Culture Magazine Monday  05/01/2009 G Issue 265
فضاءات
الأثنين 8 ,محرم 1430   العدد  265
(مُعجم موازين اللَّغة..) (أبصر.. والبصرة.. وسيبويه)
صالح اللحيدان

 

أبصر: ميزانها الصرفي (أفعل)، من الإبصار المجرد بالعين الحسية. أبصر: أدق وأجود بصراً من غيره، ويدخله المشترك اللفظي.

1- أبصر فلان: رأى.

2- فلان أبصر من سواه.

3- عمرو أبصر في العلم من زيد /مثلاً/ ويبصر يرى، أبصره رآه، ولهذه اللفظة صيغ منها:

باصر.

بصير.

ذو بصر.

أبصر بهم /على فعل الأمر/

بصره: عيناه

يبصر: يرى

ويأتي على هذا: كافة الأفعال.

ومن باب التداعي يرد اسم البصرة.. مدينة في العراق.. خرج منها أئمة كبار في: الحديث/ والفقه/ والمصطلح/ والأصول والطب، والقضاء/ والهندسة/ والفتيا واللغة/ والنحو. ولما كنتُ في المعجم أسير على سبيل اللغة وفك معاني الألفاظ، حسب فهمي، فإن (سيبويه) هو إمام النحويين في البصرة، وإليه -رحمه الله تعالى- يرد مذهب البصريين في: النحو.

وسيوبيه(1) هو: أبو بشر. من البشارة، واسمه عمرو بن عثمان أصله من بلاد: (الفرس) فمنَّ الله تعالى عليه بلزوم علم الحديث الذي هو أصل اللغة والنحو بعد القرآن الكريم، فقد لزم الإمام الحجة: حماد بن سلمة شيخ الأئمة: مُسلم/ وأبي داود/ والنسائي/ وابن ماجة/ والترمذي.

لزمه طويلاً وأخذ العلم عنه، ووعى حقيقة سياسة مجتمعه وما هو عليه، وقد جلس إليه يوماً فكان حماد يملي على سيبويه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس من أصحابي أحد إلا من لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدرداء)(2) لكن سيبويه قال: (ليس أبو الدرداء) فنهره الإمام ابن سلمة المحدث (الجليل قال له: (لحنت) (إنما هذا استثناء) عندها قال سيبويه (لا جرم لأطلبن علماً لا يحلنني معه أحد). ومكث طويلاً مع: (حماد بن سلمة) فلما أدرك أغوار النحو كسب بجانبه حسن الخلق وشدة التواضع وعدم ادعاء السبق مع هدوء وسكينة وكثرة عبادة وورع، ثم لزم بعد ذلك الخليل بن أحمد الفراهيدي(3) وأخذ كذلك عن يونس وعيسى بن عمر، وأطال المكث معهم وكان يُعاود شيخه المجدد: حماد، وقد نال سيبويه لما حباه الله تعالى من حسن الخلق وحسن التودد والتواضع، وعدم الإعجاب بما يكتب. نال محبة الخلق والذكر الحسن، وحين برع في النحو وأجاد ألف كتابه السائر بين الخليقة (الكتاب) وبين فيه ما أخذه عن الخليل بل أضاف إليه جديداً، ونقل عن علماء النحو البصريين ونسب كل نقل إلى صاحبه.

وفهمت أن البصريين أجلّوا كتابه وتجديده فيه، وسبقه فيه وحلاوة طرحه، فسموه (الكتاب).

وقد شهد له بالسبق كثير من العلماء. فهذا: المبرد.. والمازني وسواهما خلق كثير عظموه واعترفوا بفضل كتابه ونجابته وحسن نقده دون تعدٍ أو سوء كلام.. بل: نزاهة وأمانة وحسن خلق وجمال طرح متين.

وقد وفد إلى/ بغداد/(4) لكنه تركها لأسباب دوَّنها المؤرخون.

قلتُ ونعود على بدء حميد، فأذكر هُنا:

أن: بصيرة لا تنصرف إلى ذات العين المجردة، بل إلى بصيرة المعنى.

ولم أسمع: معبار على وزن (مفعال) بتشديد (العين)، وقد يرد هذا، والله تعالى أعلم.

هامش:

(1) سيبويه: رائحة التفاح.

(2) اسم: عويمر بن مالك الخزرجي/ صحابي فذ جليل.

(3) هو من وضع (علم العروض) وهو ذو دين وورع.

(4) قال أبوبكر اليربوعي: حسده بعض العلماء ووشوا به، فأصبح غير مرغوب فيه، فبادوا بأمراض مختلفة وتخلد ذكره -رحمه الله- آمين.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة