Culture Magazine Monday  14/01/2008 G Issue 229
تشكيل
الأثنين 6 ,محرم 1429   العدد  229
 

في حقيبتنا اليوم
ندوة في الشارقة ومعرض للسليمان
في جدة وشاهر يقيم معرضه في الرياض

 

 

نعود للحقيبة المنوعة لنقدم من خلالها نخبة من الأخبار الجديدة على الساحة منها المحلي ومنها الخليجي، فحقيبتنا اليوم تحمل خبراً تلقيناه من الإخوة الأحبة من الشارقة الشقيقة عاصمة الثقافة الخليجية ومنبرها النشط في مختلف الفعاليات التي منح للفن التشكيلي فيها الكثير من الفرص ابتداء ببينالي الشارقة الدولي للفنون مروراً بالمعارض المتعددة وصولاً إلى الفعاليات الدورية ومنها الندوات التي أعلن عن إحداها مؤخراً كما جاء في الخبر المرفق، كما لا ننسى أيضاً ما تعيشه ساحتنا من نشاط أبرزه معرض الفنان الشيخ الذي اختتم الخميس الماضي ليأتي معرض السليمان في جدة مكملاً لسلسة معارض لأسماء معروفة منهم الفنان عبد الله شاهر الذي يعد العدة لاقامة معرضة بالرياض، نتترككم مع الحقيبة.

تحولات الراهن في الشارقة

تقام في دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة، إدارة الفنون، المركز العربي للفنون في الفترة ما بين 24-28-2-2008 ندوة دولية تحمل عنوان (تحولات الراهن، مستقبل النقد الفني العربي في ظل انفتاح الأنساق الفكرية الإنسانية) وقد وجَّه الأستاذ هشام المظلوم مدير إدارة الفنون الدعوة إلى عدد من النقاد والكتاب المتخصصين في مجال الفنون التشكيلية، وحول الندوة يقول الفنان والناقد طلال معلا مدير المركز العربي للفنون منسق الندوة، دون إغفال الدور التنويري للحداثة في المجتمعات الغربية وما تركته من إرث نظري، تواجه المجتمعات الإنسانية المستجدات الحاصلة جراء المواجهة المباشرة بين الحداثة وما بعدها. سواء صنفت هذه المجتمعات في المراتب الأولى أو الثانية أو الثالثة، ليبقى السؤال قائماً: ما هو مستقبل الكتابة النقدية العربية في إطار انهيار الحداثة الغربية وسيطرة الثقافة الجديدة اللامستقرة وغير الموصفة جراء الانقلابات السريعة والتي تضفي جواً من التوتر على الرؤى الفكرية والوعي بأزمنة المستقبل إلى حدود نفي الكثير من المكونات الفكرية كالزمان والمكان والهوية والمعنى والفرد والوعي الذاتي والقيم التأملية والتوليف وسوى ذلك مما تم استبداله بنفي الحدود بين الأطراف المستقرة كمحو الحدود بين اليومي والفنون أو ما بين الراقي والشعبوي أو التركيز على المشوش وتعاضد الثغرات والتهكم والاهتمام بالمظاهر والنأي عن العمق ومعارضة المتحقق والهزء بالأصيل وإعلاء المستهلك.. إلخ.

النظر إذن لمنتج ما بعد الحداثة على المستوى النقدي مادة اشتغال واسعة الأرجاء تحتمل تعدد الآراء وأنماط التفكير جراء انتماء هذا المنتج للنظم المركبة على المستوى السياسي والاجتماعي والجغرافي والاقتصادي والثقافي وكذلك في إطار تذرية الوقت ليتم التعامل معها باعتبارها ثقافة الراهن المتجلية ليس في الفنون وحسب بل وفي مختلف مجالات الاشتغال الإبداعي، حيث تنشئ رموزها واصطلاحاتها ومفاهيمها ورؤيتها المعاشة في غير موقع في آن واحد وعبر سوق شاملة تتخلق فيها مناحي التغيير وخطاب النفي والإلغاء والدعوة بفجاجة لمزج الفنون ببعضها وإعادة تعريف الحقول المختلفة تحت شعارات الإغراء الاتصالي وتعددية الغايات والمرونة في الانفتاح.

النقد العربي الذي كان يتهجى الحداثة الغربية محاولاً النفوذ إلى منهج، يواجه تشتتاً في تلمس الطريق إلى مفاهيم ما بعد الحداثة التي كان نقد الحداثة من أولوياتها، بل وتجاوزها إلى ممارسات تجاوزت الفنون والآداب والسينما لتبني اعتقادات على صلة بالسياسة والديمقراطية والمرأة والرأي والمعتقد..

ولعل الأفكار المطروحة على الناقد كثيرة ومتنوعة وهو يتطلع إلى التأسيس من جهة وتجاوز المعوقات وتصحيح الكثير من المغالطات من جهة أخرى، وما يعنينا في خضم القبول والرفض ما نحققه لمستقبل العلاقة مع فنوننا ومبدعينا بالدرجة الأولى ومن ثم مقدار الإحاطة بهذه المستجدات والتحولات الراهنة في بناء الإبداع الإنساني الذي نشكل طرفاً من أطرافه، وكذلك مواجهة ردات الفعل الحاصلة في شبكات الفنون الجديدة والمؤسسات والمدونات وباقي النماذج التي تعتمد على مهارات ما بعد الحداثة.

لا بد أن يكون ثمة طريق لنا نمضي فيه إلى المستقبل، ولعل الأكثر وضوحاً اليوم حاجة النقد الفني لطرح الأسئلة على ذاته أولاً لتعزيز موقعه في الأفكار المطروحة عبر تحليل الظاهرة والبناء عليها خارج الترهل والاستسلام للأفكار التي تجعل الناقد أمياً في عصر ينشئ هو الآخر لغته ومفرداته الانتقالية.

وقد تنوعت محاور الندوة على النحو التالي:

بناء المتصدع في علاقة الحداثة بما بعدها - الكتابة والافتتان بمغامرة التفكيك - المآخذ على مناهج ما بعد الحداثة ، الكتابة النقدية والتحولات التقنية، كيف نقرأ الفن العربي الراهن في الكتابات؟ واقع الخطاب النقدي الفني الراهن، هوية الفن العربي..

ادعاء أم حقيقة، المؤسسات الراعية والداعمة لاتجاهات ما بعد الحداثة، الأسواق الفنية العالمية والفن العربي، الفعاليات الكبرى في المنطقة العربية ومتغيرات الفن، الاحتمالات والتوقعات للمشهد الفني العربي في ضوء المتغيرات، سياقات النص النقدي الفني في الإعلام العربي، ترجمة أفكار أم ترجمة قيم في الانفتاح على الآخر، تفكيك النقد أم نقد النقد في الكتابة الجديدة، النشر المتعدد ودوره في بناء الصلة بالأفكار الجديدة، التجريب النقدي بين ادعاء الحوار والمشاركة في التسلط، موضوعات الكتابة الجديدة..

الحرية وحدود انضباطها الشخصي والاجتماعي في الحوار النقدي الجديد، من يؤسس الوعي، الذات أم الآخر، الكتابة النقدية الفنية، الاختلاف والمؤالفة، الماضي والحاضر والوعي بالفنون الراهنة، فنون ما بعد الحداثة واختراق الكتابة التشخيصية.

السليمان يقيم معرضه الجديد بجدة

افتتحت مساء أول أمس السبت صحابة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد بن عبد العزيز معرض الزميل الفنان عبد الرحمن السليمان في الصالة العالمية للفنون بجدة، يستمر المعرض عشرة أيام يقدم فيه تجربة جديدة في سياق بحثه التشكيلي عبر اللوحة، ويضم المعرض أربعين عملا تراوحت أحجامها بين التسعين سم والمائة وثمانون سم ونفذت بالاكرليك.

يرى الناقد والشاعر فاروق يوسف وهو الذي قدّم دليل هذا المعرض أن عبدالرحمن السليمان.

يبدأ الرسم -كما أظنه- من لحظة عزوف عن الرسم بصفته ثناء على فعل النظر المباشر.

فهناك ما يود هذا الرسام إخفاءه، ما يرغب في إزاحته، ما تطمئنه إبادته وما يسليه فراقه.

الرسم هنا يتخذ طابعا مفارقا لفعل النظر، ذلك الفعل الطاعن في سلبيته التأملية، كما لو انه مؤامرة تهدف إلى إلحاق الفكرة بالصورة،

في حين يؤسس سليمان للفكرة التي تجلي الغبار، لا عن صورة ما، بل عن ظلال تلك الصورة المبعثرة مثل اثر غير مؤكد، وهو على أية حال اثر افتراضي يدحض وجوده أي أمل في استعادة الأصل الضائع.

ويرى الفنان والناقد السوري د. كمال محيي الدين حسين في كتابه مسائل في الفنان التشكيلي انه تطالعنا (في أعمال عبدالرحمن السليمان لغة شخصية مبسطة ومفردات منمذجة وخطاب أدبي مميز(مضمون).

ترتكز تعبيريته على لغة رمزية، يحاور من خلالها الفنان موضوعه بذكاء، فيبقيه قريبا من ذهنية المتفرج أو بعيدا عنها في وقت واحد معا. إن لديه أشياءه السرية التي لا يبوح بها، ويأتي بوحه على شكل جرعات لا تروي عين المشاهد ولا عقله.

إنني أرى - على الرغم من ذلك - في تجربته علامة متميزة تسجّل كواحدة من النقاط الايجابية التي سجلها المعرض بكامله. انه فنان يعزف ألحانه على حدود لغة التشكيل ولا بد من قراءة أعماله بصورة متأنية.

شاهر يحط رحاله في الرياض

أشار الفنان عبد الله شاهر إلى أن محطة معرضه الجديد ستكون في صالة الفنون بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي بالرياض، مضيفاً: إن المعرض كان سيقام خارج المملكة إلا أن ظروف تكليف الفنان شاهر بالإشراف على مشاركة عسير بالجنادرية حالت دون ذلك.

وجود معرض الفنان شاهر في الرياض يأتي أيضاً تلبية لرغبة الكثير من التشكيليين في أن يشاهدوا جديده الذي تميز بالكثير منه في معارض كثيرة وحقق من خلاله جوائز متقدمة، الفنان عبد الله شاهر أحد أعضاء مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية المرشح من قبل أعضاء المجلس نظراً لما يتمتع به من خبرات وعلاقات أفقية بالساحة ومساهمات كبيرة في مركز الملك فهد الثقافي بأبها من خلال مراسم قرية المفتاحة.

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة