Culture Magazine Thursday  12/03/2009 G Issue 274
فضاءات
الخميس 15 ,ربيع الاول 1430   العدد  274
عفواً .. إنها الحقيقة
ماذا تريد هذه المرأة؟
قماشة العليان

 

الكاتبة المصرية نوال السعداوي جريئة إلى حدٍّ لا يمكن معه أن نقبلها كامرأة، ولا حتى كرجل! وجرأة نوال السعداوي ليست من النوع الذي نرفضها لأننا شرقيون، بل وحتى لو كنا غربيين.. فإننا لا نقبلها!

فالجرأة في تناول الأمور مطلوبة، والجرأة في قول الحق مطلوبة، ولكن الجرأة في إخراج الأمور عن طبيعتها السوية.. والدخول إلى نطاق المشاعر المريضة، والغرف المظلمة، والانحرافات الشاذة.. هنا تصبح الجرأة مرضاً يجب الاهتمام بالعلاج منه.

صحيح أن نوال السعداوي ليست معدودة باحترام بين الأديبات العربيات.. ولاهي تجد الإقبال من القراء أو القارئات.. ليست لأنها ممنوعة هنا أو هناك ولكن لأن القارئ عادة يبحث عما يفيده، ويبحث عما يمتعه.. وموضوعات كتب نوال هذه، لا تفيد ولا تمتع. وإنما يندهش قارئها ويتساءل: أي امراة هذه؟ وأي كاتبة؟ وما الذي تريده من هذه الأمراض التي تبثها بشكل عصبي في سطورها؟

إنه ليس يعنينا كيف نشأت نوال السعداوي، ولا عن علاقاتها الزوجية هل هي ناجحة أم فاشلة، ولا عن زواجها الأول الذي يقال إنه استمر أسبوعاً أو أسبوعين! ولا عن حالتها النفسية وسلوكها مع الآخرين.. كل ما بيننا وبينها هو كتاباتها..

وأنا شخصياً أعتقد أن مجرد نشر أسماء كتبها يعتبر عملاً فاضحاً يجب ستره وكتمانه. ولا أدري كيف كتبته، وكيف ذهبت به إلى الناشر، وكيف كان تقبله واقتناعه وحماسه لهذا اللون الغريب العجيب، الذي يخرج حتى عن إطار الإثارة، فالإثارة لون من ألوان الكتابة وإن كان مرفوضا وممنوعاً.. لكن ما تكتبه نوال هذه هو نوع من (العقد) النفسية والجنسية تتظاهر بأنها تضعه في إطار علمي.. لكن للعلم حقائقه.

وتدعي أنها تؤطره في إطار الأدب.. لكن للأدب ضوابطه..

وتحاول أن تقنعنا أنه من الحياة.. لكن للحياة قوانينها!!

رأيتها في برنامج في قناة (الجزيرة) القطرية عادت بي الذاكرة سنوات إلى الوراء حين صفعت عيناي أول قصة أقرأها لها ثم توالت الصفعات مع توالي الكتب والقصص حتى صدر لها كتاب (إني أبصق عليكم) والذي توجهه إلى الرجال..

كنت أقرأ لها بهدف معرفة ماذا تريد هذه المرأة.. حتى رأيتها في قناة (الجزيرة) تتحدث بجرأة وصفاقة تحسدها عليها........ امتلأ وجهها بالتجاعيد وكلل الشعر البيض هامتها ومع ذلك لا تزال تتشدق بتلك الآراء القديمة التي أكل الدهر عليها وشرب برائحة تاريخ تشبع بطولات زائفة، تلك الأيام التي خلت والمرأة قابعة في دارها لا تبارحه.. ألا ترى هذه أن الزمن قد تحول وأن المرأة باتت موجودة في كل مكان وفي شتى المجالات بشكل يهدد حتى وجود الرجل، وأن آراءها تلك كان زمنها أيام من الماضي الذي قد كان.. ألا تعرف أنها نموذج سيئ من النساء يكرس للعنف ضد الرجل وأيضاً ضد كل قيم الخير والجمال في الحياة.. ألا تدرك أن المرأة الآن قد فهمت ووعت وعرفت وتفرق جيداً بين الحق والباطل، الجيد والرديء، الحقيقة والسراب، الصواب والخطأ..

نوال هذه تعتقد أنها تقود الحركة النسوية في العالم العربي وتعلمنا (نحن النساء) الثورة والحرية والمساواة مع الرجل.. ونحن نقول لها من يعلم من يا نوال؟؟..

تحية صادقة..

إلى رئيس تحرير جريدة اليوم الموقر- أ. محمد الوعيل.. تحية لهذا الرجل الذي امتهن الصحافة وفهمها وأخلص لها فأعطته كل ما لديها.. (الوعي والجرأة والمهنية).. تحية لهذا الرجل على صدقه في الحق.. وجرأته في عرض الحقيقة وصدقه مع نفسه ومجتمعه.

الدمام Komasha@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة