Culture Magazine Monday  09/02/2009 G Issue 270
تشكيل
الأثنين 14 ,صفر 1430   العدد  270
الحرف غيمة
وزارة الثقافة تكرم الفنان (الذكر)!
مها السنان

 

وصلتني مطبوعات وزارة الثقافة والإعلام (وكالة الوزارة للعلاقات الدولية) المتمثلة في تقاويم 1430هـ - 2009م، وليست المرة الأولى التي تقوم الوزارة بعرض الأعمال الفنية من خلال منافذ متعددة منها الصور المصاحبة لتلك التقاويم، وبالطبع شدتني الصور وقمت بتفحص الأعمال للاستمتاع بمشاهدتها.

إلا أن تلك المتعة سرعان ما عكرها خلو المطبوعات من مستنسخات أعمال نسائية في المعروضات! بالطبع نقدر ما تقوم به في حرصها على إدراج العنصر النسائي في الحراك الثقافي متى ما أمكن، ولكن تخرج الأمور أحيانا عن السياق الذي نتمناه، لذا لنبحث عن جوهر المشكلة من خلال طرح أسئلة إجاباتها افتراضية:

هل السبب كامن في أن الإنتاج الذكوري أفضل من النسائي؟

صحيح نسبيا! فمع أن عدد الفنانات أكثر حاليا من عدد الفنانين، إلا أن تلك النسبة لم ترتفع سوى مؤخرا، حيث كان الحال على العكس تماما قبل حوالي 15 سنة، ولكن إجمالا ربما إنتاج الذكور الممارسين أفضل (بشكل نسبي) لا كحقيقة مطلقة، حيث إن الساحة التشكيلية تزخر بعدد من التشكيليات المتميزات (وإن كانوا قلة). ألم يجد العاملون على التقويم أعمالا لفنانات سعوديات صالحة للطباعة؟

لا أشك أبدا في وجود مبدعات من الأعمال الفنية التي خرجت تحت أياد سعودية نسائية تخطت التقييم المحلي بحصولها على التقدير العالمي، ولو أنهم بحثوا... لوجدوا.

هل الصور مستنسخات لأعمال تملكها الوزارة من خلال مسابقاتها؟

إذا كانت الإجابة بنعم، فالجواب يدعونا للبحث في مشاركة المرأة في الأنشطة التي تقيمها الوزارة بشكل عام ومن قبلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والتي كان الحضور النسائي فيها قليلا إما بسبب قلة عدد الفنانات أو امتناعهن عن المشاركة، مما أدى بالوزارة وفي سبيل تشجيع تلك المشاركة إلى إقامة معارض خاصة بهن، كان آخرها المعرض الرابع الذي حمل الكثير من الانتقادات منها على سبيل المثال إخراج بعض الأعمال عن التحكيم، وإشكالية تحديد مفهوم العمل الفني، وفوضوية العرض، وأخيرا استخدام الأعمال لإعادة عرضها في الداخل والخارج دون إعلام الفنانة (على الأقل حتى تضيف المعرض في سيرتها الذاتية)، بل لا تزال الشكاوى مستمرة حول ذلك المعرض أهمها عدم إرجاع الأعمال لصاحباتها حتى يومنا هذا. وهذا نموذج فقط لما تواجهه الفنانة حين ترغب في المشاركة في أي معرض، وأعتقد أن أحد أسباب تلك الإشكاليات هو أن الوزارة في نصفها الثقافي لا تزال تعمل بطاقم رجالي 100% (إذا ما استثنينا اللجان) على عكس النصف الإعلامي!

عموما أعتقد أن تلك المطبوعات على سمو فكرتها ورقي مستواها ومحتواها وإخراجها الفني إلا أنها إضافة سوداء في تاريخ القطاعات (الذكورية) والتي تُغفل فيها الأنثى لأنها ببساطة بعيدة عن صنع القرار.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 msenan@yahoo.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة