Culture Magazine Thursday  04/06/2009 G Issue 286
تشكيل
الخميس 11 ,جمادى الآخر 1430   العدد  286
وميض
في انتظار بعض المعارض
عبدالرحمن السليمان

 

في السبعينات الميلادية ظهرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وخلال العقد نفسه ظهرت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وأخذت كل من هاتين الجهتين بتبني الأنشطة التشكيلية فالرئاسة قامت بدور كبير وهي تنظم معارض المسابقات عن طريق مكاتبها الرئيسية والفرعية في المدن، وهي كمركز رئيسي كانت تنظم المعارض والمسابقات المركزية الكبيرة، مثالها معارض المقتنيات ومعارض المناطق ومعارض المراسم، ومعارض الفن السعودي المعاصر والأخير ورثته وزارة الثقافة والإعلام فأقامت منه أكثر من دورة، أما المعارض الأخرى فاختفت نهائيا. الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون تبنت أول المعارض الجماعية عام 1978 أي بعد قيامها بأكثر من أربع سنوات لكنها استهلت نشاطها عام 1974م بمعرضين أحدهما للفنان عبدالجبار اليحيا عام 1974 والآخر للفنان محمد المنيف وتواصل نشاط الجمعية بالمعارض الجماعية، والشخصية التي كان لها الدور الأبرز في دعم الفنانين.

ظهرت في فترات تالية مجموعة من الجهات كانت تحاول الإسهام في إقامة المعارض لعلاقتها بأنشطة ثقافية أو لدور اجتماعي وثقافي فكانت الجنادرية (المهرجان الوطني للتراث والثقافة، والخطوط الجوية العربية السعودية) وغيرهما، ولم يكن الدور سوى إسهام لا نضمن استمراره فالخطوط السعودية أوقفت مسابقتها وتتعطل أو تتأخر مسابقات الباحة أو باحة الفنون عن مواعيدها، وتواصل السفير مسابقتها للدورة الثالثة وفي الجنادرية يتواصل معرض الفنون التشكيلية كتقليد يقام تارة بقاعتها في أرض الجنادرية وتارة خارجها وهو معرض تنوع واختلف منظموه فليست هناك رؤية للمعرض سوى انه أصبح تقليدا يتكرر كل مناسبة وبأي من الأعمال التي ترده.

يحرص البعض على مثل هذه المعارض وتزداد الأعداد فيزداد الإقبال وهذا يعني أن أولئك الممارسين والممارسات يبحثون عن أية فرصة عرض وفي أي مكان ولأنهم لم يزالوا طور البحث عن الفرص فهم يتسابقون على أي مناسبة وهذا يستثمره بعض من لا يجدون زبائن لمعارض ينظمونها فتكون المستويات وتكون المعارض المدفوعة.

العديد من الفنانين اعتادوا المعارض الرسمية أو التي يدعون لها عن طريق الجهات الحكومية ولان معارضها قلّت عن ذي قبل فان عددا منهم إصابة الضجر والعدد الآخر توقف والعدد الأقل سعى إلى دور خارج إطار المعارض الرسمية إلى تشكيل جماعات خاصة أو البحث عن من يقوم بالدور، فكانت القاعات الخاصة وهي موجودة تواكب نشاط الجهات الحكومية وبطريقتها الخاصة، كما أنها الأقرب وربما بعضها الأسهل فالقيمة المادية تغري لإقامة أو استضافة معرض شخصي مدفوع القيمة ولا غيره، بينما توجه آخرون وهم قلة إلى الجهود الشخصية فهم لا ينتظرون الدعوة ليشاركوا فتحركوا بأنفسهم هنا وهناك وكونوا علاقاتهم الفنية بما يحقق حضورهم وأحيانا البحث عنهم وكان الاعتماد هنا على الجهات الخاصة والواقع هو الدور الحقيقي الذي لم نزل لم نتفهمه أو يتفهمه المقتدرين على الدفع والدعم وهو دعم وإسهام ثقافي واجتماعي لم تكن المتاحف ولا المجموعات الفنية ولا القاعات ولا المستويات إلا عن طريقه، وبالتالي يكون الفن ويكون الفنانون وعليه تصبح الإبداعات ملكا للجميع، فالمتاحف وهي كثيرة وكبيرة إذا كان بعضها تبنته الدول فان البعض الآخر منها قدمه رجال أعمال ومقتدرون أحبوا الفن وآمنوا بدوره وأهميته، وفنانونا في الواقع لا يجب أن ينتظروا الدعوات الرسمية حتى يشاركوا فهي لا تكفي والدور الرسمي دور يُطلق في البداية ليتحرك ويعتمد الفنان على نفسه ولأننا لم نملك الإدارة الفنية الجيدة واعنيها للفنان نفسه فان كثيرا من المهام يتحملها الفنان بنفسه وهي تعيق تحركه ونشاطه ولكن هذا الواقع ولا يمكننا التنصل منه، علينا أن نتحرك وفق تحقيق المزيد من الحضور الايجابي وان لا ننتظر الدعوات من الوزارات أو غيرها لنشارك فهي تقوم بدورها وهو دور أسست له الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل قرابة الثلاثين عاما وانتقل إلى وزارة الثقافة والإعلام التي تواصل هذا الدور وفق رؤيتها وقناعة المسئولين فيها، وهو دور لا نشك في ايجابيته لكنه لا يكفي في أعداد كبيرة من الممارسين تزداد أعدادهم كل عام. للحديث صلة.

aalsoliman@hotmail.com الدمام

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة