Culture Magazine Monday  24/03/2008 G Issue 240
شعر
الأثنين 16 ,ربيع الاول 1429   العدد  240
 
قصائد
شعر - د. فواز بن عبدالعزيز اللعبون

 

 

ارتعاشة

يَا زَهْرَةَ النِّسْرِيْنِ لا تَذْبُلي

وَابْتَسِمِي لِلأَمَلِ المُقْبِلِ

مُدِّي ذِرَاعَيْكِ بِقَدْرِ الأَسَى

وَاحْتَضِني الإعْصَارَ وَاسْتَبْسِلي

لا تَسْأَلي عَنْ نَائباتِ الرَّدَى

وَعَنْ بَقَايَا حُلْمِنَا فَاسْأَلي

ضُوْعِي شَذاً وَاقْتَبِسِي شُعْلَةً

مِنْ أَنْجُمِ اللَّيْلِ وَمِنْ مِشْعَلي

كَمْ عَاشِقَيْنِ اسْتَشْعَرا في

الهَوَى حَقِيْقَةً لَوْلاكِ لَمْ تُجْهَلِ

أَتَذْكُرِيْنَ الهَمْسَ في أَمْسِنَا

وَبَعْضَ مَا قُلْتُ وَمَا قُلْتِ لِي؟

لَمَّا تَلاقَيْنَا أَضَاءَ المَدَى

وَأَوْحَتِ اللُّقْيَا إلَى البُلْبُلِ

في ذِمَّةِ اللَّيْلِ لَنَا نَغْمَةٌ

نُشْجِي بِهَا الظُّلْمَةَ كَيْ تَنْجَلي

وَفي حَنَايَانَا بَرِيْقُ المُنَى

وَقِصَّةٌ في الحُبِّ لَمْ تَكْمُلِ

أَنَا وَأَنْتِ اقْتَادَنا خَطْوُنَا

لِغَايَةٍ قَدَّرَهَا المُبْتَلي

فَمَا ظَمِئْنَا في الهَوَى سَاعَةً

وَإنَّمَا كُنَّا عَلَى جَدْوَلِ

نَرْتَشِفُ المُرَّ وَفي زَعْمِنَا

أَنَّا ارْتَشَفْنَا بَرَدَ السَّلْسَلِ

لِلصِّدْقِ في شَرْعِ الهَوَى قُدْرَةٌ

تَعْتَصِرُ الشَّهْدَ مِنَ الحَنْظَلِ

يَا زَهْرَتي في عَيْشِنَا فُسْحَةٌ

فَحَاذِرِي أَنْ تَيْأَسِي وَأْمُلي

هَذَا نَمِيْرُ الحُبِّ مَا فَاضَ

مِنْ مَعِيْنِهِ إلاّ لِكَيْ تَنْهَلي

ضُمِّي إلَى كَفِّكِ كَفِّي ولا

تَرْتَعِشِي.. فَالدِّفءُ في أَنْمُلي

***

مسافر في ضميرها

مسافرٌ فيكِ مَلَّ أَسفارَهْ

مَضَى، ولم يَقْضِ منكِ أَوطارَهْ

اسْتَجْمَعَ الذكرياتِ نافرةً

واسْتَلَّ مِن مُقلتَيكِ أَسرارَهْ

فانْطَفَأَتْ -رَغْمَ وَمْضِ صَمْتِهِما-

زوابعٌ بالغموضِ مَوَّارَةْ

وحينَ لم يَبْقَ فيهما أَلَقٌ

رَنَوْتِ تَسْتَكْشِفِينَ أَغوارَهْ

فاسْتَوْدَعَ اللَّهَ فيهما شَجَناً

كمْ ذَادَهُ عنكِ وَاصْطَلَى نارَهْ

هذا الذي عنكِ كانَ يَكْتُمُهُ

لَمْ تَبْلُغي منهُ أنتِ مِعْشارَهْ

وها هُوَ اخْتارَ ما يُحاذِرُهُ

فَلْيَهْنِهِ في الحِذارِ ما اخْتارَهْ

كادتْ تُعِيْقُ الرَّحيلَ رِقَّتُهُ

وَعَبْرَةٌ بادَرَتْكِ غَرّارةْ

رآكِ أثناءَ ما أَلَحَّ بهِ

إصْرارُهُ تَسْقُطِينَ مُنهارَةْ

وتارةً تُطْرِقِينَ واجِمَةً

منهُ، وتَرْعَيْنَ لَحْظَهُ تارَةْ

وكانَ يَرنو إليكِ لَحْظَتَها

مُسْتَرْجِعاً شَجْوَهُ وتَذكارَهْ

عليكِ أَنظارُه غَفَتْ فرأى

في مُنْتَهَى ما رآهُ صَبّارَةْ

حتى إذا ما أَفاقَ وانْكَشَفَتْ

رُؤاهُ عنهُ اسْتَعادَ إصْرارَهْ

تُرَى شَعَرْتِ بالذي يُخَبِّئُهُ

لَحْظَةَ أَغْفَى عليكِ أَنظارَهْ؟

وهل تَوَحَّشْتِ مِن تَرَحُّلِهِ

فرُحْتِ تَسْتَتْبِعِينَ آثارَهْ؟

عُوْدي وَخَلِّيْهِ فهْوَ صُبْحَ غَدٍ

مسافرٌ في ضميرِ نَوّارَةْ

***

وقفة

إنْ لمْ تُطاوِعْكَ الدُّمُوْعُ فَدَارِها

يَكْفيكَ ما أَفْشَيْتَ مِنْ أَسْرارِها

أَوَكُلَّما هَبَّتْ رياحُ صَبَابةٍ

جَادَتْ عليكَ العينُ مِنْ مِدْرارِها؟

داعي الصبابةِ إنْ أَهابَ أَجَبْتَهُ

وَتَرَكْتَ قَلْبَكَ يَصْطَلي في نَارِها

وإذا كَتَمْتَ مَعَ الصَّبَابَةِ لَوْعَةً

لَمْ تَكْتُمِ المِعْشَارَ مِنْ مِعْشارِها

عَجَباً.. كَسَتْكَ يَدُ المفاخِرِ ثَوْبَها

كَيْفَ اسْتَرَدَّتْ مِنْكَ ثَوْبَ فَخارِها؟

مَنْ يَأْسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ مُدَجَّجاً

لا تَسْتَبِيْهِ الرِّيْمُ في أَطْمارِها

فَأَرِحْ فُؤادَكَ بالسُّلُوِّ فَرُبَّما

أَنْسَاكَ قُرْبَ الوَصْلِ بُعْدُ مَزارِها


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة