران المبالغة والإثارة - حسب رؤيتها - في رصد كثير من قضاياها، بغض النظر عن الصدق الفني في أحداثها السردية.. والزمن كفيل بإعادة الذائقة للأعمال الجادة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة