Culture Magazine Monday  18/02/2008 G Issue 234
نصوص
الأثنين 11 ,صفر 1429   العدد  234
 
قصيدة
أحاديث في ضمير الطريق
موسى عقيل

 

 

تتَلَبَّسُ الطُّرُقاتُ بي وتَبوحُ

وكأنني لأَسى المَديْنةِِ رُوحُ

ودمُ الحقيقةِ فِي عِيونِ مَرابِعي

دَمعٌ، وأحْشاءُ السِّنين قُروحُ

صَوتٌ، وأُغْنيةٌ، وبَعْضُ ملامِحٍ

شَجَنٌ على صَدْرِ الرُّبا مَذبوحُ

وحِكايةٌ كاللّيلِ، يمْلأُُ ثوبَهُ

تَعَبُ النُّجومِ، وتَرْتَديهِ سفُوحُ

البَردُ في شَجَرٍ يُدَثِّرُ بَعْْضَهُ

يُؤوي التُّخُومَ، ويتَّقِيْهِ الشِّيْحُ

السَّاحِلُ المُمْتَدُ في عَثَراتِهِ

مَلأَتْ يدَيْهِ مَواجِعٌ وجُروحُ

ما عادَ يَبْتَلِعُُ المَساءَ، وطُولُهُ

غُصَصٌ، ومَسْكَنَةُ النُّجومِ تََلُوحُ

مُتَبَلِلٌ قَطْرُ النّدى بِهَواجِسٍ

وَجْلى، وما بَين الرِّياضِ تَفُوحُ

***

للفَقْرِ تَبتسمُ الحُقولُ، جُنوبُها

مَوتٌ عَليهِ منَ الحَيَاةِ مُسوحُ

تَُؤتي القَصِيَّ ثِمارَها تَقْوى، ولا

تَقْوى وبابُ ضَلالِها مَفْتوحُ

وتَتوهُ آهاتُ الجِيَاعِِ، رَحِيْلُها

وجَعٌ، وسَمعُ المُتْخَمينَ يشِيْحُ

وأسَرتَ يا بابَ الحُقُولِ جُفونَها

سَهَرَاً، ولكِنَّ الوَفاءَ شَحِيْحُ

وعلى رُفاتِ الأمنياتِ قوافِلٌ

يَسعى عليْها القهرُ، والتّسبيحُ

مازالَ فِي رِئة الجَفافِِ وَئيْدُها

مِلءَ الرِّمالِ، لهُ السَّرابُ طُمُوحُ !

فإلى مَتَى الأَرْجَاءُ تَبْلَعُ رِيْقََهَا ؟

والسُّحْبُ تَشْربُ مَاءَها وتََسِيْحُ

تَأسى، وتَنْسى، والرِّّّّّّّّضَا يَغْتالُها

وتَهونُ، ما هانَ الأذى المَسْفوحُ

كَمْ مُسْمِعٍٍ والأَرضُ تَرْمَحُ تَحْتَهُ

ومراتِعُ النَّجوى عليهِ تنوحُ

أَرأيتَ وجْهِ القَولِ مُسْوَدّأً ؟ هل احْ

تَلَّ الفَضَاءَ مُقَيَّدٌٌ وكَسِيْحُ ؟

هلْ تُسْفِرُ الأقْلامُ حيْناً ؟. كاتِبٌ

وكِتابةٌ، أمْ شاهِدٌ وضَريْحُ ؟

في هذهِ الطُّرقاتِ تنْبَجِسُ الخطى

وَهْماً ويَجْري في العُيونِ مَدِيْحُ

***

مَسْجُونََةٌ مُدُنُ الكَلامِ، إذا غَدَتْ

سِجْنَاً علَى حُرّ مَدَاهُ الرِّيحُ

أفَلا أتَيْتَ علَى بَقَايا من دَمٍِ

تَغْدو على قَلَقِ المُدَى وتََروْحُ

عادَتْ غِفارُ بِلا أبي ذَرّ ومَا

عادَتْ قُريشُ، نبِيُّها، والرّوحُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة