Culture Magazine Monday  25/02/2008 G Issue 235
قراءات
الأثنين 18 ,صفر 1429   العدد  235
 

قاموس الأدب العربي الحديث
إعداد وتحرير الدكتور حمدي السكوت
محمد عبد الرزاق القشعمي

 

 

أثناء حضوري معرض الكتاب الدولي الأربعين بالقاهرة 2008م اتصل بي من الرياض هاتفيًا الأستاذ الدكتور منصور الحازمي طالبًا مني إحضار نسخة من كتاب صدر حديثًا وله به مشاركة، وأنه يمكنني الاتصال بالدكتور حمدي السكوت المشرف على الكتاب (قاموس الأدب العربي الحديث).

اتصلت بالدكتور السكوت وكنت أرغب في مقابلته منذ سنوات لمعرفتي بأنه قد أِشرف على إصدار موسوعة عن الرواية العربية عندما كان استاذًا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.. وحتى الآن لم أعثر على تلك الموسوعة.. وعند سؤاله عنها أفاد بأنها موجودة في الجامعة الأمريكية وليست معروضة بالمعرض.

أفادني حمدي السكوت بأن (القاموس) الحديث يوجد بدار الشروق وأنه لم ينجز إلا مع بداية معرض الكتاب أي في 23 يناير 2008م، بينما تضمن غلافه أنه صدر عام 2007م.

لقد اقتنيت نسخة من الكتاب- والذي ذكر معده ومحرره أنه سيحاكي قاموس أكسفورد للأدب الإنجليزي - وبإطلالة سريعة عليه ولشوقي إلى وجود معلومات وأسماء لم يسبق لي معرفتها فيه، ولكوني مهتمًا بالرواد والرموز العلمية والثقافية عمومًا، وقد طبع لي شيئ من تلك المحاولات خصوصًا ما يتعلق برواد الصحافة في المملكة، كما شاركت بإعداد تراجم لعدد من الرواد في (موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين) التي تصدرها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وقد صدر منها حتى الآن 16 مجلدًا، والمجلدان الأخيران لحرف (الشين)، وما زالت تصدر تباعًا عن دار الجيل ببيروت وستصل كما أعلم إلى ستين مجلدًا. ومندوب المملكة من الهيئة العلمية الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري.

أعود للكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه وقد عرفه الناشر بقوله: (يقدم هذا الكتاب غير المسبوق للقارئ العربي المعلومات الصحيحة والواضحة والمختصرة المفيدة حول المبدعين العرب في الشعر والرواية والقصة والمسرحية، وكبار رجال الفكر والثقافة في مصر والعالم العربي من أوائل القرن التاسع عشر حتى عام 2006م فضلاً عن مداخل لأهم الكتب والمجلات الأدبية والثقافية والجمعيات أو المدارس الأدبية التي كان لها دور في تطوير الفنون الأدبية، حتى المجالس والصالونات الأدبية والمقاهي الثقافية والمكتبات ذات التاريخ والأهمية في الوطن العربي، مرجع أساسي لا غنى عنه!).

عندما قرأت ما سبق فرحت كثيرًا ومنيت نفسي بالعثور على ما أبحث عنه أو احتاج إليه من معلومات شتى.

ولكني بتصفح سريع خاب ظني فرغم العدد الهائل من الباحثين الأكاديميين الذين شاركوا في كتابة تلك المداخل ووصل عددهم إلى 72، منهم 20 من المملكة، وفيما يلي أسماء المساهمين في القاموس من أبناء المملكة مع حفظ الألقاب: حسن بن فهد الهويمل وحسن النعمي، وحسين محمد بافقيه، وخالد الحليبي، وسعاد المانع، وسلطان سعد القحطاني، وصالح زيّاد، وظافر بن عبد الله الشهري، وعالي سرحان القرشي، وعبدالعزيز بن صالح بن سلمه، وعبد العزيز السبيل، وعبد الله ابن سليم الرشيد، وعبدالله بن عبد الرحمن الحيدري، وعبد الله المعيقل، وفهد بن عبدالله السماري، ومحمد بن عبد الرحمن الربيع، ومحمد بن مريسي الحارثي، ومحمد العيد الخطراوي، ومعجب الزهراني، ومنصور إبراهيم الحازمي، وبعد المقدمة الضافية للمعد والمحرر- السكوت- وذكره لما لاقاه من صعوبات وما قضاه من وقت (عشر سنوات) وذكر وشكر من قدم له المساعدة المادية مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومؤسسة (أرامكو) وتكفل دارة الملك عبد العزيز بالرياض بتغطية نفقات مداخل دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، إضافة لعدد كبير من الباحثين وأساتذة الجامعات سواء من بلدانهم، أو ممن عمل في (وحدة البحث العلمي لدراسات الأدب العربي الحديث) بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتي كان يشرف عليها فقد ذكر في المقدمة أن الكتاب يضم زهاء (ألف) مدخل يدور معظمها حول الفئات التالية:

1- المبدعون العرب، في مجال الشعر والرواية والمسرح والقصة، سواء في ذلك الأحياء منهم والراحلون، ومن يكتبون بالعربية وبالفرنسية أو الإنجليزية.

2- النقاد العرب الذين رحلوا عن عالمنا، بعد أن تركوا أثرًا واضحًا، في مجال النقد والدراسة الأدبية.

وقال: إنه في ظل غياب أية موسوعة عربية علمية ملائمة للشخصيات كان لابد من إضافة عدد من كبار الراحلين الذين لا غنى للمثقف العربي من الإلمام بسيرهم مثل كبار المثقفين، كالطهطاوي، والأفغاني، ومحمد عبده، والكواكبي، وقاسم أمين، وبشر فارس، وفرح أنطون، ولطفي السيد، وهدى شعراوي، وصفية زغلول.. وعدد من العلماء الفنانين والمهتمين بالفكر الفلسفي والصحفيين الراحلين، وكبار المسرحيين والسينمائيين والموسيقيين ، وأما باقي المداخل فخصصت لأهم الكتب (تخليص الإبريز للطهطاوي) و(الخطط التوفيقية لعلي مبارك) و(تحرير المرأة لقاسم أمين) و(الاستشراق لإدوارد سعيد) وغيرها، والكثير من دواوين الشعر والروايات والمسرحيات وبعض مجموعات القصص وكتب أخرى.

وقال إنه قد رتب القاموس (... بمداخل هجائيًا وألفبائيًا وأنه بسبب ظروف التمويل والوقت المحدد للانتهاء من الكتاب وحجم الكتاب نفسه الذي يجب ألا يزيد على مجلد واحد يسهل حمله واستخدامه... وبسبب ذلك لابد من التوقف في مصر عند عدد الأدباء الذين اصطلح على تسميتهم ب ((جيل السبعينيات) وقد اضطررنا لحذف بعض الأسماء...)، وقال: (أما أدباء الأقطار العربية خارج مصر، فقد روعي عدم التقيد بأي جيل؛ لأن الإبداع الحقيقي - وبخاصة في المجالين القصصي والمسرحي - لم يبدأ إلا متأخرًا في معظم هذه الأقطار).

أقول إنني قد منيت نفسي بالعثور على كنز لا مثيل له ولكني بتصفح سريع وبتركيز على ما يتعلق بأدباء المملكة أو لمن صار له شرف الدخول في هذا القاموس رغم أنهم من أساتذتنا الأكاديميين المشهود لهم فلم أعثر على ما أستدل به على المنهج أو القاعدة أو المواصفات والضوابط المحددة للعمل، أو حتى على تعريف لمن يستحق أن يترجم له..

فبنظرة سريعة نجد عدد من شارك في التعريف بالأدباء (72) شخصًا من موريتانيا إلى اليمن، منهم (20) شخصًا من أبناء المملكة، أي أكثر من 27% من قائمة المسهمين في المشروع، وعدد الأسماء المترجم لهم من المملكة (71) من بين (728)، أي حوالي 10% منهم الأدباء والشعراء والصحفيون، بدءًا من إبراهيم الأسكوبي (1848-1913م)، ص13 .

فنجد مثلاً من الشعراء المعاصرين: محمد سعد الدبل، وعبد الله الزيد, ومحمد جبر الحربي، وعبد الله الصيخان، وفوزية أبو خالد، وأحمد الصالح، ومحمد الثبيتي، وعلى الدميني، ومحمد العلي، وحسن السبع، وعدنان العوامي، وعلى صيقل، وناصر بوحيمد، وأحمد يحيى بهكلي، وعبد الرحمن صالح العشماوي، وعبد الحميد الخطي، ومحمد سعيد الخنيزي، ومحمد بن عبد الله بن عثيمين، ومحمد بن علي السنوسي، ومحمد حسن فقي، ومحمد فهد العيسى، ومحمود عارف، ويوسف أبو سعد، وأحمد الغزاوي، وإبراهيم مفتاح، وأحمد قنديل، وحسين عرب، وحمزة شحاتة، وسعد الحميدين، وطاهر زمخشري، والأمير عبدالله الفيصل، ومن كتاب القصة نجد: عبد الله باخشوين، وإبراهيم الناصر، وسعد الدوسري، وشريفة الشملان، ورقية الشبيب، وحامد دمنهوري، وجار الله الحميد، ومحمد علوان، ونجاة خياط، وتركي الحمد، وحسين علي حسين، وحمزة بوقري، وخيرية السقاف، إضافة لبعض الأدباء مثل: حمد الجاسر، وعبد الله بن خميس، وعبد الله بن إدريس، ومحمد حسن عواد، وعبد الكريم الجهيمان، وعزيز ضياء، وعبد الله الجفري، وعبد القدوس الأنصاري ، وعبد العزيز المشري، وعبد السلام هاشم حافظ، وعبد الرحمن منيف، وعبد الله العثيمين، ومحمد أحمد العقيلي، ومحمد بن عبد الله بن بليهد، ومحمد سرور الصبان، وأحمد السباعي، وأبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ، وإبراهيم أمين فودة، وأحمد عبد الغفور عطار، وحسين سراج، وحسين سرحان، وخليل الفزيع، وسعد البواردي، وغازي القصيبي، وسميرة خاشقجي.

ومن المكتبات المهمة في المملكة اقتصر على (مكتبة الحرم المكي الشريف (ص 569) ومكتبة المسجد النبوي الشريف (ص571) ومكتبة عارف حكمت (ص 569)، كما اشتمل القاموس على ذكر لموسوعتي الأدب السعودي الحديث وموسوعة عبدالسلام الساسي الأدبية دون ذكر لموسوعات أخرى أعتقد أنها أشمل وأهم، مثل (الموسوعة العربية العالمية) و(معجم المطبوعات العربية في المملكة) لعلي جواد الطاهر أو موسوعتي (الأمثال الشعبية) و(الأساطير الشعبية) لعبد الكريم الجهيمان وغيرها كثير.

وكذا بالنسبة لاختيار الكتب وعرض المهم منها، وقد اقتصر على الكتب التالية: خواطر مصرحة لمحمد حسن عواد، وشقة الحرية لغازي القصيبي، ووحي الصحراء لمحمد سعيد عبد المقصود وعبدالله بالخير - لم يترجم لهما - وأيامي لأحمد السباعي، وشعراء نجد المعاصرون لعبد الله بن إدريس، ووحي الحرمان لعبد الله الفيصل فقط، فأين (التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية) لعبد الله عبد الجبار وأين صاحبها؟ وأين (أدب الحجاز)، كأول كتاب ينشر في العهد السعودي؟ وأين الأدب في الخليج العربي لعبدالرحمن العبيد؟ وأين ساحل الذهب الأسود لمحمد سعيد المسلم وأين صاحبه؟ وغيرها كثير.

عند استعراض الصالونات الأدبية ص283- 284 لم يذكر منها سوى: إثنينية عبد المقصود خوجه وثلوثية محمد سعيد طيب بجدة وخميسية الرفاعي بالرياض رغم أن هناك العشرات في مختلف المدن من منتديات خاصة نسائية ورجالية.

كما تطرق للصحف في الوطن العربي فلم يكن من نصيب المملكة سوى صحيفة الجزيرة (ص 285- 286).

ومن المجلات لم يذكر سوى مجلة قافلة الزيت (ص 461 - 462)ومجلة المنهل (ص 467- 468).

وبالنسبة للمقاهي الأدبية فقد كتب عنها كل من خيري شلبي ومحسن الموسوى ولم يذكر سوى مقاهي مصر والعراق دون ذكر المقاهي المشهورة في بقية المدن العربية.

نعود لنستعر ض وبشكل سريع أهم الأسماء المهمة من روادنا الأجلاء والذين لم يشر لهم مثل: عبد العزيز الربيع، وعبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، وفهد المارك، وفهد العريفي، ومحمد عمر توفيق، ومحمد علي مغربي، وأبو تراب الظاهري، وعبد العزيز الرفاعي ، وحافظ وهبه, وعبد الله القصيمي، وإبراهيم الفلالي، وسعد الجنيدل، وعبد الله عريف، وأمين مدني، أما الكتاب والأدباء المعاصرون والذين يستحقون مثل: من سبق ذكرهم مثل: عابد خزندار، وعبد الله مناع، وعبد الرحمن الطيب الأنصاري، وعبد الله الشباط، وثريا قابل، وعبد الله عبد الجبار، ومحمد الناصر العبودي، وعبد الفتاح أبو مدين، وعبده خال، ويوسف المحيميد، ومحمد عبده يماني، وعبد الله الغذامي، وسعد البازعي، ويحيى بن جنيد، وعبد الوهاب أبو سليمان، وأسامة عبد الرحمن، وعمران العمران، وانتصار العقيل، وحسن الصيرفي، وعبد العزيز خوجة، وغيرهم كثير.

ويلاحظ أن حرفي (الضاد) و(الذال) لم يدخل فيهما سوى اسم واحد لكل منهما.

وهما: ضياء الشرقاوي (1938- 1977) (ص197) والآخر (ذو النون أيوب الروائي العراقي (1908 - 1988) (ص 208) مع إسقاط حرف (الظاء).

وبعض الأعلام المترجم لهم من دول الخليج والتي لم يترجم لهم أحد من أبناء الدولة نفسها بل قام بها آخرون مع احترامي لهم جميعًا فمثلاً ماذا يعني أن يترجم لأبناء البحرين يوسف نوفل وللكويتيين سعد مصلوح، ولليمنيين أحمد درويش، ومحسن الموسوي، وللقطريين حسن توفيق والسوريين فاروق شوشة..؟ ونسأل هل للعلاقات الشخصية دور في اختيار بعض الأسماء دون بعض؟ وماذا يعني أن يترجم فاروق شوشة لعبد الله الصالح العثيمين مثلاً, وهناك عشرون مساهمًا من المملكة؟! طبعًا لم يترجم للمساهمين في القاموس من أبناء المملكة سوى (محمد عيد الخطراوي)، فمثله مثل فاروق شوشة، ويوسف الشاروني، ويعقوب الشاروني، وخيري شلبي، وعلي عشري زايد، ومحمد جبريل من مصر، وصلاح الدين بوجاه, ومحمد الغزي من تونس، ومباركة بنت البراء من موريتانيا.

هؤلاء العشرة ممن ساهموا في كتابة المداخل ومع ذلك نجد لهم تراجم كتبت من غيرهم.

ألم تكن هناك قاعدة لمثل هذا العمل؟ لماذا يستثنى من ذلك أعلامٌ مثل وديع فلسطين ومنصور الحازمي وسعاد المانع وغيرهم؟ طبعًا القاموس من الحجم الكبير ويتكون من 639 صفحة بقائمة المداخل، وكل صفحة مقسمة إلى عمودين.

لم أدقق في بعض الأسماء ولكني فوجئت فيه بوفاة أمين معلوف في القاموس (1935 - 2002م) ص 105، وكانت بيني وبينه مراسلات قبل عامين، وقد سألت عنه الناشر (الفارابي) فنفى بشدة صحة الخبر.

إضافة لوضع اسم الشاعر السعودي محمد سعد الدبل في قائمة المداخل (محمد سعيد الدبل) (ص 638)، وكذا الشاعر المصري عمار بحيري (ص 305) لم يذكر تاريخ مولده أو وفاته وهناك من رحل قبل سنوات، ومع ذلك لم يوضح تاريخ وفاته مثل الروائي اليمني زيد مطيع دماج (ص 226)، إضافة لعبد الله الفيصل وحسين سراج.

أنا لا أتصيد الأخطاء ولست ناقدًا بصيرًا، ولكني كنت أمني النفس لاستقبال هذا العمل الذي سمعت عنه من بعض المشاركين قبل سنوات ولكن كما يقول الإخوة في مصر (الحلو ما يكملش).

وختامًا فرغم حجم الكتاب وكونه منشورًا من قبل أكبر الدور في الوطن العربي (الشروق) ورئيسها وصاحبها رئيس جمعية الناشرين العرب إبراهيم المعلم لا يجعل قيمته تصل في معرض الكتاب إلى 120 جنيهًا مصريًا.

أتمنى أن تكون تلك الطبعة كتجربة أولية ليعاد النظر وتعود لنا، كما نأمل ونرجو، فهو في الحقيقة دون المستوى المطلوب!

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5820» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة