Culture Magazine Monday  05/01/2009 G Issue 265
أوراق
الأثنين 8 ,محرم 1430   العدد  265
(ليس حذاء) وإن كان
أميرة القحطاني

 

حدث أن كتبت خاطرة لم أنشرها هنا في الملحق الثقافي لأسباب خاصة – مع شكري الجزيل وامتناني للمجهود الذي يبذله القائمون على هذه المساحة الجميلة التي نتنفس من خلالها.

الخاطرة نشرت في أحد المنتديات الثقافية وقد كتبتها بعد مشاهدتي للصحافي (منتظر الزيدي) وهو يقذف قبلة الوداع باتجاه الرئيس الأمريكي مباشرة.

كان شعوري بذلك المشهد شعوراً مختلفاً كنت كمن قام من تحت التراب أو كمن خرج من نفق مظلم - ولا أبالغ في ذلك - شعرت بأنني ولدت في تلك اللحظة وبأن جميع الاهانات التي حلت بنا كعرب وحلت بالعراق وبأهله قد تلاشت.

لم يكن ذلك حذاء كانت رسالة موجهة إلى أمريكا إلى السياسات الأمريكية وإلى مستشاري البيت الأبيض الذين قالوا عندما قرروا سرقة العراق ونفطه إن العراقيين سيستقبلون الجيش الأمريكي بالأحضان والورود!!

منتظر الزيدي بطل بكل المقاييس والذين وصفوا تصرفه بالخالي من اللباقة ُحسن التصرف والبرستيج هم بشر وليعذروني على هذا التعبير (عُمي) لا يمكن أن يكون هناك مخلوق على هذه الأرض لم يشاهد دك بغداد بالقنابل الحارقة والعنقودية والقنابل السامة ولم يشاهد أبناء العراق يكومون في عربات شحن لأخذهم إلى مقابر جماعية ولم يشاهد آثار العراق مبعثرة محطمة ولم يشاهد النهب والسلب والاعتداء والاغتصاب ولم يشاهد أبوغريب ولم يشم رائحة الدم الذي لا زال يسيل منذ ليلة سقوط بغداد إلى هذه الليلة التي اكتب فيها هذه المقالة.

أي برستيج هذا المطلوب من العراقيين الحانقين المهانين المسحوقين؟!

وماذا ترك الاحتلال الأمريكي لهم ليدافعوا به عن أنفسهم؟ ماذا خلف لهم سوى الموت والجوع والفقر والتشتت؟!

أستغرب فعلا أن ُيطلب من شعب جرد من بلاده وثيابه وكرامته التصرف بأدب، التصرف بلباقة ومع من؟

مع (محتل)!!

إلى الذين هاجموني وقالوا إن الشعر جاء للغزل وان السياسة تشوهه وان حديثي عن حذاء الزيدي (والذي أتشرف به وسيبقى تاجا على رأسي) شوه الشعر وإنني مازوشية ولغتي كانت وضيعه وان كلمتي كانت خطابا سياسيا تافها!! إلى التي قالت إن حذاء الزيدي (نجس) وإنني عار على النساء!! وإلى الذي قال إن رمي الحذاء جاء من شخص (سيئ الأدب) أقول لكل هؤلاء: (سلاماً)!.

أنا لست شاعرة ولن أكون شاعرة في يوم من الأيام والذي كتبته لم يكن شعرا ولم اقل انه شعر وقد أخبرت السيد محمد خضر بذلك، ما كتب كان خاطرة خرجت من داخلي نقلتها بصدق وبحب وكنت أتمنى عندما أرسلتها لصاحب المنتدى أن يكون النقد بناء وتكون ردة الفعل عقلانية لم أكن أتوقع هذه الضوضاء فأنا لم ألقِ بخاطرتي في الشارع أنا وضعتها بين أيدي (مثقفين) كما كنت اعتقد وللأسف ما جاء على لسان بعض رواد المنتدى الموقر لم يكن نقدا أو تعليقا، كان تجريحا لا يرتقي لأي لغة محترمة في العالم مع احترامي الشديد للجميع.

لم يعجبكم النص؟ (تجاوزوه).. لم كل هذا الاهتمام وكل تلك الضوضاء حول نص سيئ؟

أنا فعلا لم أفهمكم!.

وعلى كل حال أنا على قناعة تامة بما أكتب (وسأكتب) أما منتظر الزيدي (البطل) فقد فعل ما يفعله الرجال عندما ُتهان بلدهم وقد قام بما قام به وهو يعلم أن أضلاعه ستكسر وأن يديه ستكسران وربما ساقاه وربما يقتل أو يعدم لكنه آثر أن يكون شجاعا آثر أن يكون رجلا وقد كان وسيتحدث التاريخ طويلا عنه وعن ذلك الشاب الذي أخرس رئيسا جاء ليتبجح بنجاحات عسكرية يعلم القاصي والداني بفشلها وسقوطها الذريع.

شكرا للشاعر محمد خضر (ضيافته) شكرا للعقلاء في ذلك المنتدى، وألف شكر للأخت سمر الشيخ ،وحنان الغامدي والأخوة محمد عبد الرحمن ميشيل نجيب، فقد كنتم الألطف بحق.

أخي عمرو العامري: (شكراً لك).

دبي amerahj@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة