Culture Magazine Monday  14/01/2008 G Issue 229
تشكيل
الأثنين 6 ,محرم 1429   العدد  229
 

وميض
الصحافة والنت
عبد الرحمن السليمان

 

 

بين مجموعة من القنوات الإعلامية يتواصل الاهتمام بالفن التشكيلي الذي قدمته الصحافة المحلية مبكراً. هو الآن ضمن الاهتمامات في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) من خلال مواقع أو منتديات كثيرة.

الفن التشكيلي الذي كنا نبحث عن أنشطته سابقاً في المدن والدول أصبح الآن في المتناول فأكبر المتاحف العالمية يمكن الإطلاع على محتوياتها من خلال موقع أو من خلال قرص مضغوط، وقاعات العرض يمكننا الاطلاع على أنشطتها ومعروضاتها من خلال مواقعها على النت. إذن ليس من إشكال في أن نتواصل ونضيف لرصيدنا ومعارفنا أشياء كثيرة في أوقات قصيرة.

قد لا تغني هذه الاطلاعات عن مشاهدة الأعمال الأصلية أو علاقتها بمحيطها أو الاستشعار بهيبة أماكنها، لكنها بالمقابل وضعت حلاًّ عند عدم قدرتنا على الوصول إلى أماكن مثل باريس أو أمستردام أو مدريد أو واشنطن أو موسكو أو غيرها.

هذا التواصل الحميد مع العالم ومع فنونه وأناسه والمبدعين فيه قد ينتابه شيئاً من تجاوز، هذا التجاوز يتمثل في كثير من الصور التي ليس أقلها الاستفادة المباشرة من نتاجات الآخرين وربما حدا غير مقبول فمثلاً التواصل والتأثر واردان في كثير من الأحوال لكنه تواصل نفترض أن نحترم فيه حقوق غيرنا وجهده.

في الوطن العربي مواكبة لما يحدث في العالم فأنشأ بعض الفنانين أو المهتمين مواقع أو منتديات تأخذ أو تجلب معظم مواضيعها وموادها مما يكتبه أهل اختصاص ولعلنا نعرف الموقع الذي أسّسه الفنان الكويتي حميد خزعل (التشكيلي الكويتي) ويهتم بالفن التشكيلي في العالم ويعرض ما تنشره بعض المطبوعات العربية تحت مسماها الأصلي وكاتبها، ومثله موقع التشكيل العربي لمحمد مهدي حميدة وغيرها من مواقع رسمية لجمعيات أو مواقع لأشخاص (فنانون تشكيليون) أو لجماعات أو مواقع مشتركة.

والمنتديات في عدد من المواقع أو أكثرها تهتم غالباً بمتابعة عامة وانطباعات سريعة يكتبها المختصون وغير المختصين بكثير من المجاملة وأحياناً من باب المشاركة ومعها كانت الكتابات بسيطة تصل إلى السطحية والسذاجة.

أحياناً هي عبارات شكر وثناء على الجيد والرديء، في حين لا تخلو من كتابات ذات قيمة كبيرة خاصة الدراسات أو الحوارات لفنانين ونقاد مختصين. فمثلاً موسى الخميسي وهو ناقد عراقي يقيم في إيطاليا يحرر موقعاً نقدياً خاصاً. وهناك ملتقى الفنانين والنقاد العرب وغيرها.

بحكم الكتابة في بعض المطبوعات العربية لم تخل بعض المنتديات من حمل بعض ما يكتب للنشر، ولكن المشكلة أحيانا تكمن في تضمين المادة اسم آخر هو جالب المادة أو الذي اختارها وضمّنها الموقع (المنتدى) أما الاسم فقد يغيب وسط مادة مطولة تكثر فيها الصور المنقولة وبالتالي فإن الإشارات أو الكتابات التعليقية تشير أو توحي بكتابة جالب المادة الذي أحيانا يميل إلى إضفاء أو إيهام القارئ أن المادة له. وأنا إذ أشير إلى مثل هذا الإشكال وربما عاناه كثيرون فلأنني أعرف بعض ما ينشر أو يكتب.

قد لا يهم ذلك كثيرا لأن الكتابة في الأصل قد تكون مؤرخة في المطبوعة المنشور فيها المادة الأصلية لكنه من الأجدر أن نكسب ثقة الآخرين ممن أردناهم زوارا يحترمون ويقدرون منتدياتنا أو مواقعنا.

ربما مثل هذا الإشكال على درجة من الاختلاف عندما يستعير محرر أو مسئول تحرير مادة مكتوبة لأحد ويضمّنها مطبوعته-مجلة مثلا- ومع الإشارة للاسم يبقى الإذن بالنشر سواء من الكاتب أو من مكان النشر الأصلي مطلوباً من باب الإشعار والعلم.

والنشر في المنتديات ذات مستويات مختلفة ومتباينة غالبا، وأجدها مناسبة للإشارة إلى أهمية الجدة في مثل هذه المعطيات المتاحة لتبادل المعرفة والرأي على نحو من الإفادة والاستفادة، والحوار القائم على الاحترام والفهم وأن لا تكون هذه المنتديات للتسلية وفرد العضلات والمهارات اللغوية أو حتى كشف ضعفنا في التعبير عن رأي، وحتى يكون للمادة والمعلومة مصداقية ولصاحبها مكانة وقيمة فنية وثقافية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة