Culture Magazine Thursday  02/07/2009 G Issue 290
فضاءات
الخميس 09 ,رجب 1430   العدد  290
لم أعد أفهم
بدور إبراهيم الأحيدب

 

ذات أمل نسقت زهور أحلامي داخل مزهرية تحمل رائحة أبي، فتحت النافذة حتى أستنشق الهواء ولم أكن أعلم أن هبوب عاصفة شديدة سيبدد زهور أحلامي وسيقطعها غير مبال بالروح التي تعبت وهي ترعاها. وتسير الحياة ولا روح تعلم ماذا يخبئ لها الغد، وأي مستقبل سيضم حطامها ليرممها من جديد، وأي يد يمكن أن تمتد لتمسك بأيدينا وتعطينا الثقة بأن القادم من حياتنا هو الأجمل، وأي عين يمكن أن تقرأ الحزن القابع في ملامحنا حتى وإن كانت الابتسامة لا تفارقنا.

ونسير مع الحياة وأرواحنا مكتظة بمشاعر لم نعد نفهمها وتصرفات لم نطق أن نتصرفها من قبل وعلامات الدهشة لا تفتر تربض على كل حواسنا: لماذا تحولنا إلى كائنات لا نفهم كنهها ولا ماهية تصرفاتها ولا علة تناقضاتها التي تجعلنا نعيش في صراع مرير بين ما نحن عليه وما نرغب أن نكونه.

ربما الصدمة من الواقع الذي نعيشه جعلنا نقسو على أنفسنا وعلى من هم حولنا أكثر، وربما اللامبالاة التي نلمسها ممن نظن أنهم يشعرون بنا قد عمقت في داخلنا الشعور باليأس، وربما حرماننا من أمور لا تكلف من هم حولنا أي شيء ورغم ذلك بخلوا بها علينا -ربما ذلك- جعلنا عرضة للحزن أكثر وللبكاء أكثر وللجرح أكثر وأكثر.

لنكون في النهاية مجموعة مشاعر لحظية متضاربة لا نفكر حتى في مجرد فك طلاسمها لأن الإحساس المتعمق بداخلنا بأنه لا أحد يستحق- جعلنا لا نهتم بأي شيء ولا نريد فهم كل شيء.

كل منا في هذه الحياة يخبئ في صدره شيئاً أو أشياء لا يود أن يتلصص أحد عليها ربما لكونها جميلة وغالية جدا على قلبه فيخشى أن يدنسها مجرد البوح بها وربما لكونها شيئا مؤلما بشعا لن يجد حوله من ينتشله بلطف.

شخصياً ثقتي بالأشخاص والأشياء لم تعد كما كانت، ووضوحي السابق صار يكتنفه غموض قسري فما عدت أثق حتى في الجمادات حولي فكيف ببشر صفعوني ألف مرة ومرة، فالثقة حين نمنحها لشخص نراه درة بين البشر ثم نكتشف بأنه لا يستحق في هذه الحالة تكون الصدمة قاسية والضربة قاضية والألم أعمق.

أفكر كثيراً فيما إذا كنت أستطيع أن أعيش أملا جديدا في الحياة وأفرح من أقصى خلاياي وأتنعم في السعادة وأعود مجددا لأثق بالناس فيندمل جرحي، وه ل هناك في الأصل من يستطيع أن يمنحني كل ذلك لأجلي فقط ويحاول جاهدا أن يطوقني باهتمام لا مثيل له، يفكر في راحتي وبهجة صدري ويرفض أن تصافح الدمعة خدي.

أعلم أن ذلك ضرب من المستحيل لكن لازلت أتوسم بالحياة خيراً.

رسائل لا تحتمل تأجيلاً:

إلى حرف سكنني وأعطاني فهجرته وحين عدت أشرع ذراعيه واحتضنني بحنو: أحبك ولا أطيق بعدا عنك إلى صديقة الفرح حصة الأحمد :افتقادك مر لكن فرحتي لك أكبر.

إلى الرائعة هند القحطاني: شكراً قراءتك وبحثك الدائم عن حرفي.

إلى مشاعل وزينب والعنود وعفاف وأسماء : في القلب أنتم.

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة