سبق أن تناولت هذا الموضوع بشكل موسع واليوم أعود لطرح ما أراه عن هذا المؤلف الذي يمس حياتنا الثقافية ولا شك أن (كتاب في جريدة)، مشروع ثقافي مفيد كان هدفه منذ انطلاقته نشر المعرفة وتعميم القراءة والثقافة في المجتمع العربي.
وقد رحب الكثير من القراء والمثقفين والدارسين العرب بهذا المشروع واستفادوا من عطاءاته بجهود المشرف العام على هذا المشروع الأستاذ شوقي عبد الأمير وبمشاركة الصحف العربية الشريكة في نجاح هذا المشروع ونشر الكتب وتقديمها كهدية مجانية شهرية وقد أتيحت لي في الشهر الماضي فرصة قراءة هذا الإصدار من خلال جريدة الأيام وكنت يومها في زيارة للبحرين الشقيق لكن القراء العرب - وأنا واحد منهم - لاحظوا أن المشروع بدأ يتجه إلى مسارات مريبة حين نشر كتاب الشاهنامة للفردوسي، أو بالأحرى مقتطفات منه من إعداد وتقديم حسن داود!
- تبدأ المقتطفات من كتاب الشاهنامة بمقالات غريبة مشوشة عن خلق العالم وخلق الشمس وخلق القمر لا يكاد القارىء يفهم أو يستفيد منها أي شيء ثم تلى هذه المقالات أحاديث عن ملوك الفرس وتبجيلهم والإشادة بعظمتهم وحكمتهم وحروبهم المليئة بالقتل وسفك الدماء. ولست أدري كيف تجتمع العظمة والحكمة مع القتل والخرافة وسفك الدم!!
- وإذا كان لي وللقراء أن يعجبوا فالعجب هو من التوقيت الذي تم اختياره لنشر هرطقات الفردوسي التي يمجد الفرس بها خاصة في هذا الوقت الذي يتوجس فيه العرب من مغالاة الايرانيين وطمعهم في منطقة الخليج العربي فهم بعد أن احتلوا جزر الامارات يحاولون الاستيلاء على العراق بواسطة أزلامهم هناك بكل الوسائل الماكرة والسعي إلى (التمدد إلى ما هو أبعد من العراق بمساعدة بعض الحلفاء من العرب)!
- ولا أظن أن القارىء العربي هذه الأيام يحفل بما سجله الفردوسي من حكايات وغرائب وعجائب عن الفرس في عصور بادت واندثرت فيها امبراطورية الفرس التي تحاول إيران ايجادها مرة أخرى على حساب العرب.
- إن القراء في العالم العربي يلومون الأستاذ شوقي عبد الأمير على نشر كتاب الشاهنامة للفردوسي ويرون أن هذا الكتاب لا يستحق النشر! بل أنهم يتساءلون هل تم نشر هذا الكتاب عن سهو أو عن وعي أو عن رياء! لاسيما في هذه المرحلة الخطيرة التي تسودها اطماع إيران في منطقة الشرق الأوسط!!
- نرجو أن لا تتكرر هذه السقطة التي وقع فيها المسؤول عن نشر (كتاب في جريدة) وكتاب الشاهنامة لا ثقافة فيه ولا علم وانما هو تكريس للعدوانية الفارسية تجاه دول الخليج المسالمة بل ومسايرة لتوجهات إيران للسيطرة على منطقة الخليج. وعلينا أن نعي ماذا ننشر ولماذا تنشر لأن النشر يحتاج إلى أمانة وتبصر وتوخي الفائدة والثقافة للقارىء العربي. ولا يشك أحد في فهم وإخلاص صحفنا أو القائمين عليها! أو حتى الرعاة لتلك الوسائل الثقافية الكبرى.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض
