Culture Magazine Thursday  02/04/2009 G Issue 277
مداخلات
الخميس 6 ,ربيع الثاني 1430   العدد  277
القصيبي وتكريم الإبداع

 

تجربة الشاعر غازي القصيبي الشعرية تجربة فريدة ليس لها نظير في وقتنا الحاضر ولا سيما إذا أخذنا في الاعتبار معطيات هذه التجربة من النواحي الفكرية والحضارية والإنسانية. ونظراً للدور الهام الذي يضطلع به الشعر في حياة الناس والذي ينطلق من ركائز ودعائم وأسس لها مكانتها في النفوس وقصائد القصيبي تحمل نظريات قابلة للتطبيق وتستند إلى قاعدة صلبة من العلم والفكر والثقافة وممارسة الحياة العملية بصورة لا تقبل الشك ولأن الممارسة لها طعم خاص ولأن التجربة الناضجة لدى هذا المبدع تثبت جدارته وكفاءته. لقد تعرضت قصائد القصيبي للإبداع شكلاً ومضموناً وتوفرت في هذه القصائد ملامح الاطمئنان الروحي وسط جو ملائم من الإبداع والألق وإذا عرفنا أن الشعر هو رأس الآداب عند العرب وهو متحف فنون العرب فليس في القول تكلف أو مبالغة إذا قلنا إن القصيبي يملك كل هذه الأمور فهو يقول الشعر وكأنه ينحت من صخر ويصوغه بألفاظ عذبة وعبارات كأنها العسل المذاب تبدو الحكمة ظاهرة على كل ما يقول الشاعر غازي أو غازي الوزير وإذا كانت أغراض الشعر تدخل في كل شيء من شؤون الحياة فإن للقصيبي السبق في ذلك، لقد قدم هذا الشاعر صورة نموذجية من صور الأدب عندما خاطب سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك بخطاب رقيق طالباً منه تحويل العدد الخاص الذي تحدث فيه عددٌ من المحبين وأصدقاء غازي عن تجربته إلى كتاب مطبوع وبالتحديد يطبع بوساطة الجزيرة. والقصيبي بهذه اللفتة الأدبية يعبر عن الوفاء لهذه الصحيفة نعم نحن نُدرك أنه قادر على طباعة هذا الكتاب مثلما سبق أن طبع إصداراته السابقة ولكن. ولكن حبه واهتمامه ومتابعته للجزيرة فضّل أن تكون هي التي تتولى ذلك وأجزم أن هذا الطلب سيقدر وسيتم طبع ذلك الإصدار الرائع ليكون في متناول الجميع وما دام الوفاء سيأخذ دوره وبصورة مشرفة ومشرقة فإنني أدعو وباستمرار إلى تكريم الإبداع وأهله وإنني أطالب بالوفاء للرموز وما أكثرهم في هذا المجتمع وأعني رموز الأدب والشعر لأن هؤلاء العمالقة يستحقون التكريم والاهتمام ليس من الصحافة فحسب بل من الجهات الرسمية والأهلية ومن هؤلاء وعلى سبيل المثال لا الحصر الشاعر والأديب الكبير عبدالله بن إدريس والذي أمضى أكثر من ثمانين عاماً من عمره المديد إن شاء الله شاعراً وأديباً وكاتباً ورئيساً للنادي الأدبي بالرياض كانت قصائده وما زالت تمثل روعة الشعر والأدب والإبداع تحدث عن أمته ووطنه وكان آخر إبداعاته قصيدته العصماء والتي تعد من عيون الشعر العربي الفصيح معنى ومغنى ومنطقاً والتي ألقاها في الجنادرية أمام خادم الحرمين الشريفين وقد أحسن المهرجان هذا الاختيار لرمز من رموز الأدب والشعر في بلادنا. وكذلك الأديب والشاعر الأستاذ صالح بن حمد المالك والذي كانت وما زالت قصائده نبراساً يقتدى به فهو يساهم في شعره في قضايا المجتمع والأمة السعودية والعربية والإسلامية متحدثاً بهذه الروائع عن الأهداف المستقبلية المرسومة وإننا على ثقة بأن كل العمالقة في الشعر والأدب سيكرمون وسيشمل هذا التكريم كل من يساهم في إغراء الحركة الأدبية والشعرية!!

فاصلة

نحن نعد الاهتمام الذي لقيه الزميل المبدع الشاعر محمد الثبيتي من ولاة الأمر ومن زملاء الحرف يعد تكريماً للشعر وأهله نسأل الله أن يعود شاعرنا سليماً معافى.

تلويحة

لعل سائل يسأل كيف استطاع شاعر شعبي الوصول إلى هذه الصفحات - مقالات - ويكتب إلى جانب الكبار والإجابة ببساطة هي أن الجزيرة وحدها فعلت ذلك!!

آخر الحرف

من يريد الخير يسعى في دروبه

ما على من يفعل الحسنى رقابه

مهدي العبار العنزي

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة