Culture Magazine Monday  27/10/2008 G Issue 258
تشكيل
الأثنين 28 ,شوال 1429   العدد  258
 

 

وميض
أيام..أو أسابيع ثقافية

عبدالرحمن السليمان
 

 

 

نشرت إحدى الصحف المحلية منذ فترة تغطية للأيام الثقافية السعودية في أوزبكستان، وكان ضمن التغطية عرض سريع للمعرض التشكيلي وأسمائه.. الملفت - بالنسبة لي - هو التغير الواضح في المشاركة التشكيلية من جانب التنسيق والأسماء والإعلام، وهذه الأيام والأيام الثقافية السابقة نظمتها وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الخارجية. ومثل هذه المناسبات مجال للتعريف بالثقافة في المملكة العربية السعودية والفن التشكيلي أحد أوجهها، وهي فكرة قديمة تبنتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ أواخر السبعينيات عندما كانت تقيم المعارض أو الأسابيع السعودية الثقافية في العواصم العربية والأجنبية، وكانت تأخذ معها كل ما يعرّف بالثقافة والتراث والحاضر في المملكة، وكنت في العام 1984م شاركت في الأسبوع الثقافي السعودي بالجزائر، وكان ضمن الفنانين التشكيليين الحاضرين هذا الأسبوع الراحل محمد السليم وسعد العبيد وسعد المسعري وعبدالله الشلتي وأقيم معرض كبير ضم كثيرا من الأسماء التشكيلية المعروفة ولقاءات أدبية وعرض للمطبوعات والتراث الشعبي وعروض موسيقية شارك فيها محمد عبده ومحروس الهاجري، كان الوفد كبيرا ورأَسَه الدكتور فهد العرابي الحارثي، وتواصل اهتمام الرئاسة في التعريف بالثقافة والفنون والآداب والتراث في المملكة من خلال العديد من البرامج التي نجحت في الكثير منها، وكان منه استغلال المشاركات الخارجية لإقامة مثل تلك الفعاليات والأنشطة، ومثلها مشاركة المملكة في كأس العالم لكرة القدم في الولايات المتحدة الأمريكية 1994م وفرنسا 1998م، كما أن هناك أنشطة أخرى كان الحرص كبيراً فيها على وجود الفن والثقافة والتاريخ السعودي. عندما تولت وزارة الثقافة والإعلام المهمة الثقافية أخذت في تنظيم الأيام الثقافية في الخارج، ولاشك أنها مناسبات هامة للتعريف وتقديم الثقافة المحلية، والمشاركات الأدبية والتشكيلية التي كانت تنسق وتنتخب لها الرئاسة نوع المشاركة والأسماء والفعاليات تعود ثقيلة، والعدد المشارك من الفنانين ربما حافظت عليه الوزارة والمستوى العام للمعرض هو الآخر ربما انتابه شيء من التغيير؛ فالتنسيق السابق اعتمد على جانبين: مدى تجاوب الفنان أو الفنانة مع الدعوة للمشاركة، ثم مقدار تعاونه ومشاركته في أنشطة الرئاسة التشكيلية أما انتقالها إلى وزارة الثقافة والإعلام فهذا غيّر شيئا من هذه الصيغة فالمهمة التي كانت تقوم بها جهة أحيلت إلى فنان هو عبدالعزيز عاشور، وكان من موقعه كمستشار لوكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الخارجية يقوم بالدور باستشارة أو تعاون آخرين معه، وكنت واحدا ممن يتعاونون معه بترشيح أسماء وأعمال وخلافه على مستوى المنطقة الشرقية على الأقل وعاشور في الواقع كان يعمل بطاقة عديدين لاستكمال المشاركة ولم يكن بعيدا عن التواصل مع الفنانين شخصيا سواء بالمكاتبة أو الهاتف، ومن هنا كانت الاستجابة جيدة، وإن لم تكن كذلك مع البعض من الفنانين الذين شكل بعضهم (شبه موقف) على مثل تلك المشاركة. والحقيقة، ولقربي منه، فقد كنت ألمس فيه جدية وحرصا على أن يكون المقدّم من الأعمال ذا مستوى جيد وينقل صورة واقعية عن الحركة التشكيلية السعودية حاضرا، وإن كان هناك بعض ما يوضع في خانة الشمول والتنويع والتشجيع فالفرص متاحة والمشاركة لما هو أفضل، وهذا الحرص لا أشك أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب كانت تؤكده في مناسباتها ووفق الإتاحة الإيجابية التي تخدم المشاركة.

حاليا ومع اعتذار عاشور عن المهمة الاستشارية، وما يندرج ضمنها من تنسيق للعروض التشكيلية أحيلت المهمة إلى آخرين ربما كان فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة معنيا بها، وهذا ما لمسته من خلال الإعداد وحضور الفنان عبدالله نواوي ممثلا في المعرض ضمن الأيام الثقافية السعودية في أوزبكستان. أما الأسماء فأرى جديدا.. أرجو أن يكون بذاك المستوى الذي يحقق للتواجد السعودي ثقله في مثل هذه المحطات، كما آمل أن يكون الفنانون أكثر استجابة للدعوات الموجهة للمشاركة، والتي أتمنى أيضا أن تتخذ نسقا مشجعا بالمخاطبات والمكافآت واستعادة الأعمال والمحافظة عليها وإرسال مخاطبات توضح المشاركة ومكانها وتاريخا وأن يكون الدليل المصاحب وثيقة جيدة من حيث الطباعة وشمول المادة التحريرية.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الدمام aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة