Culture Magazine Monday  05/01/2009 G Issue 265
فضاءات
الأثنين 8 ,محرم 1430   العدد  265
رفيف
جمعية دراسة اللغة الشعرية (أوبوياز) 1 – 2
د. فاطمة عبدالله الوهيبي

 

انبثقت النظرية الشكلانية الروسية من اجتماعات ومنشورات مجموعتين صغيرتين من الطلاب هما: جماعة (أوبوياز Opoyaz) ومركزها بطرسبورغ، وحلقة موسكو اللغوية. ويمكن تأريخ البدايات الأولى للشكلانية الروسية بعام 1914م حينما نشر فكتور شكلوفسكي Victor Shklovsky مقالة عن الشعر المستقبلي، أما تراجع مدها الذي نجم عن ضغط سياسي خارجي فيؤرخ بالتراجع العلني الذي نشره شكلوفسكي في كانون الثاني عام 1930م.

وقد كنت أثناء تقصي مسألة علمية تتعلق بالشكلانية الروسية لاحظت عددًا من الأخطاء العلمية التي تنوقلت من باحث إلى باحث في بعض كتب النقد الأدبي الحديث والنظرية الأدبية الحديثة، وبعض تلك الأخطاء يعود إلى التسرع وعدم الدقة. وسأتوقف في هذه المقالة عند بعض من هذه الأخطاء.

أولاً: لفت نظري أن تسمية جماعة حلقة بطرسبورغ تسمى جماعة (أبوجاز) تارة و(أبوغاز) تارة أخرى وأحيانًا (أبوياز) و(أبياز) و(أوبوز)، وتأتي ترجمة لكلمة تكتب تارة Opojaz وتارة Opoiaz فصلاح فضل في كتابه (نظرية البنائية) يكتبها Opojaz ويترجمها (أبوجاز). أما سعيد الغانمي في ترجمته لكتاب رامان سلدن (النظرية الأدبية المعاصرة) فيكتبها Opojaz (أوبوياز)، أما في كتاب (الشكلانية الروسية) لفتكور إيرليخ فيكتبها المترجم الولي محمد (أبوياز) وفي كتاب (قضايا الشعرية) لرومان ياكبسون ترجمة الولي محمد ومبارك حنون فتترجم إلى (الأوبوياز). أما إبراهيم الخطيب في كتاب (نظرية المنهج الشكلي) فيكتبها Opoiaz ويترجمها (أبوياز)، أما سمير مسعود مترجم كتاب (النظرية الأدبية الحديثة) لآن جيفرسون ودفيد روبي فيكتبها Opojaz ويترجمها (أوبوياز) وكذلك يفعل جابر عصفور في ترجمته لكتاب (النظرية الأدبية المعاصرة) لرامان سلدن؛ إذ يكتبها Opojaz ويترجمها (أوبوياز)، أما عبدالسلام المسدي في كتابه (الأسلوبية والأسلوب) فيسمي الجماعة ب(أبياز) أما سامي سويدان مترجم كتاب (نقد النقد) لتودوروف فيكتبها هكذا Opoaz ويترجمها ب(أوبوز)، أما فريال جبوري غزول فتكتبها Opoyaz وتترجمها (أوبوياز)، وهي الوحيدة فيمن تتبعتهم تكتبها صحيحة بالعربية والأجنبية.

فمن الواضح أن ثمة اختلافات لا يستهان بها في الترجمة وفي كتابة الاسم بالأجنبية, ومن تتبعي لهذه المسألة أفيد القارئ بما يلي: إن opoyaz التي كتبت Opojaz أوOpoiaz في عدد من الدراسات هي اختصار ل(جمعية دراسة اللغة الشعرية) obshchestovo Izucheniya pieticheskogo Jazyka وقد استعنت بباحث ومترجم روسي لأعرف وجه الصواب والدقة في قراءة المختصر فأفاد بأن الكلمة التي تحتها خط تعني: (لغة) وتنطق هكذا (يوزيك) وأن حرف J لا ينطق (ج) أو (غ) كما في الترجمات (أبوجاز) أو (أبوغاز) وإنما ينطق (ي) وأن الأقرب إلى صوابية النطق أن تكتب Opoyaz وتُترجم (أوبوياز).

والثابت تاريخيًا وعلميًا أن الجمعية هي جمعية دراسة اللغة الشعرية، وليس كما ذكر المسدي أنها جمعية دراسة الكلام الأدبي. وصحيح أنه من ضمن نشاطات الشكلانية دراسة أنماط الكلام الأدبي، وهذا لا يتنافى مع دور الشكلانية ولا ما سعت إليه في العموم، لكن تسميتها بجمعية الكلام الأدبي يتنافى من حيث الدقة العلمية والتوثيقية في إطلاق اسم على الجمعية هو غير الاسم الأصلي لها.

والإشارة إلى أن اسم الجمعية ب(جمعية دراسة اللغة الشعرية) منصوص عليه عند أصحاب الاتجاه الشكلاني مثل: فيكتور إيرليخ في (نظرية المنهج الشكلي), ورومان ياكبسون في (قضايا الشعرية), وعند غيرهم مثل: رامان سلدن في (النظرية الأدبية المعاصرة), وديفد روبي وآن جيفرسون في (النظرية الأدبية الحديثة) وكلها تنص على أن اسم الجمعية هو: جمعية دراسة اللغة الشعرية.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7845» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض Rafef_fa@maktoob.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة