Culture Magazine Monday  29/12/2008 G Issue 264
تشكيل
الأثنين 1 ,محرم 1430   العدد  264
 
من الحقيبة التشكيلية
ساهمت في دعمه إلى العالمية
جمعية قطر للفنون التشكيلية رافد مهم لنهر العطاء التشكيلي الخليجي

 

إعداد - محمد المنيف:

إذا كانت منطقتنا الخليجية تحتل مكانة مهمة عالمياً في المجال الاقتصادي الذي اكتسبته من وجود الذهب الأسود الذي كان ولا يزال العنوان الأبرز فإن لهذه المنطقة أيضا عناوين أخرى لا تقل بأي حال عن تلك الأهمية حيث يكمن هذا العنوان وهذه الهوية في كثير من المجالات وفي مقدمتها الثقافة التي تسعى مختلف الجهات المعنية في خليجنا العربي بإبرازها من خلال الأنشطة المتعددة باعتبارها الجسر الكبير والأهم في التعريف بالواقع الحضاري والتاريخي لهذه المنطقة ومن بين فروع الثقافة يأتي الفن التشكيلي ليساهم بدوره وفعله وتفاعله كونه لغة عالمية يقرؤها كل من على الأرض، نهل المبدعين من أبناء الخليج في فروع هذا الفن المتعددة من معين واحد وقواسم مشتركة تجمعهم قلباً وقالباً أفرزت اتحاد التشكيليين الخليجيين الذي أصبح يشكل منعطفاً مهماً في مسيرة هذا الفن والذي أتي في وقت اكتمل فيه العقد التشكيلي بتأسيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية التي انضمت إلى الجمعيات الخليجية الأخرى في الكويت وقطر والإمارات وعمان والبحرين ساهمت تلك الجمعيات خلال عقود ماضية بتأسيس الجسد التشكيلي الخليجي وأسهمت في لم شمل المبدعين فيه على مستوى الدولة الواحدة أو بما يتم القيام به من أنشطة مشتركة تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.

يسعدنا عبر هذه الصفحة أن نسلط الضوء ابتداء من اليوم واستمرار خلال الأسابيع القادمة على كل جمعية من هذه الجمعيات لنطلع القارئ والمتابع على تاريخ وجهود كل منها ونتعرف على أبرز التشكيليين فيها.

يسرنا اليوم أن نبدأ مشوارنا بالحديث عن الجمعية القطرية.

الجمعية القطرية واليوبيل الفضي

قبل عامين احتفلت الجمعية القطرية بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسها وهي فترة لا يمكن أن تمر دون تأثير أو دون إبقاء أثر على الفن في قطر وعلى مستوى الخليج والعالم العربي وصولاً إلى الحضور العالمي، واليوم وهي تتجاوز سبعة وعشرين عاماً من عمرها نحو مرحلة اكتساب الخبرات والمعرفة الشاملة لتفاصيل الجسد التشكيلي القطري يضع المعنيون في مجلس إدارتها استشرافاً لمستقبل مشرق حافل بالعطاء لتكمل ما أسهمت به هذه الجمعية محلياً وخليجياً وعالمياً ابتداء من الأخذ بالفنانين الرواد وتكريمهم ووضع البرامج اللائقة بتجاربهم مروراً بالموهوبين والأخذ بأيديهم وصولاً إلى الارتقاء بالذائقة العامة عبر جسور بنتها أسماء أخذت على عاتقها النهوض بهذا الفن في الفترة الزمنية من الستينيات والسبعينيات الميلادية أرسوا بتفانيهم وجهودهم قواعد إبداعهم ليضيفوا عليه أهم إنجاز لهذا الفن وهو تأسيس جمعية باسم الجمعية القطرية للفنون التشكيلية وانطلاقها في التاسع عشر من شهر فبراير عام 1980 م ومقرها مدينة الدوحة تضمنت أهدافها رعاية الحركة الفنية التشكيلية في دولة قطر.وتضم في أسماء مؤسسيها كل من:

جاسم محمد زيني - يوسف أحمد - محمد علي الكواري - سلطان السليطي - سلطان الغانم - حسن عبدالرحمن الملا - وفيقة سلطان - عيسى ماجد الغانم - يوسف الشريف - أحمد السبيعي - محمد علي عبدالله - عبدالله دسمال الكواري - سلمان المالك - محمد جاسم الجيدة - ماجد المسلماني - علي الشريف - سيف الكواري - فرج دهام.

هؤلاء الفنانون الذين حملوا راية التأسيس كان لهم أيضاً الكثير من الجهود على المستوى الشخصي من خلال ما تحصلوا عليه من درجات عليا في الفنون بجانب الخبرات ومنهم من عمل على تطوير إبداعه وتفانى في البحث والتجريب فأصبحت أسماؤهم مع من أتى بعدهم رموزاً يعتد بها.

دراسات عن الفن القطري

ويمكن للباحث أو المتابع أن يطلع على مسيرة هذا الفن من خلال موقع الجمعية أو باقتناء الإصدار التوثيقي الذي قام به قسم الدراسات والبحوث التابع لإدارة الثقافة والفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بعنوان (الفن التشكيلي القطري.. تتابع الأجيال) لمؤلفه الدكتور خالد البغدادي الذي رصد فيه تطور الحركة الفنية القطرية من خلال دراسة أهم رموزها.

واحتوى الكتاب على أربعة فصول تدرس الأجيال الفنية القطرية حيث يتحدث الفصل الأول عن جيل الرواد الذي يضم عدداً من أبرز الفنانين القطريين. بينما تناول الفصل الثاني جيل الوسط، أما الفصل الثالث من الكتاب فقد تحدث عن الجيل الثالث وهو جيل الشباب. وأفرد الباحث الفصل الرابع للفن النسائي القطري ودرس فيه أهم الفنانات التشكيليات القطريات.

رموز التشكيل القطري

تضمن الإصدار الخاص بالاحتفال بمرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيس الجمعية القطرية على أسماء وصور لبعض اللوحات التي شارك بها المشاركون ثمانية وأربعون تشكيلياً من بينهم خمس وعشرون فنانة كما تضمن كلمتين نقتطف منهم ما تسمح به المساحة ومنها كلمة الأستاذة نادية المضيحكي نائب رئيس مركز الفنون البصرية التي جاء فيها:

(تشرفنا تحت مضلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث أن نحتفي من خلال مركز الفنون البصرية باحتفالية الجمعية القطرية للفنون التشكيلية بمناسبة يوبيلها الفضي باعتبارها أحد الوجوه المشرقة في المشهد الفني القطري الذي يجمع الفنانين والفنانات في مسار النهضة القطرية التي تشهدها في تلك الأيام).

وفي كلمة رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية الفنان محمد العتيق الدوسري فيقول: (كانت الجمعية القطرية للفنون التشكيلية ولا زالت الصرح المؤثر في تطور الفن التشكيلي القطري وتقديم الفنانين النخبة باستمرار ويعود الفضل في تأسيس الجمعية إلى المجموعة الرائدة الطموحة التي وضعت حجر الأساس منذ خمسة وعشرين عاماً وأسهمت في تجسيد التراث العريق ومزجه بالقيم الفنية العالمية). جاءت الأعمال في هذه المناسبة وفي مختلف المناسبات اللاحقة والسابقة في الساحة التشكيلية القطرية تجمع مختلف الأساليب والاتجاهات والمدارس الفنية التي يسعى الفنانون القطريون على أن تتوازى مع ما جد في واقع الفن التشكيلي العالمي مع الاحتفاظ بالهوية القطرية والخليجية بشكل عام فكان لتجارب هؤلاء التشكيليين والتشكيليات الكثير من التميز وجذب الأنظار.

رواد وأجيال وحضور عالمي

تضم الجمعية القطرية الكثير من رواد هذا الفن في دولة قطر ممن ساهم بالوصول بتجاربه إلى العالمية من خلال المعارض والمشاركات الدولية منهم جيل الرواد وجيل الوسط، وجيل الشباب ويمكن لنا أن نذكر بعضاً من الرواد ومنهم الفنان سلمان الملكي ويوسف أحمد وحسن الملا وفرج دهام وغيرهم. كما لا ننسى جهود القائمين على الجمعية في هذه المرحلة وفي مقدمتهم المبدع محمد عتيق الدوسري وبقية أعضاء مجلس الإدارة الذين ساهموا ويساهمون في دعم كل نشاط تشكيلي خليجي ويقدمون العديد من البرامج والمناسبات والمعارض التشكيلية للفن في قطر وعلى مستوى الخليج.

monif@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة