Culture Magazine Monday  14/04/2008 G Issue 243
عدد خاص
الأثنين 8 ,ربيع الثاني 1429   العدد  243
 
المقالح: قراءات وحكايات

 

 

الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:

نأى الدكتور عبدالعزيز المقالح عن الرد على الاتهامات الموجهة له الخائضة في دينه ومواقفه، تاركاً الحكم للوعي والتاريخ.. وهنا ننشر جزءاً من حوار أجراه معه الأستاذ تركي الدخيل في برنامج (إضاءات)، وفيه بعض التوضيح، وقد أشار إلى أنه نسي مرحلة المضايقات التي تعرض لها بما فيها من آلام وإزعاجات وقال:

الشيء المثير للقلق أن تحاكم بعض القصائد محاكمة غير أدبية، محاكمة من ناس غير متخصصين بالإبداع، سواء كان هذا العمل شعرياً أو روائياً. وعلى سبيل المثال سوف أتحدث عن شخص سامحه الله، قرأ رواية لأحد الزملاء وهذه الرواية مليئة بشخوص متعددة كأي عمل روائي فيها الإنسان الفاضل وفيها الإنسان غير الفاضل وهكذا.. أحد أبطال الرواية يشرب الخمر، لكن الروائي عندما يحكي فيحكي على لسان هذا الفرد أو الشخصية يقول: لقد شربت الخمر وكذا وكذا، فأخذ الرواية وذهب إلى أماكن عديدة، يقول هذا الكاتب اعترف أنه شرب الخمر، اعترف بنفسه هذا كلامه في روايته، بينما في بعض الروايات الروائي يقتل أحياناً عشرات يقتل شخصيات فهل نذهب ندينه؟. فهذا نوع من الفهم المغلوط للعمل الأدبي، كذلك فيما يتعلق بالقصائد نفس الشيء، فيها دراما، فيها حوار، فيها استنطاق شخصيات، فيها استدعاء شخصيات من الماضي، فيها أشياء كثيرة، لكن بعضهم يقرؤونها بخلفية مسبقة.. أو بلسان حالهم..

* دكتور إذا سمحت لي سأتعرض لبعض النصوص التي كان لدى بعض المحافظين تحفظ عليها، منها مثلاً القصيدة التي تقول فيها: صار الله رماداً صمتاً رعباً في كف الجلادين، حقلاً ينبت سباحات وغمائم بين الرب والأغنية الثورة والرب القادم من هوليوود كان الله قديماً.. إلى آخر القصيدة،

- هذا الكلام ليس كلامي.. ليس على لساني، هذا على لسان هؤلاء الذين في هوليود والذين يرون هذه الرؤية، أنا بالعكس موقفي في الطرف الآخر، الطرف المعارض لهؤلاء الذين يقولون مثل هذا القول، وكما قلت العمل عمل فني درامي، عمل رمزي وليس شعراً مباشراً هذا الكلام والله ليس على لساني ولا هو كلامي، والحمد لله إن بعض العلماء الطيبين الذين أخذوا فكرة خاطئة عن بعض النصوص تفهموا الأمر وصار واضحاً لهم تماماً..

* طيب هل يقع في هذه الدائرة أيضاً قصيدتك يهوذا التي كتبتها قبل أكثر من ثلاثين عاماً، عندما قلت فيها: كفرت بهذا الزمان بكل زمان.. كفرت بصمت الكهوف بلون الحروف بهذي القصيدة بكل العقيدة بدين يهوذا.. بعصر يهوذا.. بما تكتبون بما تقرؤون.. تعالوا لكي تصلبوني لكي تنقذوني فإن كفرت بعصري.

-أولاً عنوانها عصر يهوذا، يهوذا يتكلم، ما الذي سيقوله يهوذا سيقول هذا الكلام: إنه كفر بكل شيء في هذا العصر، بالكتاب بالقصيدة بالعقيدة بالكلمة هذا هو يهوذا، فلما يقرأها ناقد يقرأها قارئ محب للشعر قارئ يعرف معنى الشعر لن يقف عند هذا المفهوم الخاطئ على الإطلاق بالعكس، سيجد أنها تؤيد رأيه وأنها تقف معه في خندق واحد ضد هذا اليهوذا الذي يكفر بكل شيء ولا يؤمن بشيء، هذا العصر شوه كثيراً من المفاهيم والقيم..

* الكثير من الإسلاميين لديهم موقف أو تحفظ على الأدباء والمثقفين لأنهم يرون أنهم أحياناً يتعدون على الذات الإلهية من خلال نصوصهم، ألا ترى أن هذا التحفظ لدى الإسلاميين له مبرر؟

- من حقهم أن يتحفظوا، أنا لست ضد أي متحفظ أو محافظ، ولكن على أساس الفهم، أن نتفهّم أولاً، نعرف أولاً، فيما يتعلق بالأدب والإبداع الشعري بخاصة أرى ألا تكون محاكمته بأيدي أي إنسان، أن يعاد للمتخصصين، ما الذي يقصد بهذا؟ ما الذي يهدف إليه هذا الشاعر؟ هل نيته حسنة أم نيته سيئة؟ وعندما نعود إلى المتخصص سوف نحمي المبدعين وسوف نخلق علاقة جيدة بين هؤلاء العلماء والفقهاء الطيبين والمخلصين والمنافحين عن العقيدة، ولا يحدث هذا اللغط وهذا الصراع الذي من وجهة نظري لا معنى له لأن أحداً من المثقفين ومن المبدعين لا يمكن أن يخطر على باله أن يسيء إلى القيم الدينية أو يفكر مجرد تفكير أن يسيء إلى الذات الإلهية،

* تحدثت دكتور عبد العزيز عن أدوار يقوم بها العلماء المنافحون عن العقيدة، ألا ترى أن يكون للمثقفين صلة بهم لتقليص هذه الفجوة؟

- أتمنى ذلك ويجب أن يكون..

* أنتم ما هو دوركم كمثقفين للتواصل معهم؟

- هناك محاولات وتمت محاولات ولقاءات، وهنا بدأ التفهم، بدأ نوع من التقارب وليس مع الجميع للأسف الشديد، ونسأل الله لهم الهداية، مع أن مهمتهم الأساسية أن يتصلوا وسيجدون أن العلاقة ممكنة وأن الموقف واحد، وأننا نحن في هذه الأمة المحاربة علينا أن نكافح في جبهة واحدة وألا تضيع قدراتنا وطاقاتنا في الحرب فيما بيننا.

*******

** أعلن في مقابلة مع أحمد علي الجرموزي عام 1975 أنه ضد الأدب الذي يحاول المساس بقيمنا الروحية والأخلاقية، وقال: (ولا أخفي أن بعض الشعراء المجيدين يجدفون أحياناً بحق الآلهة، لكنهم يرمزون بذلك كله إلي الآلهة البشرية.. إلي المستبدين من البشر الذين نصبوا أنفسهم آلهة تُعبد من دون الله).

** أكد عبد العزيز المقالح في مقابلة مع الشاعر الراحل عبد الله البردوني أن الأدب العظيم ينشأ عن الأخلاق العظيمة.

** من وحي الآية القرآنية الكريمة

(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت..).

تزينت الأرض،

أنت الذي بظلال الندى، بالبحيرات، بالعشب،

بالأخضر المتوهج زينتّها، وشعشع ضوؤك في الماء،

فاستيقظ الروح،

وارتعشْت في الأثير المعارج،

فَّواحة كانت - المدن الذاهبات إلى النهر،

والقادماتُ من النهر،

لا شيء يشبه شيئاً هناك،

ولا شيء يشبه شيئاً هنا.

** من وحي الآية 37 من سورة الأنبياء:

(خُلِق الإنسانُ من عجل)

على عجل جئت بي،

وتمنيت -إنِّي على عجل- قد رجعت إليك،

وألقيت بين يديك جواهر حزني،

وأثمن ما ادخرته الطفولة من وجع (آه)،

لاشيء يمسكني -كان- إلا البكاء.

** ومن وحي (الآية 48) من سورة إبراهيم (يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات...)

إلهي

تبّدل وجه الزهور، ووجه الطيور،

رماداً تبدلت الأرض بالعشب، وانفطرت

لم يعد مستقيماً شعاع الصباح،


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة