Culture Magazine Monday  25/02/2008 G Issue 235
نصوص
الأثنين 18 ,صفر 1429   العدد  235
 
قصيدة
مذكرات شارع عاشق
يحيى العبد اللطيف

 

 

ضاق الطريق من الضحايا

والليل يحمل حزنه نحو الصباح

ولا مكان له سوايا

ليخبأ النجم الحزين

وجثة العشق المناضل

وموعد الحزن الجديد

ويغنيان بحرقة

لحن الرحيل

والحقائب باكيات

وأنا وهذا الدرب نسمع ما تبوح به الكراسي الغافيات

من ذكريات

ضاق الطريق من الضحايا

حيث الوجوه تبدلت أشجار تين

ودموعنا صارت مقاعد

وحنينا قد حولوه عمود نور في رصيف

فلا يبوح بضوئه إلا بدفء من غنايا

وأنا أسير على مصير العاشقين

وأخفف الوطء المهين على الرصيف

فلربما هنا اشعار حب

او تهاوى الياسمين

سأخفف الوطء المهين

هذا الرصيف يضم أجساد الشكايا

وهناك في الركن الحزين

مقهى حزين

أكوابه حفظت جميل البوح من شفة الشكاة

جدرانه حملت رسوم الأمنيات

وهناك في الركن الركين

قلم يلوح وشاعر أغرته

رائحة الكلام

قد راح يبحث عن بطولته القديمة

في الجرائد في العناوين العريضة والزوايا

ويداه ترتجفان من برد الحروف العابرات

على السطور

إذ لم يجد حتى مكانا بين أذناب السطور

والشاي يبرد هازئا بالمتعبين

بالشاعر المهزوم من غدر الزمان

ما أتعس المقهى الحزين!

وخرجت من رئة المكان

لم يلتفت لي مقعد منها

ولم يلحق بأنفاسي الدخان

هذا مكان لا يحب العابرين

وأنا اعود لشارعي

أطفو على موج الهوى

وأصيح في وجه المدى:

ضاق الطريق من الضحايا

والشارع المجروح يعلن توبة

عن موعد العشاق

ثم يعود يقترف الخطايا

- الأحساء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة