Culture Magazine Thursday  12/03/2009 G Issue 274
مداخلات
الخميس 15 ,ربيع الاول 1430   العدد  274
تواصلاً مع الحقيل واللعبون
دور النشر تستجدي المؤلفين

 

وهل من الممكن أن تستجدي القراء أيضا؟؟!! أعلم أن هذا حلم الكثيرين؟ لكنه ممكن أن يتحقق. كما أعلم أن الكتب وخصوصاً المتصلة بالأدب والفكر ليست بضاعة أساسية ولا رائجة فهي حتما ليست كالأغذية ولا الأدوية ولا الملابس... باستثناء بعض الكتب طبعاً لكن هل من الممكن أن نجعل الكتب الفكرية والأدبية كذلك؟!! والقراءة بشكل عام؟

المنطق يؤكد ذلك. والواقع أيضاً فقط اجعل من هذا الأمر عنصراً مهماً من عناصر الحياة الأساسية.

لو أن بعض دور النشر تقوم بدعم ونشر المعرفة عند المجتمع من خلال برامج تسويق فعَّالة لساهم هذا الدعم في تحقيق أرباح مضاعفة لها. ولو أن المؤلفين والمبدعين يتقنون فن التسويق الفعَّال لأنفسهم ويعون أنظمة التعاقد مع دور النشر لساهم ذلك في تحقيق نتائج أفضل بالنسبة لهم.

تذكرت... هل هناك تنظيم يجمع ويوحّد دور النشر؟ مثل جمعية أو اتحاد أو نقابة أو غير ذلك من المظلات التنظيمية التي من الممكن أن نعوّل عليها في تحقيق مثل تلك الأهداف لكلا الطرفين؟ والتي من الممكن الاحتكام إليها في حالة الخلاف؟

أم أن الأمر متروك للاجتهادات الفردية من قبل أحد الطرفين؟

لست أدري...! فالناس لا يوكلون لأنفسهم أبداً..فما بالك بالتجار منهم.

أظن أنني سمعت ذات مرة بجمعية خاصة بالناشرين أو شيء مثل ذلك؛ وسمعت أيضاً أن رئيس هذا التنظيم هو صاحب دار نشر كبيرة لكني لست متأكداً من معلوماتي؛ مع الأسف حسناً لنكن منصفين يا عبدالمحسن: نحن في مأزق!!!

هناك دور نشر تتمسك بأحقيتها في تحقيق أرباح على الأقل من أجل البقاء كما يقولون. وهناك مبدعون ومؤلفون يتمسكون بأحقيتهم في طباعة كتبهم ونشرها كما تستحق. وأن ينالوا المقابل المجزئ من وراء الإبداع والإنتاج الذي قدموه. وكلا الفريقين على حق. مع أن الطرف الثاني هو الأكثر أحقية.

وكلا الفريقين يتحملان تبعة ثقافتهما المالية والتسويقية الضحلة. ويتحملان تبعة ضعف ثقافة التعاقد لديهما. ولا يصح أن يتهرب المؤلف من اعترافه بهذا النقص وقلة الوعي التعاقدي والمالي.كما لا يصح أن تتكئ دار النشر في تقصيرها على نقص وعي المؤلف.

وهناك جهة ثالثة لا أعلم لماذا لم تتدخل في هذا الصراع وتحسمه؛ وكأن الأمر لا يعنيها وكأنها غير موجودة وغير مخولة أصلاً. وكأن أمر النشر والتأليف جديد علينا!!!

أنا لا أعلم ما هذه الجهة بالضبط هل هي وزارة الثقافة والإعلام فقط أم وزارة التجارة أم جهات أخرى أم جميعها... الله أعلم؛ لكني متأكد من أن هذه الجهة هي جهة رسمية؛ وهي من يجب عليها أن تقوم بدور الحكم ودور الرقيب ودور المشرع والموجه.

ولكن غياب هذه الجهة الرسمية يؤكّد ما ذهبت إليه في مقالة سابقة هنا من أن صناعة الثقافة ووجود حركة معرفية هو نتيجة وانعكاس لتطورنا في أساسيات نهضة ونمو الأمم وقوتها.

وأننا إذا أردنا تأليفاً ونشراً وأدباً وفناً ومسرحاً يجب أولاً أن نهيئ الأرض التي نطمح أن يثمر الزرع الذي زرعناه فيها.

وأن نعي وندرك أن انتظارنا للثمر في أرض غير صالحة للزراعة إنما هو علامة واضحة على نقص كبير نعاني منه في نظام تفكيرنا

لذا يجب أحد أمرين:

إما أن نتوقف عن النحيب وعن التشكي وإما أن نتحرك باتجاه تهيئة الأرض للزراعة وكل حسب استطاعته ونضيف إلى مياهنا الكثير من جرعات التفاؤل والقليل من أملاح اليأس وشيئاً من مركبات الهمة. غير هذين الأمرين هو اعتراف صريح ليس بالنقص فحسب، بل بالتخلف والجهالة.

عند هذه العبارة المختومة بنقطة انفعالية توقفت من أجل أن أستأنف إكمال المقالة في وقت آخر.. والقدر يصر مرات عديدة ليمارس معي قدرته على إقناعي بالتفاؤل والنظر للأمور من زوايا إيجابية...كيف ذلك؟

في يوم السبت 11-2-2009 قرأنا جميعاً وعلمنا بالتغييرات الإدارية - الوزارية... هذه التغييرات والتعيينات هي ما نحتاجه في هذا الوقت بالذات... ويهمني هنا الإشارة إلى تعيين وزير جديد للثقافة والإعلام لماذا؟ فقط من أجل أن نحقن أنفسنا بمصل التفاؤل؛ الذي بدوره يساهم في تبديد وطرد شيء من سيطرة اليأس والقنوط علينا؛

من حقك يا أخي عبد المحسن الآن أن تأمل في تطور أمر الثقافة عندنا وبالذات النشر، وما يدريك لعله قريب ذلك اليوم الذي ترى فيه دور النشر تتسابق على المبدعين؛ وتستجديهم كما تستجدي شركات التأمين الناس!!!

وما يدريك لعل كتب الإبداع الأدبي تلقى رواجاً كما تلقاه كتب الطبخ.

وفي سياق التفاؤل أسعد، إذ أورد هذين الخبرين أو هاتين اللفتتين:

الأولى موجهة في الغالب لأصحاب دور النشر وهي في التقرير المنشور في موقع DW عن استعانة دور النشر في ألمانيا بالإعلانات المرئية عبر الإنترنت من أجل جذب المزيد من القراء بعد أن لاحظوا انخفاض في نسبة القراء هناك، وهذا الرابط http:www.dw-world.de-dw-article-0,,3934794,00.html?maca=ara-Syria-Nobles-2021-html-box من أجل معرفة المزيد حول هذا الأسلوب وهذه الطريقة.

واللفتة الثانية لك يا أبا خالد وللدكتور فواز ولأمثالكم من المبدعين وهي في الاطلاع على هذا الموقع http:www.alsooot.com- الذي أكد منشئوه أن إنشاءه تم من أجل دعم المؤلفين في الوطن العربي من خلال نشر مؤلفاتهم وتسويقها عبر الويب.

إبراهيم الخريف

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة