Culture Magazine Monday  14/07/2008 G Issue 255
أوراق
الأثنين 11 ,رجب 1429   العدد  255
 
حينما لا أكون (أنا)
سارة الزنيدي

 

 

كانت مصافحة بيد مرتعشة وخمسة أصابع تلامس يديّ كخناجر تنغرس في كبد الزمن!!

وكأن الكلام هنا يخفي خصوصية المشاعر جميعها، بل ينثرها حيث اللانهاية كي تكمن في زوايا القلب....! وتمر سنين العمر كلحظات ولادة في كهف مظلم!!

عيون ترمق الملامح بداية من الجبين وانتهاء بأطراف الأصابع لمعتها تقول لن أكون لك ولن أكون لسواك ضائعة في وسط معمعة المشاعر المتضاربة..

أعلم جيداً بأننا نحن البشر نحمل شخصيات عدة بوقت واحد ولكني مازلت أجهل كيف لذاك الصغير القابع خلف الأضلع المتشابكة التي تشبه إلى حد كبير أشجاراً خريفية كيف له أن يحمل التضارب بأقسى أنواعه؟!!

ويصبح العمر تمثال ثلج تقتله حرارتنا لكي ينهار فيضيع ونضيع، وتبقى تلك الموجة تغمرنا وتشدنا نحو هاوية عميقة فيتحول تمثال الثلج إلى سؤال أسود..؟!

ليتنا نستطيع الإجابة عليه وإن كنا نفعل فهل نستطيع المواجهة؟!..

إني أريد مالاً أستطيع أن آخذه وأستطيع أن آخذ ما لا أريد أن آخذه وأرفض الاحتفاظ بمشاعر ما أريد كي أبقي ما لا أريد ظاهرة للجميع..!!!

لعلها قضية مركبة ولكني لست جبانة كي أخفيها ولست شجاعة كي أنهزم من أجل الدفاع عنها!!

اغتالتني السماء كي تفقدني الأرض فكيف لي الدفاع....؟!!

الجماجم منثورة على الطرقات وكأنها شواهد قبور عيناها مجوفة لو أن لها أجفاناً كي نرتاح..

كي تنام عميقاً!!!

أغلق النوافذ جيداً وأسدل الستائر المعتمة كيّ أشعر بالخصوصية..!

فالعيون الفارغة تبحث دائماً عن مناظر ولو كانت بسيطة كي تحدث بها حكايات بلهاء تملأ عليها فراغ الأماكن الذي تفتقده حينما لاتحد ما تبحث عنه من أجل ذلك أنا أغلقها جيدا كي أتمكن من مشاهدة ما أريد ولبس ما أريد..

أشعر بحرية أكثر تمنحني رغبة الرقص والأكل ومشاهدة المرآة والنوم من غير غطاء ورمي رجلي بعشوائية وسد أذناي بقطن كي لا أسمع ما لا أريد أن أسمعه..!!!!

حينما يطلب مني اختيار شخصية أخرى بالطبع سأطلب بأن العب على الهوامش سأختبئ خلف ظلال الأبطال فدور البطولة مرهق جداً..!!!!!

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة