Culture Magazine Monday  07/04/2008 G Issue 242
قضايا
الأثنين 1 ,ربيع الاول 1429   العدد  242
 
حول الصوالين الأدبية النسائية
نساء يرأسن الرجال في المنتديات الثقافية النسائية..!

 

 
* الثقافية - محمد عطيف:

تعد الصوالين أو المنتديات الأدبية والثقافية النسائية من أهم القنوات التي شرع بها الجانب النسائي في محاولة لإيجاد مجرى خاص يشبع الرغبة في الحوار والنقاش واللقاءات المفتوحة والثقافية بعيداً عن الهيمنة الذكورية بكافة أشكالها وصورها.

(الثقافية) رصدت بعض هذه المحاولات التي تمت بجهود ذاتية وفردية وبعيداً عن الترخيص (العسر) والمفقود من الجهات الوزارية المعنية بالثقافة كشأن عام للرجل والمرأة بالدرجة نفسها في ظل غياب اللوائح والأنظمة المشرعة والمنظمة لذلك. هذا الرصد ركز على منطقة تعتبر المنطقة الأبرز في هذا المجال من حيث الكم والكيف على حد سواء.

وإذا كانت ندوة الصالونات الثقافية بمركز الحوار الوطني قد أوصت من ضمن ما أوصت به العديد من التوصيات المهمة مثل عقد لقاء سنوي، وتشكيل لجان لتطوير آليات التعاون، ودعوة المنتديات إلى نشر ثقافة الحوار والتأكيد على أهمية الدور الثقافي، والأهم من ذلك تشجيع قيام منتديات ثقافية مخصصة للناشئة والشباب (الجنسين)، إلا أن الواقع لم يتجاوز الكلمات، إذ يبدو أن هذه الصوالين والمنتديات خصوصاً النسائية لا تقابل بأكثر من التجاهل من مؤسسات ثقافية رسمية لا ترى فيها أكثر من توصيات.

هذا الاستطلاع رصد عن قرب أكثر المناطق ثراء بهذه المنتديات خصوصاً النسائية.. حيث نستعرض عدة تجارب حية للعديد من الصوالين والمنتديات مثل:

منتدى نون الثقافي النسائي، منتدى الشباب الثقافي، منتدى الزهراء الثقافي، منتدى النور الثقافي، منتدى تواصل الثقافي، منتدى نبضات الثقافي، منتدى تمكين الثقافي، منتدى الشباب الثقافي، منتدى هديل الأدبي، منتدى همس الولاء الأدبي، مركز غراس، مركز بصائر الأمل، مركز إبداع، وغيرها.. هذه الصوالين معظمها تتركز في مدينتي الدمام والقطيف في المنطقة الشرقية التي اشتهرت بطفرة نوعية في مثل هذه الملتقيات على اختلاف توجهاتها وأسباب إقامتها، وظروف عملها.

إلا أن المثير أن هذا القرب من هذه الملتقيات قد أبرز العديد من علامات الاستفهام والتعجب، وكشف بعض (المسكوت عنه) لدى حراك ثقافي يخشى - وهذا غريب- أحياناً الظهور أو الإعلان عن أنشطة جيدة تتصل اتصالاً مباشراً بأهداف هذه المنتديات والصوالين بحجة الرغبة في عدم لفت نظر الجهات المعنية، أو جهات أخرى قد يهمها أن تغيب بعض هذه الفعاليات قبل ولادتها بحجة عدم وجود الترخيص، أو لما قد يُرى أنه محاذير دينية، في حين أن معظم روادها تتم دعوتهن بشكل خاص أو بالرسائل النصية، وبالعلاقات الشخصية. هذه الصوالين التي تواجه اتهامات بأن الهدف الأساسي من إنشائها هو البحث عن الوجاهة الاجتماعية خصوصاً أن معظم مؤسساتها من أسر ثرية، وذات حضور اجتماعي بارز.

(الثقافيَّة) حاورت العديد من المثقفات الفاعلات في هذه الملتقيات والمنتديات سواء من قمن بالإنشاء أو ساهمن فيه.

في البداية حاولنا استعراض تجربتين لمنتديين من أنشط هذه المنتديات؛ فسألنا الأستاذة نهى فريد عن ملتقاها، ملتقى (نون) النسائي..

* كيف كانت البداية؟

- لم يزل إعجاب معلمة التعبير بنصوصي في المرحلة المتوسطة وحتى الثانوية سبباً يدفعني أكثر وأكثر لإطلاق عنان قلمي، وحتى في مرحلتي الجامعية صفقت لي أستاذتي كثيراً. وكم انتشيت لذلك!. بيد أني بلغت بعد ذلك مرحلة أيقنت فيها أن حاجتي للتوجيه لم تكن بأقل من حاجتي للإطراء. أما التوجيه.. فقد بحثت عنه على الأرفف، بين طيات الكتب، وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية التي اتخذت منها وسيلة جادة أعبر فيها نحو التكامل. وهناك كسرت كل الحواجز، وفتحت كل الحدود. هناك كانت الكوة الواسعة التي عانقت من خلالها الضوء.

ثم بدأت الانطلاقة كتحلق الفراشات على جذوة قبس كنتُ، وإياهن. سيدات.. جمعنا ألم وأمل. بوعي ٍ ترجمنا الافتراض إلى واقع جمعنا على ساحة من ساحاته.

في العام 1425ه، قدمت لي رئيسة اللجنة النسائية التابعة لجمعية الصفا الخيرية بصفوى، السيدة ثريا الصالح دعوة تسلم مهام الوحدة الثقافية في اللجنة, إذ لم تكن حتى ذلك الحين - وبعد تأسيس اللجنة النسائية بعام ونصف - قد فُعّلت. وبعد تفكير وتشاور قبلت دعوتها. كان عدد الكادر حينها صفراً، بي أصبح واحداً. وبعد أسبوعين تماماً، عقدت أول اجتماع للوحدة ضم ست عشرة سيدة من مختلف شرائح المجتمع؛ عملت على اختيارهن انطلاقاً من خطة وضعتها. وفي ذلك الاجتماع حددنا أهدافنا، ووسائل تحقيقها. وتعاهدنا على العمل بروح الفريق الواحد. وبذلك استطعنا خلال عام واحد فقط إبراز اسم اللجنة النسائية ككل وليس وحدتنا الثقافية فقط, بأن نظمنا أنشطة ثقافية وأخرى تختص بوحدات بطيئة الحركة كوحدة الطفولة والدورات، والوحدة الإعلامية.

* كيف مضى العام الأول، وهل اصطدمتن بالاختلافات الفكرية والرسمية، وبالفكر الذكوري بشكل عام؟ - كان عاماً مفعماً بالنشاط والنجاحات المتتالية. وكذلك بالتصادمات التي أنتجتها بديهياً الاختلافات الفكرية بيننا وبين مجلس إدارة الجمعية. فبينما كنا نمثل جيلاً شاباً يحمل ما يحمل من رؤى وتطلعات واعدة، كانت الجمعية تمثل جيلاً سابقاً محفوظاً دوره الرائد في مرحلة التأسيس والعمل بإخلاص وتفان ٍ على القيام بأركان الجمعية. وبينما كنا في مجملنا نساءَ مجتمع ٍذكوري، كانوا هم الرجال الذين يصعب إقناعهم بفكرة جريئة أو خطة لم يعهدوها, كخطة تأسيس منتدى أدبي ينبثق من الوحدة الثقافية، أعمل فيه على تعزيز الحركة الأدبية في منطقة القطيف. وكنت قد بدأت بتنفيذ بعض الأفكار التي راودتني بشأنه، كتنظيم أمسيات شعرية، ومسابقات في الكتابة والإنشاء، إضافة إلى التحضير لمجلة أدبية بحتة تعنى بالأقلام النسائية في المنطقة. ولأن محاولاتي في إقناعهم بالفكرة باءت بالفشل، ولأن توجهي الأدبي كان يستحوذ عليَّ دون مواربة، ولأنات ٍ كثْر، وجدتني أفكر جدياً بالانسحاب والتفرغ لما يعتمل في ذهني. إلى أن اشتعلت شرارة القرار.

كنت قد طلبت من أحد النقاد في المنطقة كتابة مقال عن الحركة الأدبية النسائية في المنطقة فاعتذر! إذ ليس ثمة مدونات يستند عليها. ولم يقتنع بما استشهدت له بهن من أسماء تكتب الكترونياً محتجاً بكونها جميعاً أسماء مستعارة - وإن كان يعرف شخوصها الحقيقية - فكلمت ثانياً وثالثاً ورابعاً، حتى إذا ما أجمعوا على الاعتذار أيقنت أن لا مفر، وأن (نون) يناديني لترجمتها من حروف على الورق إلى أفعال ملموسة.

في شهر ربيع الثاني للعام 1426هـ عقد اللقاء الأول لمنتدى نون بالكادر نفسه. وفيه حرصنا على أن يكون (نون) غاية ووسيلة فوصول. فأعدنا صياغة أهدافنا بما يتماشى وطبيعة المنتدى.

* هل تقصدين أهداف وغايات المنتدى؟

- نعم وتمثلت في: بناء قاعدة راسخة لحركة أدبية نسائية تمثل المرأة في مختلف المحافل والساحات، ونشر الوعي الأدبي بين شرائح المجتمع النسوي في المنطقة، والعمل على استيعاب المجتمع لشريحة المهتمات بالأدب لخلق حالة من التفاعل الإيجابي المثمر، بالإضافة إلى اكتشاف الأقلام الواعدة وتبنيها بالعمل على تعزيزها بكل الوسائل المتاحة لتبرى، وكذلك التقريب بين المذاهب الأدبية في بيئة تضمن حفظ الهوية الأساسية لكل منها والارتقاء بها في جو من الشمولية المقننة. كما نطمح إلى إنشاء مكتبة عامة تكون متنفساً للقارئات ومرجعاً للباحثات، وتفعيلها بما يخدم الصالح العام.

* هذه أهداف مطاطية واسعة.. طيب والوسائل؟

- نعم. كثيرة من أهمها: عقد الحلقات التنشيطية والدورات التثقيفية وورش العمل لعضوات المنتدى، واستضافة من يرجى منهن إثراء المنتدى بتجاربهن في الأدب، الفكر، الفن، الثقافة، والاستفادة منهن في إقامة ندوات ودورات عامة تخدم المرأة في هذه الجوانب، واستقطابهن للانضمام للمنتدى عبر تقديم صورة واقعية مشرفة تليق بمكانتهن الأدبية في المجتمع، وأيضاً مشاركة الجهات الأدبية في مختلف المناطق أنشطتها ومشروعاتها من باب تبادل الخبرات, للخروج بأفكار ترفع من مستوى المنتدى الثقافي والأدبي. وتنظيم الأمسيات الأدبية للواعدات لتعريفهن بالمجتمع، والصاعدات لتعريف المجتمع بهن، والعمل على انصهار الفئتين مع بعضهما في محطة من محطات التكامل الأدبي. كما نعمل على نشر أهداف المنتدى إعلامياً لإيصال صوته لأكبر عدد ممكن في المجتمع ومن ثم الانطلاق به خارج حدوده. وإصدار مجلة أدبية تنشر أخبار المنتدى والإنتاج الأدبي لعضواته ولكل من ترغب في أن يكون (نون) محطة انطلاقتها. مع تنظيم الأنشطة الاجتماعية السنوية للعضوات بهدف التقريب النفسي، الذي من شأنه أن يساهم بفاعلية في تحقيق أهداف المنتدى.

* لا زلت تتحدثين نظرياً فيما يبدو لي.. إلى ماذا وصلتم فعلياً؟

- ضم المنتدى عدداً طيباً من العضوات من مختلف مناطق القطيف، صنفن ضمن لجان لضمان انسيابية العمل وسلاسته، كما تم انتقاء بعض الأقلام الواعدة لطالبات المرحلة الثانوية ضمن خطة تعاونت فيها بعض معلمات اللغة العربية القديرات مع المنتدى، وقد أبدى الجميع تفاعلاً مشجعاً للمضي قدماً في العمل على الارتقاء بهذه الأقلام. أيضاً أسسنا فرقة الكوثر للإنشاد الديني تضم حالياً سبع عشرة منشدة يتم تدريبهن بشكل دوري على فنون الإنشاد والتحكم بمخارج الصوت. وبين يديك نسخة من إصدار مجلة (نون) الأدبية فصلياً، وهي مجلة نسائية شكلاً ومضموناً. ولدينا أمسية مرافئ الأدبية السنوية. وهي أمسية تهدف إلى جمع الأذواق الأدبية تحت سقف واحد من جهة، وتبرز مجموعة فريدة من الواعدات والصاعدات أدبياً كل عام, تنتقى من مختلف مناطق القطيف خاصة، والمناطق الأخرى عامة. باقة ورد يؤرج عبقها سماء مرافئ في ليلة كرنفالية عادة ما تغطي فعالياتها أبرز صحف المنطقة ومواقع الشبكة المحلية.

* سمعنا عن تنظيم أوبريت غنائي وبعض الأنشطة التي ربما خرجت عن الخطوط العريضة التي تحدثت عنها آنفاً؟

- لا.. ربما وصلتك بعض المعلومات غير الصحيحة.. نظمنا فعلاً أول أوبريت نسائي مشترك بعنوان (أنفاس الأمل) تحت سقف مرافئ للعام 1426هـ، وشاركت فيه ست فرق إنشادية بلغ عددها حوالي الأربعين منشدة.. أما مهرجان (بوح التراب) الأدبي السنوي فهو على مستوى المنطقة بهدف طرح الجوانب الإنسانية في منهج الإمام علي بن أبي طالب بنكهة أدبية خاصة من خلال دستوره الإنساني نهج البلاغة. كما نظم المنتدى دورة في العروض والقافية تحت مظلة اللجنة النسائية التابعة لجمعية الصفا الخيرية في صفوى لصيف 25هـ، وأخرى بالتعاون مع منتدى النور الثقافي في صفوى لصيف 26هـ. أما الدورات فمنها دورة في الرسم مع الفنانة التشكيلية غادة الحسن في صيف 25هـ عرض نتاج دورتهم في مرفأ الفن لمرافئ 25هـ، كما تم التعاون مع صالة فنون للإبداع وهي صالة الأستاذ عبد العظيم الضامن لعرض نتاج بعض طالباته ضمن مرفأ الفن لمرافئ 1426هـ. ولدينا اهتمامات أخرى جميلة حيث أسس المنتدى مجموعة بريدية تضم عدداً لا بأس به من العناوين البريدية ترسل لها أخبار المنتدى وأنشطته. ونظمنا مسابقة مرافئ للتصوير الضوئي في (الأطراف) تحت رعاية مؤسسة الأستاذ محمد الشبيب. وقد وضع لها ثلاث جوائز بلغ مجموعها ستة آلاف ريال. فازت فيها الفنانة الفوتوغرافية فاطمة الصايغ من منطقة الأحساء. وفي النشاط المسرحي أعددنا مسرحية (قيس وليلى 2006) الذي كان من المفترض عرضها في ثالث أيام عيد الفطر لهذا العام، بيد أنها منعت دون إيضاح الأسباب سوى طلب الترخيص.

* وماذا أيضاً؟

- نظمنا مسابقة في الفن التشكيلي لطالبات الثانوية في منطقة القطيف بمعاونة مدرسات التربية الفنية وشارك المنتدى ممثلاً براعيته في طرح تجربة المنتدى في ختام الحملة الإعلامية لدعم المرأة العاملة التي نظمها مركز المرأة السعودية الإعلامي لصاحبته الأستاذة ناهد باشطح في مدينة الخبر بتاريخ 20-12-2006م.

* ماذا عن ظروف المرحلة؟.. هل أنتن راضيات؟

- مرت سنتان تقريباً من عمر المنتدى. حققنا فيها بعض الأهداف، ولا يزال بعضها الآخر قيد الخيال والورق. ثمة معوقات تواجهنا ونواجهها، بيد أنا وإن عالجناها, إلا أنها تستنزفنا وقتاً وجهداً. وعلى رأسها الجانب المادي: فنحن مجموعة سيدات يعملن منفردات حيث لا مظلة رسمية يتفيأنها ولا جمعية أو مؤسسة تدعمه. والأنشطة التي نخطط لها تتطلب المال للوصول لتنفيذ الأفكار بالمستوى المطلوب، وقد جربنا تقديم دعوة لبعض المؤسسات لرعاية بعض أنشطة المنتدى، وقد أثمرت التجربة عن استيعاب ومساعدة بعض الجهات. أما الأمر الثاني فهو عدم توفر الموقع الثابت للمنتدى أخر من عملية تنفيذ أحد أهدافه وهي عقد اللقاءات والندوات العامة والاقتصار على الحلقات التنشيطية واستضافة المثقفات بين عضوات المنتدى فقط. وبمجرد توفر الموقع بدأ المنتدى بتنظيم لقاءات عامة شهرية يهدف من ورائها لتعزيز الحوار والتثاقف. كما نعاني من جهل بعض شرائح المجتمع برسالة المنتدى: كون الأدب في نظر الكثير من أبنائه ترف لا حاجة للمجتمع به. أو أنه دعوى للتحرر من قيود الدين لما يظنونه فيه من غواية. أما قضيتنا الكبرى فهي عدم رسمية المنتدى: رغم أنها ليست هدفاً بحد ذاتها, إلا أنها بدأت توقعنا كثيراً في الإحراج مؤخراً، فكم فوجئنا بإيقاف النشاط أو عرقلته فقط لعدم رسمية المنتدى.

أما الأستاذة هدى الشايب فتسرد بعض جوانب تجربتها في منتدى الشباب الثقافي..

فتقول (منتدى الشباب الثقافي) كان حلماً يتجسد في العقول وجد طريقه ليكون واقعاً بعد أن طرح الأستاذ الفاضل جعفر الشايب الفكرة الأساسية على فئة من الشباب ليستلموا المهمة في إنجاح هذا النشاط الشبابي فبدأ المشوار بثلاث فتيات يعملن بجهد لتحقيق المطلوب ولاستمرار المنتدى ونجاحه. تم تأسيس (منتدى الشباب الثقافي) في شهر محرم سنة 1427هـ بهدف نشر التوعية بالقضايا الحقوقية المختلفة للأسرة والمجتمع وتشجيع واحتضان الطاقات الشابة في مجال الحقوق والثقافة والأدب وإيجاد حاضنة ثقافية لتعزيز الحوار والتواصل بين الشباب. هدف المنتدى الأساسي هو تثقيف المجتمع وخاصة فئة الشباب بقضايا حقوقية واجتماعية بطرق مختلفة. وقد حُرص على أن يكون جميع أعضاء المنتدى من فئة الشباب لتكون هذه فرصة لهم في تفجير طاقاتهم المكنونة.

* كيف بدأتم؟

- بدأ المشروع بتكوين اللجنة التنظيمية المهتمة بالشؤون الحقوقية والأدبية والثقافية لتقوم بإدارة المنتدى. كما وضعت العديد من الخطط لتحقيق أهدافه من ضمنها:

إقامة دورات وورش عمل تثقيفية في مجالات مختلفة مثل:

- الكتابة: حيث يقوم المنتدى بتنظيم دورات وورش عمل لمساعدة الموهوبين والموهوبات في الكتابة وإعطائهم معلومات قيمة قد تقيدهم. وقد تعاون المنتدى مع شخصيات بارزة في هذا المجال لقديم الدورات كمدربين.

- دورات في مهارات التفكير والإبداع. وإقامة مسابقة في كتابة القصة القصيرة فبها يستطيع الشخص توضيح رأيه ورؤيته بطريقة سلسة تصل إلى آذان القراء لتوصل لهم رسالة سامية. تقوم المسابقة على آلية معينة وهي الإعلان عن مسابقة في كتابة القصة القصيرة حول قضايا تهم الشباب والأسرة والمجتمع كحقوق الطفل والبطالة وغيرها. بعد انتهاء المدة المحددة للمسابقة يتم اختيار أفضل ثلاث مشاركات من قبل لجنة التحكيم التي تقوم بدراستها ويتم تقديم جوائز للفائزين في حفل تكريمي. بعد اختيار الفائزين في كل مسابقة ينظم المنتدى حفلاً تكريمياً خاصاً للإعلان عن الفائزين يتم فيه قراءة النصوص الفائزة قراءة أدبية وتقديم الجوائز للفائزين.

* ماذا تشترطون عادة في المشاركين والمشاركات في أنشطة المنتدى :

- ليس الكثير.. فقط شروط بسيطة من أمثلة: أن يكون عمر المتسابق أو المتسابقة بين (15) و(30) سنة. وأن يكون المتسابق مقيماً في المملكة العربية السعودية. وأن لا يتعرض - في مشاركته - لإهانة أي فرد أو فئة من فئات المجتمع. أن تتناول المشاركة ذات الموضوع المعلن عنه. وبقية الشروط بحسب مجال المسابقة أو المشاركة.

* من الواضح أن لديكم في منتداكم بعض التركيز على التوعية بالحقوق الإنسانية؟

- هذا صحيح.. أنا من المهتمات بهذا المجال. ووالدي عضو جمعية حقوق الإنسان في المملكة وقد استفدت الكثير من توجيهاته في هذا الأمر. نحن نؤدي واجباً لا أكثر.

* ماذا حققتم حتى الآن؟

- إقامة أربع مسابقات للقصة القصيرة حول موضوعات هامة من ضمنها حقوق الطفل، البطالة، الوطن والمواطَنَة، المعاقون. وإقامة ورش عمل في كتابة القصة القصيرة بالتعاون مع كتاب قديرين مثل الأستاذ فاضل العمران والأستاذة زهراء موسى. كما نفذنا عدة دورات في مهارات التفكير قدمتها الأستاذة رسمية الربابي. تدشين موقع على شبكة الإنترنت. إقامة نشاط للأطفال لمدة يومين بإشراف فنانات قديرات وهم إيمان الجشي وسعاد أوخيك وزهراء المتروك وذلك لإعداد أعمال ليوم الطفل العالمي.

وحول ما يثار لدى الكثير من أن الأسباب الحقيقية وراء إنشاء هذه المنتديات أو الملتقيات أو الصوالين.. تقول (س.ع): لا أتعقد أن الوجاهة الاجتماعية هي السبب في فتح هذه الصوالين لكن الأهداف الاجتماعية، والروابط الاجتماعية والصداقات المتنوعة، ورغبة المرأة في العمل باستقلالية وتحت رئاسة نفسها بعيداً عن السلطة الذكورية هي من أهم الأسباب، رغم أن هناك حالات فردية ترأس فيها النساء بعض الرجال العاملين والنشطين في بعض الملتقيات.

أما الأستاذة وئام المديفع (مركز ثقافي تدريبي) فتؤكد على أن البحث عن الوجاهة الاجتماعية هي من أهم أسباب ظهور هذه الصوالين، ولا يمكن تصنع المثالية المجتمعية في إخفاء حقيقة موجودة يمكن التثبت منها بالنظر للوضع الاجتماعي لصاحبات هذه الصوالين أو حتى الصوالين الذكورية.

في حين ترى الناشطة الاجتماعية (منى الأحمد) مديرة مركز البيت السعيد:

إن الأهداف الثقافية هي السبب الأساسي لإنشاء مثل هذه الصوالين بالإضافة إلى رغبة المرأة في العمل دون مضايقات. خصوصاً أن بعض من صاحبات هذه الصوالين لا يبحثن عن تراخيص بحجة أن القيود الرسمية تعيق أكثر مما تطلق للإبداع.

وتؤكد (الأحمد) على أن هذه الصوالين تعتمد في أنشطتها على جهود ذاتية مع دعم مادي أو لوجستي من الرجل الذي هو في النهاية أخ أو قريب أو زوج أو مهتم بالثقافة. وترى أن هذه الصوالين تخدم في مجالها بنسبة كبيرة تصل إلى أكثر من 90% مقارنة مع الرسمية. وتتفق على أنها ليس محاولة للرد على المساحة الضيقة المعطاة للمرأة في المؤسسات الثقافية الرسمية الأخرى بالإضافة إلى ميزة مهمة هي الخصوصية. وإن كانت أنشطتها الثقافية والمجتمعية أكثر بكثير من أنشطتها الأدبية مع ضعف الحضور الإعلامي. وعلى الرغم من أن لدينا تركيزاً على الأنشطة الثقافية والمجتمعية التي تخدم أكثر من ألفي مستفيدة إلا أننا نطمح للأكثر.

وهي - والحديث يعود ل أ/وئام المديفع- التعاون مع المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية وفروع جمعيات الثقافة والفنون وغيرها لا يكاد يذكر بسبب التعقيد في الإجراءات والمتطلبات رغم أن بعض الناشطات في هذه الصوالين لها عضوية وحضور في المؤسسات الثقافية الرسمية، ولكن ربما بسبب أن هذه الجهات الرسمية تأخذ الأمر من حيث عدم الرسمية ووجود الترخيص. لكن هذا لا يوقفنا فلدينا حالياً أكثر من 500 عضوة وأكثر من 100 نشاط، والمستفيدات من أنشطتنا أكثر من 4500 مشاركة، وبذلك نتفوق حتى على الجهات الثقافية الرسمية. وهذا التفوق يأتي حتى على مستوى الحضور والتفاعل مع أنشطتنا، فنحن أفضل رغم أنه يأتي بحسب نوع الفعالية ومرهون في الوقت ذاته بمدى قوة العلاقات التي تربطنا بعضوات المنتديات والصوالين الثقافية الأخرى، كما أن الشخصيات الأدبية والاجتماعية المرموقة تتجاوب معنا بشكل فوق المتوقع.

وقريباً من ذلك تقول الأستاذة مريم العيد من (منتدى تواصل الثقافي): لا يمكن أن ننسب نشأة هذه الصوالين والمنتديات الثقافية النسائية فقط إلى الوجاهة الاجتماعية، فهي هدف ثانوي قياساً إلى أهداف رئيسة مثل الأهداف الثقافية، والرغبة في توكيد الروابط الثقافية، والصداقات المشتركة بين العضوات، وكذلك وهو الأهم رغبة المرأة في العمل باستقلالية، وتحت رئاسة نفسها. ولا أعتقد أن ذلك يزعج أحداً خصوصاً أن معظم هذه الصوالين تنشط بجهود ذاتية للعضوات. وفي منتدى تواصل تتركز أنشطتنا على جانبين رئيسين (الاجتماعي - الثقافي) وجانب ثانوي يتمثل في الأنشطة الأدبية، وهذه النسبة المتدنية بسبب عدم وجود الترخيص وبالتالي فالتعاون معدوم مع المؤسسات الثقافية الأدبية، ولا يعتبر جمع بعض عضواتنا بين عضويتنا وعضوية هذه المؤسسات مؤثراً في التعاون على الأقل في المرحلة الحالية. أما عن السعي للربحية فيمكنني أن أقول لك بكل صدق أن التجارب في هذه الناحية لا تتجاوز رسوم العضوية في بعض الصوالين للعضوات الدائمات وكذلك رسوم رمزية للدورات أو الندوات التوعوية أو غيرها مما تنفذه هذه الصوالين.. وهذا بحق عائق كبير فالدعم المادي مهم جداً ولم نجد حلاً إلى الآن. نحن نتمنى فقط من الجهات الرسمية سواء وزارة الثقافة والإعلام أو غيرها أن تقدر أن عدم حصولنا على الترخيص الرسمي مخيب جداً لطموحاتنا وحقوقنا النسائية في الحصول على جو ثقافي نسائي مستقل ما دمنا نعمل وفق أنظمة الوطن وهو ما نحرص عليه ونلتزم به.

وتشاركها في ذلك النداء زميلاتها في الصوالين الثقافية النسائية الأخرى اللواتي يمكن حصر طلبهن في الحصول على تراخيص تدعم الدور الكبير الذي تقوم به هذه الصوالين من أنشطة أدبية وثقافية ومجتمعية، أو على الأقل السماح بهذه الأنشطة وفق أية آلية تصر على وأدها في الظلام وحصرها على العمل وفق جهود ذاتية أرهقتها الصعوبات فيما تعمل هي للصالح العام وتشكيل الر أي السوي. خصوصاً أن العديد من هذه الصوالين والمنتديات تخشى الإعلان عن أنشطتها خشية أن تمنع أو تؤخذ من قبل الغير بطرق أقل ما يقال عنها أنها عادلة أو منصفة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة