Culture Magazine Monday  24/11/2008 G Issue 262
مداخلات
الأثنين 26 ,ذو القعدة 1429   العدد  262
 

أعدتُ نازك الملائكة إلى الشعر العمودي

 

 

تلقيت رسالة عبر الجوال تقول: بيت الشعر في نادي الرياض الأدبي يقيم أمسية للشاعر إبراهيم نصر الله السبت في 3 ذو القعدة حضرت وقد ملأ الجمهور المثقف نصف المدرج تقريباً.

ومن عادتي أنني حينما أقرأ ديوان شعر مختلط بين العمودي والتفعيلة فإنني أعطي ذهني إجازة من قراءة التفعيلة وأقرأ الشعر إذا بهذه الأمسية مخصصة لشعر التفعيلة كلما قرأ الشاعر ما في ورقة وطواها قلت في نفسي: سيقرأ شعراً.. سأستمع بعد هذه الورقة إلى الشعر.. ونفدت الأوراق وأعلنت لحظة المداخلات والأسئلة.

قلت في مداخلتي: صفقت للصورة الجميلة وصفقت للايقاع الجميل ولكنني لم أصفق للشعر، لماذا؟ لأنني لم أسمع الشعر، سمعت كلاماً سمه ما شئت من فنون النثر الأدبي وما فيه من إبداع، وربما فيه جمال أكثر مما في الشعر العمودي لكنني لا أسميه شعراً لأن القصيدة لابد لها من قافية.

ولقد رأيت في ايقاعات التفعيلة بحوراً لا أحمل لها في شعر العرب فيما سمعته الآن سمعت هذا البيت (فلاحة تتقلب في عز آب) ولما سألت الشاعر عن بحر هذا البيت، وعن تقطيعه عروضياً أحالني إلى إجابة بعيدة عن السؤال ثم قلت: إن نازك الملائكة في كتابها (قضايا الشعر المعاصر) ط7 ص 60. تقول: إنها نظرت إلى البيت الشعري العربي فوجدته متناظراً إذ يمكن انطباق الصدر على العجز بشكل متناظر وقد نفرت من التناظر وثرت عليه ودعوت إلى هدمه.

رددت على نازك في مقال لي بعنوان: رسالة مفتوحة إلى نازك الملائكة نشر في إحدى الصحف العربية قلت فيه: إنك يا نازك متناقضة مع نفسك لقد كرهت نفسك ونفرت منها وثرت عليها لماذا؟ لأنك أنت متناظرة مع نفسك فالإنسان متناظر مع نفسه فلو مررنا خطأ وهمياً رأسياً لانطبق اليد اليمنى على اليسرى تمام الانطباق والعين اليمنى على اليسرى وهكذا الطيور والأسماك والخيول والجمال، فالتناظر سمة الخلق وفي التناظر جمال: قال الله تعالى (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) وقال جل شأنه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).

وإذا بنازك بعد مقالي هذا ترفض شعر التفعيلة وتعود إلى الشعر العمودي فما بال شعرائنا العرب ما يزالون يتبعون شعراء التفعيلة.

إن شعرنا العربي تحفظه الذاكرة وهو يبني المواقف وفيه الحكمة ولو اتسع وقت المداخلة لقلت: إن هارون الرشيد كان مستاء من البرامكة ثم دخل عليه من أنشده:

ليت هنداً أنجزتنا ما تعد

وشفت أنفسنا مما تجد

واستبدت مرة واحدة

إنما العاجز من لا يستبد

ومن كلمة (العاجز) فتنبه الرشيد وبطش بالبرامكة فأين يقف شعر التفعيلة؟؟

د. أحمد الخاني


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة