Culture Magazine Monday  18/02/2008 G Issue 234
نصوص
الأثنين 11 ,صفر 1429   العدد  234
 
قصيدة
شعرتي البيضاء..
ماهر الرحيلي

 

 

بيضاءُ لاحت.. في جموع سوادِ

ثارت لها الآهات.. وسط فؤادي

إن البياض.. بكل أمر مطلبٌ

إلا بها.. فمبدَّلٌ.. بسواد

بيضاء لاحت.. كالنذير محذراً

أني وأُخراي.. على الميعاد

آهٍ أقول.. وكلُ قلبي.. حسرةٌ

(مالي مع البيضاء من إسعادِ)

بيضاءُ.. قولي ما الذي أغراكِ بي

حتى أكونَ هواكِ في الأنداد

اخترِتني.. ومددتِ نحوي كفكِ

وبذلتِ جهداً في خطاب ودادي

ولقيتِ مني الصدّ.. كي لا تأملي

مني بوصلٍ.. أو قبولٍ بادي

لكن صدّي.. قد أثار فضولكِ

فعلمتُ أنكِ.. صعبةُ الإبعاد

ألححتِ حتى صرتِ ُحلماً مقلقاً

ألقاكِ في صحوي ووقت رقادي

تتفرّسين برفقةٍ.. لن تنجلي

حتى أوسد في القبور وسادي!

وأراكِ دوماً.. ترقبين خواطري

ومشاعري.. وتسامحي وعنادي

تتأمّلين بعمقِ عيني.. فكم

عانتْ عيون.. حرقةَ الأكباد!

لم تعرفي يأساً.. ولم تتململي

من كثرة الترداد.. والإجهاد!

وجمعتِ حولك من يناصر رأيكِ

يلبسن مثل بياضكِ المعتادِ!

بالله قولي.. ما أنا لكِ مطمع

ما كل هذا العزم.. دون حياد!

صمت كصمتِ البدر في عليائه

وسكوتها.. كسكوتهِ المتمادي

خُبّرتُ يا بيضاء.. أنكِ في الورى

لم ترغبي يوماً.. بقلبٍ هادي

تتنافسين على الرجال ذوي القلو

ب الصُلبِ حين العصف والإرعاد

لا يستريحون.. فملءُ حياتهم

ما يستفزّ.... تفكّر الروّاد

لهمُ نفوس لا تذل.. وحكمةٌ

كم جنّبتهم.. سطوة الأوغاد

لكنكِ.. قد تُخدعين بمظهر

فيميل قلبكِ نحو.. شخصٍ عادي

لم يعرف الهمّ.. فما تنتابه

هوج الرياح.. وهمّة الأمجاد

كم هم قليلون.. الذين أردِتهِم

هم صفوة الأقوام... في الأشهاد!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة