Culture Magazine Monday  02/02/2009 G Issue 269
عدد خاص
الأثنين 7 ,صفر 1430   العدد  269
العلاّمة الشّفّاف
د. غازي القصيبي

 

لابد، في البداية، أن أعتذر لشيخنا أبي عبدالرحمن على استخدام كلمة ليست في قاموسه أو قاموس التراث ولكنها وفدت إلينا ترجمة لكلمة أجنبيه، وشاعت وذاعت، وهي ليست، على أي حال، بالكلمة السيئة - وتدل دلالة كافية على المقصود..

أبو عبدالرحمن علاّمة موسوعي، متعدد الاهتمامات، يخوض في بحور الفصحى كما يخوض في بحور النبط، ويبحث أنساب القبائل كما يمحص أعوص القضايا الفقهيه، وله، فوق ذلك كله، حسّ مرهف خُصّ به المبدعون من كل قبيله..

إلا أن هذا كله، وهذا كثير، لا يجعل شيخنا الشخصية المألوفة الحبيبة - التي عرفناها فعشقناها، وبنون الجمع أقصد الجميع من (أغيلمة الصحافة) إلى عمالقة الفكر.

هناك شيء غير هذا كله يجعل الخلطة النادرة خلطة فريدة - ويجعل العلامة الموسوعي متميزاً عن غيره من أقرانه وأنداده - هذا الشيء، في رأيي المتواضع، هو الشفافية..

وهل هناك أكثر شفافية من رجل يعلن أن (ظاهري المذهب) - في مجتمع لم يكن يسمع بالمدرسة الظاهرية؟

وهل هناك أكثر شفافية من أنسان يتحدث عن نواحي ضعفه بإسهاب لا تظفر به نواحي قوته وتميزه؟

وهل هناك أكثر شفافية من رجل يتحدث عن أخطائه بثقة مفرطة وكأنها منجزات؟

قال لنا الشيخ الوقور، في شذرات هنا وهناك، من كتب وكتيبات مختلفة، عن حياته أشياء لم نألفها سماعها من شيخ وقور!

بكى وأبكانا معه.. وضحك وأضحكنا معه..

وطرب وأطربنا معه.. وندم فندمنا معه..

هناك أمنية أسوقها، على استحياء، إلى علامتنا الشفاف..

متى تصدر لنا قصة حياتك كاملة في مجلد واحد.. شفّاف؟

وأضيف:

هذا المجلد سوف يكون علامة فارقة في تاريخ الشفافية في هذه البلاد.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة