Culture Magazine Monday  21/01/2008 G Issue 230
فضاءات
الأثنين 13 ,محرم 1429   العدد  230
 

ليلة رأس السنة
د.مصلح النجار

 

 

في لقاء أجرته مع الرئيس معمّر القذّافيّ إحدى الفضائيّات ليلة رأس السنة 2005، قال: إنّه لو لم يكن رئيس دولة؛ لكان يحبّ أن يكون مثقّفا كبيراً! ولا أنسى هنا أنّ سيادة العقيد مثقّف، بوصفه كاتب قصّة قصيرة، وله أكثر من مجموعة قصصيّة.

في المقابل: ثمّةَ عشراتُ الآلافِ من المثقّفين العرب، يتمنّون أمنيةً معاكسة، لو أنّهم لم يكونوا مثقّفين، وكانوا رؤساء دول.

الآخرون!

يتحدّث فيلم نيكول كيدمان The Others عن سكّان بيت، يلاحظون وجود أشباح في منزلهم، ويجري صراع بين السكّان و(الأشباح)، لتجيء نهاية الفيلم، فتبيّن أنّ السكّان هم أشباحُ أمواتٍ كانوا يومًا ما أناسًا يسكنون المنزل، في مستوى من مستويات الزمن، وأمّا الأشباح فكانوا سكّانا يسكنون المنزلَ نفسَه قبلَهم، في يوم من الأيّام. وظهر غير المجموعتين سكّانٌ جدد، وهم السكّان الحاليّون في المنزل.

وهكذا يَظنّ العالَمُ الغربيُّ أنّ ناسَ العالمِ الثالث إرهابيّون يستهدفون الغربَ وأهلَه، ويحوكون مؤامرات ضدّهم.

ويحسّ العالم الثالث أنّ الغرب إرهابيّون يستهدفون هذا العالمَ الثالثَ، ويحوكون مؤامرات ضدّه.

وثمّة كثير من الظنون المماثلة، في هذا العالم، في كثير من نقاط الصراع.

أرجو أن يشاهد كلّ طرفين، بينهما مثل هذا الخلاف، فيلمَ نيكول كيدمان، والله أعلمُ بالحقيقة.

زوال الحاجز الأمنيّ: الفضائيّات ومعها شبكة الإنترنت ساهمتْ في زوالِ الحاجز الأمنيّ.

كان هنالك فيلمٌ ممنوع، وبرنامجٌ ممنوع، وكتابٌ ممنوع، ومجلّة ممنوعة، وصحيفة ممنوعة...

وكان الرقيب عنصرا فاعلا في تمريرِ عملٍ ما، أو إيقافِه، بل إنّ الرقيب كان يعمل أحيانا، ومن حيث لم يحتسب، على إشهار كتابٍ ما من خلال منعِه أحيانا.

ولكنّ هذا الرقيب مع وجود الإنترنت، والفضائيّات فقدَ قيمةَ عملِه، ولم يَعُدْ فاعلا، أو قادرا على منعِ شيء، فالفضائيات والإنترنت لا يوجد رقيب قادر على الحؤول بين موادِّهما والجمهور، وصار اختراق ال block أسهلَ بكثيرٍ من تهريبِ الموادّ الإعلاميّة والأدبيّة الممنوعةِ في الزمن السابق.

أحسب أنّ الحكمة تقتضي حلاّ من اثنين: إما أن تسخَّر أداة إعلاميّة قويّة، وحرْفيّة للرقيب، بحيث تكون مضادّة لعمل مناهضي أفكاره وتوجّهاته، أو أنْ يتمّ شراء تلك الأصوات المناهضة.

- عمّان


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة