Culture Magazine Monday  20/08/2007 G Issue 212
أقواس
الأثنين 7 ,شعبان 1428   العدد  212
 
بين الشعر وهموم الزمن

 

 
* الثقافية - عبدالحفيظ الشمري:

الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح تعد للزمن القادم تعويذة تفر بها منه، فالزمن كما تقول الشاعرة لم يعد زمن الشعر؛ حيث بات أنقاضاً لا تقوى الذائقة على انتشال الأشياء الحميمة من بين ركاماته.

الشعر في رأي سعاد الصباح هو ذلك الزمن الغارب في عقود من الصحو، والضجيج، والحياة النافرة كجواد وطأته حوافر الزمن، حينما كانت قصائد نزار ذات صدى قوي يعبر أرجاء الوطن.. بل لم تعد لمتذوقي الشعر فحسب إنما تجاوزته إلى حدود الذائقة العربية البسيطة..

فشعر سعاد الصباح لم يكن أقل أثراً على المتلقي إنما كانت تصدح بشعر (جمالي معنوي) و(جمالي ناصري) يحرك الوجدان، لنرى صدى قصيدة الطالبة اليافعة في جامعة القاهرة مطلع السبعينيات تنشد مواويل الحرية المبتغاة.. تلك التي كانت سائدة آنذاك وما تلاه من هطول شعري قوي جسد قدرة المرأة العربية على الصحو في زمن صمت النساء، لتخرج سعاد الصباح كما الخنساء في زمن ذائب منشدة فوقنا للحرية، ولمجد الإنسان البسيط، ذلك الذي يتلفع بالوعد منذ أن وعينا حدود الوطن العربي الجديد.

لم يعد الشعر نازفاً بجراحات الإنسان العظيمة، ولم يعد محتداً، ثائراً، إنما أضحى في هموم الزمن الجديد.. هذا الزمن حسب رأي الشاعرة مشبع بما يكفي بأحزان جامدة لا يمكن لأي شاعر ترجمتها، لأن الحزن النبيل بات ضرباً من خيال لا أثر له في زمن اللا شعر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة