Culture Magazine Monday  29/12/2008 G Issue 264
الملف
الأثنين 1 ,محرم 1430   العدد  264
 
ضل طريقه فأبدع في الصحافة
علي الشدي

 

أستطيع أن أسمي بلا تحفظ الزميل، الصديق، محمد العجيان: (عميد السلك الدبلوماسي في بلاط الصحافة) وذلك لأنه في نظري دبلوماسي ضل طريقه لوزارة الخارجية فوجد نفسه في الصحافة. وليس معنى ذلك أنه دخيل على الصحافة، بل إنه أفضل من كتب مقالة مختصرة ومركزة مع أنه مقل في الكتابة، وهو من أفضل من يختار عنواناً صحفياً والأهم من ذلك من أكثر القيادات الصحفية توجيهاً للشباب للإبداع في المجال الصحفي.

ولعل كل من يعرف العجيان عن قرب يوافقني على ذلك، فهو يملك صفات الدبلوماسي الناجح من حيث قوة الإقناع وتسلسل الأفكار والثقافة الواسعة وحسن المظهر وقبله وبعده فن الإصغاء وكسب الأصدقاء، فهو يكاد يكون الوحيد في الوسط الصحفي الذي ليس له أعداء، وهذه من الحالات النادرة في وسط نعرفه جميعاً.. بل الأكثر من ذلك أن محمد العجيان لم يتأثر بالشللية المتأصلة في ذلك الوسط، ويعتقد كل من يتحدث مع أبي خالد أنه صديقه الأقرب إلى نفسه.

ولقد عرفت الأخ محمد العجيان قبل سنوات لا أريد ذكرها خشية غضبه.. فهو قد يتساهل في أي شيء إلا مسألة العمر.. وكم من مرة ذكر له أحدهم واقعة قديمة معه.. فأنكر ذلك بطريقة جادة مؤكداً أن الذي كان معه والده وليس هو..

أقول عرفت (أبا خالد) قبل أن يعرف بهذا اللقب بل قبل أن يتزوج.. وكان حرصه وهمه هو إرضاء والدته التي تظل تتابعه وتسأل عنه خاصة حينما يسافر مسافات طويلة بالسيارة إلى بيروت أو الشام أو يركب البحر إلى السودان لأنه يخاف ركوب الطائرة.. ولقد أوشك أن يشكل مع مجموعة من الزملاء وباقتراح من أخي محمد الشدي (جمعية أصدقاء القطار والسيارة) وبدأ بعضهم في جمع المعلومات والأشعار التي نظمت والمقالات والبحوث والدراسات التي نشرت حول التحذير من ركوب الطائرة.. لكن الجمعية فشلت قبل إنشائها لأن الدراسات أثبتت قلة حوادث الطيران بالنسبة لحوادث السيارات. وبالإضافة إلى كره العجيان للطيران اشتهر بالمحافظة على النظافة وبالذات فيما يتعلق بالأكل وكم عانى من أكل البيض المسلوق والمعلبات والمشروبات الغازية خلال سفره مهما طال هذا السفر. ومن صفات العجيان.. ذلك الهندام الجميل في غير تكلف وحرصه دائماً على ارتداء الزي كاملاً، فلم يشاهد مرة بلا غترة أو حتى بلا عقال، وهذه من صفات أعضاء السلك الدبلوماسي.

وعودة إلى معرفتي بالصديق العزيز الذي لا تفارق الابتسامة محياه حتى في أحلك الظروف.. أقول إن الزملاء محمد الطيار وفهد العيسى وحمد القاضي وعبد الرحمن الشثري وفهد بن خميس وعلي الغازي وعبد الله بن عسكر وكاتب هذه السطور كانوا يتلقون المقالب والقفشات العجيانية المحببة بصدر رحب لأنها صادرة من قلب أبيض نظيف لا يتمنى الا الخير للجميع.

ونأتي أخيراً على صفة مهمة يتصف بها الزميل العجيان وهي ابتعاده عن أي موضوع قد يثير مشكلة.. ويكفي أنه أغلق وبسرعة جريدة (العصر) التي كانت من الصحف العربية الرائدة في الصدور من الخارج.. حيث أصدرها من اليونان وكان من المنتظر انتشارها وتحقيقها نجاحاً كبيراً، لكن بمجرد أن ثارت حولها بعض الإشكاليات سارع بإغلاقها مكتفياً من الغنيمة بالخسارة المالية التي تكبدها بصمت وهدوء.

وأخيراً: ليس هذا كل ما يمكن قوله عن الزميل الدبلوماسي محمد العجيان، ولو أردت أن أغضبه لرشحته سفيراً في استراليا حيث سيضطر لركوب الطائرة لساعات طويلة.. أما إن أردت أن أسعده وأسمع ضحكته العالية المشهورة فسيكون الترشيح لمنصب سفير في البحرين أو قطر حيث الوصول بالسيارة خلال ساعات.

وعوضاً عن الاقتراحين السابقين فإني أقترح على أبنائه البررة جمع إنتاجه الصحفي والأدبي بالإضافة إلى بعض المقالات المنشورة عنه في كتاب يوثق مسيرته وسيرته العطرة بعنوان (محمد العجيان.. الصحفي والإنسان) فهل يبادر الأبناء إلى ذلك دون تأخير؟! والخلاصة: محمد العجيان يتصف بحسن الخلق بشهادة الجميع وهي أول ما يوضع في الميزان يوم القيامة، فاللهم ارزقنا جميعاً حسن الخلق واجمع لأخينا وصديقنا ضيف هذا الإصدار اليوم بين الأجر والعافية. إنه سميع مجيب.

alshiddi@Daralwatan.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة