Culture Magazine Thursday  04/06/2009 G Issue 286
تشكيل
الخميس 11 ,جمادى الآخر 1430   العدد  286
الحرف غيمة
صدق المتنبي
مها السنان

 

من منطلق غيرته على الأمة لا استهزاء بها قال المتنبي في إحدى قصائده

أغاية الدين أن تحفوا شواربكم

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

فإذا كنت عزيزي أو عزيزتي القارئة من المتابعين لهذه الزاوية (القزمة) في هذه العملاقة (الجزيرة الثقافية) فأولا شكرا لكم، وثانيا أرجو أن تعذروا هجومي المتكرر على الوضع الراهن للثقافة البصرية، والتي لا أقصد منها إلا كما المتنبي نقد الذات كي نرقى بثقافتنا ونسمو بأنفسنا.

وحقيقة الأمر أننا نعاني بالفعل جهلا وأمية عظيمة في ثقافتنا البصرية، لأننا وببساطة أمة لا تقرأ! وإذا أردنا القراءة اتجهنا إلى الرواية والشعر بما فرض علينا بسبب الدراسة على سبيل المثال، والغريب أننا كنا نشتكي في السابق من قلة الإصدارات المتخصصة في مجال الفنون البصرية، والتي لا يقرأها اليوم سوى الباحثون حيث ظهرت المطبوعات من كتب ومجلات، إما لا يعلم عنها أحد أو تتوقف عن الصدور بسبب عدم الإقبال!.

أيضا استبشرنا بتلك الشاشة الصغيرة مع خطها العالمي الذي ربطنا ويسر لنا الحصول على المعلومة بسرعة فائقة وبأقل تكلفة، فظهرت المدونات والمنتديات والمجموعات على أساس أنها وسيلة نصل من خلالها إلى مصادر المعلومات، ولكن للأسف عند نسبة كبيرة أصبحت هي الغاية وهي المصدر، فعندما تناقش بعضا تجد أن مصادرهم المنتديات (أو الانترنت) بينما ما يكتب فيها من مقالات أو مواضيع إما عملية نسخ ولصق أو ترجمة ولصق بفضل مواقع الترجمة المجانية، بل يدعي بعضهم أنها من تأليفه!.

أيضا نجد في بعض المواقع أشخاص من أصحاب النسخ واللصق ممن يدعون المعرفة، يجّرون وراءهم محدودي الاطلاع، يتابعونهم اعتقادا منهم أنهم مؤرخو الحركة التشكيلية المحلية وأكبر ناقديها، وما هم ببعيد عن فئة؛ (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)، بينما ساحاتهم النقدية للأسف لا تتعدى المنتديات أو بعضا من مقالات أو لقاءات حصل عليها بطريقة (الفزعة)، يحرصون على إضافتها في تلك المنتديات لأنهم يعلمون أن متابعيهم ليسوا من قرّاء (المطبوعة) حتى وإن كانت مجلة أو جريدة فما بالك بكتاب في النقد، والمصيبة الأكبر ما نراه من الفئة المتابعة التي لن تتطور فنيا وثقافيا بل تتخبط في دائرة تلك الخبرات الضيقة التي يحصل عليها من تلك المنتديات.

أنا لا أنكر بالطبع أهمية المنتديات والمدونات بل على العكس تماما بعض منها كان له وما يزال الدور الريادي في التواصل والتوجيه، ولكن يجب ألا نغفل أنها وسيلة نصل بها إلى المعلومة، من خلال؛ إما مواقع أخرى (وخصوصا الأجنبية التي تحوي من المعرفة أضعاف ما تحويه تلك العربية للأسف)، أو من خلالها يتعرف على الإصدارات والمطبوعات والمؤتمرات والمحاضرات والندوات واللقاءات المتخصصة، كي نحضرها، والمعارض والمتاحف لزيارتها، والجهات المتخصصة التي تُعلّم الفنون أو تدعم الفنان أو تعرض له ليتصل بها.

msenan@yahoo.com الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة