Culture Magazine Thursday  02/04/2009 G Issue 277
فضاءات
الخميس 6 ,ربيع الثاني 1430   العدد  277
كلمات
أمنية بعد غفوة!
محمد بن أحمد الشدي

 

قال: كان يوماً ماطراً.. وقد بدأت الشمس تشرق من خلال السحب.. وأنا أُوجِّه وجهي إلى باب (الغواص) وعيناي دامعتان، فقد دفنت بيديّ هاتين أمي قبل بضعة أيام إلى جانب سعد قريبي.

هكذا نعيش على ترابك أيها الوطن الحبيب، ونموت فيك.. لقد فهمت قيمة الوطن، ولماذا كان يبكي ذلك العربي وينتحب وهو يحدثني عن الوطن.. الوطن هو كل شيء في هذه الحياة.. (من لا وطن له لا وجود له).

كنت أستعيد في ذاكرتي المتعبة ذلك الشريط الطويل من الذكريات عن زاهرة والهواء الهفوف وقصر جدي البارز المبرز على خليجنا الغافي والصيد في وادي المياه ومسبح (البديعة) المعطر وحفيف جريد نخل (المنقع) في الليالي الشاتية و(عتيقة) وأنوار وهي تصطلي على (الموقد) المشتعل مثلي!! وسعد والقاهرة ومريفة في بر السويدي.. لقد ذكرت ما ذكرت عن لهو الشباب العابث، ليكون درساً لمن اطلع عليه حتى لا يضيع عمره هدراً، بل إن عليه أن يطلب العلا والمجد ومكارم الأخلاق وأن يصنع لنفسه عزها قبل فوات الأوان!

ثم سكت وتوارى خلف ظله!

تكريم مبدع

قلت يومها:

في هذا المساء الوضَّاء، وعبر هذا الصرح الثقافي الذي وجد للاهتمام بالإبداع وعشاقه.. اسمحوا لي أن أُحيي جمعكم وضيفكم أخي الدكتور عبد الله بن سليمان المناع، أحد صنَّاع الكلمة في بلادنا وعاشقها المتيم، والمدافع عنها حتى آخر نفس يلوج بين أضلاعه.

إنني وعبر معرفتي الممتدة مع أخي المناع، أدركت أنه يحمل أربعة هموم مغموسة بحب شفيف وشجن دائم.. وهذه الأربعة هي حبه للناس والبحر والتاريخ والكلمة والأخيرة قضيته التي يقاتل من أجلها، بكل قوة مع أي إنسان لا يحترم معشوقته (الكلمة).. وكثيرة هي المواقف التي تحمَّلها هذا الرجل الطيب من (أقرب الناس له).. لكنني لا أستطيع أن أستعرضها لما انطوت عليه من جراح كادت أن تندمل، وكثير منكم يعرفها.

أُبارك لأخي أبي عمرو وسجا، بل هو أب أيضاً لأقرأ (المجلة)، وهو كما تعلمون ابن الشاطىء وصاحب ليل ونهار و(سوق الخاسكية) التي لم يفرج عنها لأسباب مجهولة!

ذكريات كثيرة تختزنها الذاكرة مع صديقي المناع، لم يأت الوقت المناسب للإفراج عنها بعد!

أنشر مساهمتي المتواضعة ما دام أنها مرت مرور الكرام: على من استمع لها ليطلع القارىء على بعض مما طرح!

أحييكم مرة أخرى، وأُحيي كلماتكم المضيئة.. وهذه الأمسية بلا شك لفتة مقدرة من جمعية الثقافة والفنون بجدة تُشكر عليها.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة