Culture Magazine Monday  12/01/2009 G Issue 266
مداخلات
الأثنين 15 ,محرم 1430   العدد  266
القحطاني ضد التمييز ومعي الدليل

 

إن الحكم على قيمة ومستوى أفق الإنسان يعود إلى حسب المقام الذي أطلق فيه هذا الحكم، فإذا أطلق على مثقف بعينه فإنه يدل - كما ذكرت الكاتبة - على قدرته على التفكير والتخطيط والعطاء والإنتاج والتغيير، أما إذا أطلق على مجموعة تجمعها خصائص وصفات معينة فإنها تدل على جمود ومحدودية العمل الذي تقوم به تلك المجموعة، فعلى سبيل المثال لو قيل: إن رجال الأعمال ضيقوا الأفق، فإن ذلك يعني محدودية استثماراتهم وعدم انطلاقهم نحو مشاريع جديدة، ولو أطلقت على مسؤولين فإن ذلك يعني أن قراراتهم تعيد نفسها ولا جديد فيها، وما ذكره الدكتور عبدالمحسن القحطاني عند سؤاله عن إمكانية وصول المرأة لرئاسة النوادي الأدبية أصاب كبد الحقيقة، إذ إن طبيعة المرأة السعودية بصفة خاصة والمسلمة بصفة عامة تقضي بالرجوع إلى الرجل في جميع شؤونها الخاصة، فلو استمعت المثقفة لنصيحة الكاتبة سهام في آخر مقالتها حين نصحت بالاقتداء بتعاليم الأدبيات الإسلامية لوجدت أنها لا تستطيع الخروج من المنزل والسفر إلا بإذن الرجل وحتى الحج وهو شعيرة تعبدية لا تستطيع الذهاب إلا بوجود الرجل (المحرم) وحتى الصوم التطوعي لا تستطيع أن تصوم إلا بموافقة الرجل، هذا في شؤونها الخاصة فكيف يمكن لها أن تتحمل مسؤولية مجتمع يضم مثقفين وأدباء وهي تقبع تحت وطأة الرجل، وكل ذلك بأوامر سماوية أصدرها من خلق المرأة وهو أعلم بحالها: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}، وقرر أن الرجال قوامون على النساء، كما أن الرسول البدوي الحضري - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، والرسول عليه الصلاة والسلام أعرف الناس بحال المرأة ويعلم ما يناسبها وهذا لا يقدح فيها بقدر ما يحفظ لها كرامتها. إنه عليه الصلاة والسلام بدوي حضري وذكرت ذلك لأرد على عقدة البدوي أو البداوة التي تعاني منها الكاتبة إذ كررتها خمس مرات في مقالتها بدءاً بالعنوان، فالبداوة هي الأصالة التي اختارها الله لرسوله في أول حياته حين اختار له بادية بني سعد ليعيش فيها حيث صفاء الذهن والفتوة وقوة الإرادة وحين انتقل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى مكة حيث الحضارة انتقلت معه تلك الصفات فلم ينسلخ منها بل ساعدته في تكوين الدولة الإسلامية فكان عليه الصلاة والسلام بدويا حضريا.إن الدكتور عبدالمحسن فتح باب النادي على مصراعيه للمثقفات وأنا لا أقصد قاعة أبو مدين كما تظن الكاتبة وإنما أقصد باب المشاركة والحوار فأصبح نادي جدة الأدبي يشار إليه بالبنان في حجم المشاركات والفعاليات التي شاركت بها المثقفات على مختلف التيارات، وقد أثار بذلك حفيظة بعض المحافظين وانهالت عليه سهامهم، ومن المنصف أن اعترفت الكاتبة بتميز نادي جدة عن غيره بحجم المشاركات النسائية منذ أن استلم د. عبدالمحسن النادي، ولو كان ضد المرأة لما سمح بتلك المشاركات وكان بإمكانه الحد منها فله الفضل الكبير في الإعداد لها وإخراجها بهذا الشكل الجميل، وله الفضل ولو في سماحه بها وإظهاره لها، وبعد ذلك كله تأتي الكاتبة لتتنكر له ولا أستغرب ذلك، فذلك بفعل طبيعتها ولا ألومها.

إن تفضيل المرأة للرجل كرئيس ربما لا يكون بمحض إرادتها، بل واقع ملموس فرضته القوانين في بلادنا وفقاً للشريعة وليس اجتهاداً من أحد أو وفقاً لدراسات معينة.كما أن الكاتبة تجهل الطريقة الانتخابية التي تم بها ترشيح رئيس نادي جدة الأدبي ولذلك فإنها تعتقد أن جميع رؤساء الأندية يتم تعيينهم لأسباب سياسية تتوهمها عبرت عنها بقولها: (ويعرف الجميع الأسباب الحقيقية وراء فرضهم على الأندية).وأخيراً لقد سمعنا عن فنادق درجة ثانية وثالثة ومقاعد طيران درجة سياحية وأفق وأولى ولكننا لم نسمع عن أدباء درجة ثانية وثالثة إلا من الكاتبة التي ربما يأتي الوقت الذي تصنف فيه القراء إلى درجة أولى وثانية وثالثة!!!.

أحمد مسلم حامد thomali2003@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة