شعر منصور دماس مذكور
قرأت قصيدته (حوار مع ديواني الثاني) المنشورة في الثقافية بالعدد 281 الصادر في 5-5-1430هـ فكانت هذه القصيدة.
نام على صدريَ جرحٌ عميقْ
فلم يفقْ حتى شدا لي رفيقْ
أكبرتُ من ديوانه ما اشتكى
كم مشتكٍ أمثاله من صفيقْ !؟
لم يفهموا الأشعارَ جذَّابةً
فشوَّهوا ما طاب منها عقوق
أو أنَّهم قد أتلفوا عنوةً
ما أتلفوا (إرضاءَ ذاك البريق)
لا تكترثْ يا صاحبي مُطلِقاً
(سجين كرتونٍ) بعزمٍ وثيق
إنْ صدَّت الأخطاءُ إظهاره
.. ما زال فينا مُنقذٌ للغريق
ما زالتِ (الضَّاد) بأفذاذها
تحمي وتهدي من يضلُّ الطَّريق
لا تحجب الشمسَ غيومُ الدنى
ولن يُعيب الداءُ طعمَ الرَّحيق
حوارُك الشاكي أطاب الجنى
فاجعلْ بديوانك دحْرَ الَّلصيق
في صفِّك الباني أنا إنَّما
لا لمْ أؤيدْ قيدَ حرٍّ طليق
وزِّعْه وابعثْ ليَ لو نسخةًً
توصلْ صديقاً بائناً عن صديق
يا شاكياً لدغ الليالي ترى
في الصبر للشاكي دواءٌ خليق؟
فاصبر وواصلْ تُصلِ حقداً جفا
نهجاً قويماً أو بياناً أنيق
أليس في المهجة إذْ صغتَها
متَّسعٌ من مثلكم لا يضيق
وفي وريق المحتوى طلعةٌٌ
لا تعرف الغربَ بسَطْعِ الشُّروق؟
فيم تشاء الوأْد حلاًّ وما
في الوأد إلاَّ غايةٌ للمعوق
من مدةٍ والشعر يُضنى ألمْ
يشعرْ سليمان بظلم النَّعيق؟
كم مبتلٍ قبلكَ من شاعرٍ
مفلِّقٍ من سخْفِ غاوٍ عليق!
تقوَّلوا كم لفَّقوا كم جنى
جنوحُهم خبثاً لهزِّ الوثيق
ما شوَّهوا أشعارنا واكتفوا
بل شوهوا أشخاصَنا يا رفيق
يحيا شريفاً من زكا أصله
ولم يُزحْ خطواته أيُّ بوق
إنْ ملتِ الأوراق أخطاءهم
ففي نوادي ( النِّت) ما لا يليق
يا صاحبي لو ثمَّ ردعٌ لِمَن
ساموا الثَّقافات لغاب الفسوق
وما ونى فنٌّ ولا أحجمتْ
نفسٌ عن الشَّدوِ ولم نشكُ ضيق
يا ليتنا نصحو على منصفٍ
ذو همَّةٍ يقضي علي ما يعوق
لتسلمَ الفصحى وأربابها
ويرجع الشَّدوُ الذي لا يُطيق
- جازان