Culture Magazine Monday  09/02/2009 G Issue 270
فضاءات
الأثنين 14 ,صفر 1430   العدد  270
الستندهولية
خلود العيدان

 

مدينة تلقي بزوارها في مشفى للطب النفسي! ولا ذنب للطاعون الأسود الذي هاجمها عام 1348م فيما حدث. لوثة جنون من القرن التاسع عشر تصيب عشاق الفن على تلك الأرض الثرية بالتراث والتاريخ تترجمه أقواسها، أسوارها، جسورها، كنائسها وتماثيلها القديمة يقابل ذلك الثراء الفني زيادة في النبض، دوار، ارتباك، فقدان ذاكرة مؤقت، هلوسة وربما إغماءات! كل ذلك بعض من الأعراض التي تصيب (مهووسي) الفن عدة أيام على أرض مدينة فلورنس الإيطالية أو غيرها.

ويبدو أنه في موطن ميكافيللي لا غاية ولا وسيلة تمنطق تلك الحالات، إلا أن ما سمي ب(متلازمة السياحة) حظي بدراسة عميقة لما يقارب 100 حالة بمستشفى سانتا ماريا بفلورنس من قبل الطبيبة النفسية الإيطالية Graziella Magherini (جرازيلا ماجريني) ليسمى أخيراً ب(متلازمة ستندهول) التي تصيب عشاق الفن والتاريخ عند رؤيتهم تحفة فنية مميزة، و(Stendhal) هذا فنان فرنسي عاش لحظات جنون من هذا النوع، وصف تجربته مع هذه الظاهرة أثناء زيارته لفلورنس في كتابه (نابولي وفلورنس رحلة من ميلانو إلى ريجيو).

ولست ألمح لأي شيء حينما أدرج Jerusalem syndrome (متلازمة القدس) في هذا المقال فهي تصنيف موجود للهوس والأفكار التي تراود زوار مدينة القدس وليس مجازاً أورده تزامناً مع متلازمات القدس العالمية! ولكن المثير للسخرية أن القدس دوماً محط خلاف في حقيقة تأثيرها البروفيسور Eliezer Witztum (إليزار وتزتوم) يؤكد أن زوارها من المصابين بمتلازمة القدس لهم (تاريخ) مرضي وتحديداً من الأمراض العقلية ما يبرئ ذمة القدس من لوثة الجنون التي تصيبهم!

ومن فلسطين إلى فرنسا حيث نجد Paris syndrome (متلازمة باريس) تلك التي لا يميزها عن أخواتها إلا أن المصابين بها من اليابانيين تحديداً! سأظل أتمنى لو كان بإمكاني معرفة إن كان العرب من عشاق الفن لهم نصيبهم من الستندهولية، وإن كان فأي مدننا ستكون فلورنس؟ أرجو ألا يقرأني مستثمرو المستشفيات النفسية (فالاستثمار في محبي الفن مكروه) (مختلف عليه).

تلميح:

لكل كلمة أذن، ولعل أذنك ليست لكلماتي، فلا تتهمني بالغموض! (ميخائيل نعيمة)

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«8337» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 kimmortality@gmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة