Culture Magazine Monday  22/12/2008 G Issue 263
سرد
الأثنين 24 ,ذو الحجة 1429   العدد  263
 
قصص قصيرة جداً
حسين الجفال

 

 

زيارة متعبة

يكرر قوله بعد أن يعود من وجبة التعذيب: لن أخون صاحبي! سنتان وضباط التحقيق لم يظفروا منه بشيء، عندما أطلق سراحه كان الوضع العربي متوتراً بفعل زيارة السادات للقدس، لم يتسنَ لعائلته وجيرانه أن يفرحوا به.. بعد يومين، اقتحمت المباحث منزله، وجدوه يتمتم: لن أخون صاحبي، وهو يحتضن رواية (رجال تحت الشمس).

عقال الرأس

جلس شيخ قبيلتنا متصدراً خيمته الكبيرة، ودلال القهوة والهال تزكي المكان، يتمتم مع نفسه: سيعودون غداً إن قبلت الوجاهة، فأبناء العمومة لا يردون أحداً.. كرر ذلك ووتيرة الشك ترتفع حتى ضاق ذرعا بنفسه، البكاء الصادر من مخدعه أرقه حد التعب، يدرك أن غياب الابن الأوحد أكبر فجيعة، جاءت التباشير تزف الخبر:

- لا حرب بين القبيلتين.

أخذ يستقبل الناس وعقاله فوق رأسه مزهواً به، وحدها الأم تبكي ابنها الذي لن يعود..

لعنة

ابنة عمي التي تصغرني بعشرة أعوام قالت لي: سأزوج ابنتي لابنك، لابد وأنه سيشبهك بكل شيء.. بعد أعوام، التقيتها في العيد، لم تكن هي، قبل ابني يدها وقد بدا أطول منها، أخذته إلى حضنها، شحوب وجهها وجسمها النحيل جعلني أعود للوراء قليلاً، سألتها، أين ما وعدتني به؟ أين زوجة ابني؟

كان جوابها، هل جننت؟ كيف أتزوج بعد أن عرفتك؟!

أخذت ابني وهي تقول: سنمضي للتسوق ثم نعود، أمي كعادتها هناك، وقهوتك التي تحب معدة.. كان باب غرفتها موارباً، صورتي هي الشيء الوحيد الذي علق على الحائط.. شربت مر القهوة ومر الزمن، لعنت عمي ومضيت..

رغبة

عندما رفضت رغبة أمي بالزواج من الفتاة التي اختارتها، شككت في رجولتي، يومها دخلت الحمام وألف فكرةٍ تصحبني، فتحت صنبور الماء الدافئ وارتجف جسدي مرتان.. بعد خروجي قالت أمي: أريد أن أرى أبناءك قبل موتي.

ساءلت نفسي، أليس بالإمكان التوصل إلى الأبناء دون زواجٍ؟ خرجت لعملي ويدي التي تكتم أسراري تغلق الباب الخلفي.. المذياع كان يبث برنامجاً حول الشباب في الخمسين، استمتعت به ويدي تناوش تفاحتي، الطفل الذي لوح بيديه وهو يصعد الحافلة المدرسية عكر صفو يومي..


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة