Culture Magazine Monday  09/06/2008 G Issue 251
تشكيل
الأثنين 5 ,جمادى الثانية 1429   العدد  251
 
الحرف غيمة
الفنون المهاجرة!
مها السنان

 

 

لأننا دائماً نريد الأفضل، فإن الواقع التشكيلي مع ما يحظى به من اهتمام إلا إن حاله غير مرضي تماماً، ومازلنا نشعر بالغبطة لما نشاهده اليوم من الحراك التشكيلي في دول الخليج الشقيقة مقارنة بواقع التشكيل المحلي، ولمن لا يعلم فإن الفن التشكيلي بشكله المعاصر ظهر في الكويت والبحرين قبل المملكة العربية السعودية كإحدى حسنات الاستعمار، ولكن مع ذلك فإن سرعة نموه هنا جعلت مستواه موازياً إن لم يكن أعلى بتعدد فنانيه كماً وكيفاً.

ولكن وبمقارنة سريعة للرعاية التي يحظى بها الفن التشكيلي بداية على المستوى المؤسساتي نرى الرعاية والاهتمام بالفنون التشكيلية في دول الخليج ما زال أقوى وأكثر فاعلية، ونورد ما يحدث اليوم في الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال سواء في الشارقة بتبني البينالي الأشهر في المنطقة، أو في دبي أرض (كانفاس) و(سوثبي) و(كريستيز) أو أبوظبي حيث يقام فرع للوفر!.

أما قطر فهي تحاول تجاوز سرعة الضوء والصوت في النمو الثقافي حيث يشاع أن الوضع على قدم وساق لإقامة أكبر متحف للفن العربي الحديث في المنطقة!. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد قفزت أسعار الأعمال الفنية في الدولتين بسبب ذلك إضافة إلى أسلوب تسويقها بطريقة تثري الفنان مالياً وفكرياً.

أيضاً وبدون شك فإن لنظرة المجتمع دور مهم في بلورة أهمية الفنون، ولكن في حالة الإمارات أو قطر ربما المجتمع الوافد والذي يزيد أضعافاً في العدد على المجتمع المحلي في الإمارات العربية المتحدة خصوصاً، فربما ساهم التغير الديموغرافي في خلق بيئة ثقافية بصرية غنية فانتشرت أهمية الفنون ودورها الحضاري لدى المجتمع بشكل عام.

أما الحال هنا، وإن كان النشاط مبشراً إلا إنه يقف خجولاً أمام جيرانه في دول الخليج الأخرى، بطريقة تستهوي الفنان إلى الهجرة سواء أكانت ذاتية أو من خلال الأعمال الفنية فقط، وفي السابق كنا نرى الهجرات إلى البحرين بل لا زلنا نرى بعضها هجرة (فنية) جزئية لا تتعدى حضور ورش وإقامة معارض والعودة آخر المطاف، خصوصاً لفناني المنطقة الشرقية، مثل زمان جاسم ومنال الضويان وحسين المحسن وزهرة بوعلي وغيرهما الكثير، بينما فضل بعضهم الهجرة الدائمة كما فعل فيصل السمرة ومنيرة موصلي.

وحيث إن قطر والإمارات أصبحتا اليوم بؤر للثقافة البصرية، فهل يفكر الفنان أو الفنانة السعودية بالهجرة؟ أم تتنبه مؤسساتنا إلى الاستثمار في الفن واستقطاب تلك الفنون المهاجرة؟.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض msenan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة