Culture Magazine Monday  27/10/2008 G Issue 258
فضاءات
الأثنين 28 ,شوال 1429   العدد  258
 
وتغرق في قلبه...!
سارة الزنيدي

 

 

صوت عصافير الإسفلت وهي تبحث عن فتات في شقوق المنازل!!

كان يوقظ إحساسها بالخمول!

فكرت بتلك العصافير ما أجملها لو كانت ملونة ما أجملها لو كانت بأقفاص أمامها ..

ثم رمت السؤال من منا الآن بقفص ..؟!

ومن منا العصفور ؟!

لبرهة شَعرت بقليلٍ من الحرج والغبطةً معاً !

لا الزمان ولا المكان يسمح لها بالتنفس بعمق

حدثت نفسها: حينما تبدأ المرأة بوضع قدميها على أول طريق تأسيس (أسرة) تتلاشى كل الطرق !!!

بداية من نهاية أبدية !

بالطبع لن تسمح لها جميع الملامح المتعلقة بعينّيها بالحب أو حتى الاستمتاع بلحظة (حلم)..

تخاف من ذلك الإدمان..

كم تتمنى الآن ممحاة كبيرة تمسح بها جميع لحظات حياتها التافهة والروتينية..

لكنها أخيراً تستسلم للألم.... !!

ترميّ جسدها على غيمة تشعر بأن غرفتها مجرد سقف وأفق !!

تشاهد دمية طفلتها لو أننا كالدمى لا ننمو أبداً.. !

ذاك الجسد مرهق ومثقل بالعمل وذاك الرأس لا يزال يبحث عن أولوياته

كان المساء وكان الشوق يملئه....

مشاعر جديدة لكنها جميلةٌ جداً، هي تعلم بأنها أمراءه كاملة مطيعة، مدبرة، حكيمة، جميلة

لكنها من خزف.... !!!!

أدنى ملامسة ستنثرها قطعاً..

الكمال ليس ضرورياً الفوضى والأنانية لا بد أن تكون موجودة في حياتنا من أجل أنّ نستمتع قليلاً..

هو شخص غير معروف لم تشاهده أبداً، لم تسمع حتى صوته لكنها وتحديداً في ذاك المساء أحبته.. ؟!

كانت أنفاسه قريبةً جداً منها حد الملامسة..

شعرت بنمو أنفاسه على خصلات شعرها

كان ذاك القلب المهمل يخفق بشدة، أدارت التلفاز، التكييف، المسجل ..

ملئت الضوضاء غرفتها الصغيرة..، وكأنها تسعى لطرد (شبح) وجوده في مخيلتها !!

لكنها لم تعلم.. بعد !

كان هناك شيء يخفق بشدة شيء لم تستطع إخماده حتى بكأس الماء البارد الذي ترشف منه كل دقيقة

في الصباح وضعت بعض المساحيق كيّ تخفي وجوده في ملامحها.. رشت العطر !

عكصت شعرها بطريقة عملية..

لكنه ما يزال مرسوماً في ابتسامتها التيّ نامت وهي تعتلي شفتيها !

بحثت عنه في كل الأماكن..

في أدراج المكتب

في الأوراق

وفي الأرق !!

في الطريق المؤدي إلى الحلم........ !

بدأت تحاصر الفرحة خوفاً من زوال هذا النشوء

فتحت باب منزلها، انقباضه سريعة

ثم لم تجد !!!

تألمت لكون حياتها هشة جداً

أشعلت الموقد حركت الطعام بملعقتها الخشبية

أعدت المائدة نادتهم جميعاً بدأ صوت الملاعق مألوفاً لديها..

ذهبوا للنوم وهي وحيدة..

وضعت رأسها على المخدة أغمضت عينها على صوت كاظم (الليلة إحساسي غريب عاشق وأنا مالي حبيب)

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7991» ثم أرسلها إلى الكود 82244

عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة