Culture Magazine Monday  09/02/2009 G Issue 270
أفق
الأثنين 14 ,صفر 1430   العدد  270
قصة قصيرة
لقاء مستحيل
شيمة الشمري

 

نظر إلى ساعته بتوتر وهو يردد: لقد تأخرت كثيراً.. ليس من عادتها! يا إلهي!!! أين هي؟ وما الذي أخرها؟ تزاحمت الأسئلة في رأسه وهو يتأرجح بين يأس وأمل، لكنه ظل متشبثا بأمل اللقاء إلى آخر لحظة رغم الظلام الذي بدا مهيمناً على المكان، حتى اختفت بهجة الأشجار ومعالم الطرق! انتظر.. وانتظر إلى أن غزاه اليأس طارداً آخر جندي من جنود الأمل فعاد أدراجه إلى المنزل وعلامات الخيبة والقلق تسامر قسماته، سار إلى غرفته وهو مغلف بالحزن كان يمني نفسه بالنظر إلى عينيها، فهو في شوق إليهما.. وإلى ابتسامتها وحديثها.. تمتم وهو يلقي بجسده الفتي على السرير: لابد أن هناك ظرفا ما منعها من الحضور! عسى أن تكون بخير!!

مرت ساعات الليل طويلة لا تخلو من شوق وقلق، وفي أولى لحظات الفجر نهض على إثر سماعه طرقات على باب منزله.. تلك الطرقات سارعت من خفقات قلبه المثقل حباً وخوفاً.. تساءل من هذا؟ وفي هذا الوقت! لكنه سارع إلى الباب، وفتحه بشيء من الوجل. نظر إلى الطارق.. كاد يصعق إنها هي.. أطلق سيلاً من أسئلة مغموسة بالتوتر: قلقت عليك.. كيف جئت؟ ماذا حصل؟

هل.. توقف وهو يتأمل وجهها الملبد بغيوم الحزن والأسى.. نظرت إليه وطبول النبض تتسارع.. وتلك النظرات بينهما كانت تمد جسراً من الدفء.. ران الصمت للحظة.. أشاحت بوجهها عنه وهي تحاول الكلام.. لكنه سارع بالسؤال:

- بربك ماذا هناك؟ ما بك؟

- جئت لأودعك، ليس باستطاعتنا التغلب عليهم، ولا على المجتمع! ونظرته إلينا بل وانتقامهم منا.. خاصة منك.. صدقني لن ننجح.

نظرت إليه.. لم يجب.. كان شبه تمثال سرعان ما هوى وفي عينيه دمعه كانت تجاهد السقوط!!


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة