Culture Magazine Monday  16/02/2009 G Issue 271
مسرح
الأثنين 21 ,صفر 1430   العدد  271
أحمد الهذيل لـ«الثقافية » (2-2)
البيروقراطية أعاقتنا والإعانة لا تكفي

 

الثقافية - نايف البقمي

بعد أن اعترف بوجود الشللية داخل مجلس الإدارة، وبعد أن حمَّل وزارة الثقافة والإعلام مسؤولية التعريف بجمعية المسرحيين، ودفاعه المستمر عن الجمعية وتحميلها ما لا تحتمل.

أحمد الهذيل يستمر معنا في حواره حول جمعية المسرحيين وما يحيط بها من علامات استفهام في الجزء الأخير من اللقاء.

يقول أمين عام جمعية المسرحيين الأستاذ محمد المنصور في تصريح له في جريدة المدينة إن هناك من يحارب الجمعية ويوجد أعضاء في مجلس الإدارة استفادوا من التكتلات. هل هذا الكلام صحيح؟

- بصراحة أنا لا أريد أن أدخل في مثل هذه المقولات؛ فلكل إنسان - بحسب ثقافته وبحسب وعيه - أن يقول ما يريد؛ فلا يوجد هناك حجر على الفكر وعلى العقل، كلٌ يتحدث بما يراه، ويجب أن نتقبل جميع الآراء، سواء أعجبتنا أم لم تعجبنا، وأنا ليس لي أي تعليق على ما يقال من قبل أي شخص؛ فربما يخالفني وربما أخالفه، وربما يوافقني وربما أوافقه، وأعتقد أن اختلاف الآراء يجب أن لا يفسد للود قضية وهذه مقولة مستهلكة.

ولكن هذا صوت يمثل الجمعية وهو أمينها والمتحدث باسمها؟

- كما ذكرت عندما يصرح عضو في مجلس الإدارة؛ فهو يعبر عن رأيه الشخصي، ولكن عندما يصدر شيء من الجهة التي تمثل هذه الجمعية في قيادتها وفي إدارتها من رئيس مجلس إدارتها ورئيسها؛ فأعتقد أن هذا هو الذي يعول عليه ويحاسب؛ لأنه هو رأس الهرم في هذا التكوين، ولكن عندما يتحدث أي شخص أو أي عضو من أعضاء مجلس الإدارة؛ فهو يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعبر عن رأي مجلس الإدارة.

صرح عضو مجلس الإدارة سامي الزهراني بأنه لن يشارك أي شخص خارجياً في تمثيل المملكة إلا إذا كان عضواً في الجمعية.. ماذا عملتم حتى تطالبوا وتضعوا مثل هذه الشروط؟

- نحن لا نزال نناقش في أمور يجب أن تكون الإجابة عنها بشكل منطقي؛ فنحن حتى الآن لم نأخذ وضعنا الطبيعي وأحد البنود التي تنص عليها اللائحة التأسيسية للجمعية تعزز ما أشار إليه الأستاذ سامي؛ فمن يكون خارج عضوية الجمعية لا يعتبر عضواً فيها؛ وبالتالي ليس مؤهلاً لأن يمثل المسرح في الداخل أو الخارج، وما أنشئت الجمعية إلا لتنظيم مثل هذه الأمور؛ فهي المعنية بالمسرح والمسرحيين، ويجب أن نتقبل ونتفهم ذلك ونتعاون لتحقيق رؤيا الجمعية التي وضعت لتنظيم العمل المسرحي في المملكة.

هل أعاقتكم الأمور البيروقراطية والروتينية فعلاً عن إنجاز أعمال الجمعية؟

- كما ذكرت سابقاً بكل تأكيد؛ فالبيروقراطية من الطبيعي أن تكون عائقاً؛ فأنت تتعامل مع قطاع حكومي، وهذا سائد في كل القطاعات الحكومية، وخاصة ما يتعلق بالأمور المالية لا بد أن يأخذ الموضوع مجراه في أخذ الموافقات؛ فهو يمر بأدوار متعددة لعدة مراكز إدارية، ولكل من هذه المراكز صلاحيات يعمل بوفقها، وهذا يحتاج إلى وقت طويل. وأحياناً تكون هناك ظروف تؤجل الموضوع إما بسفر مسؤول يرتبط القرار به بشكل مباشر أو بظروف إدارية أخرى. وكنا نتمنى أن نمارس دورنا من أول يوم تم فيه إشهار هذه الجمعية وإعلان ولادتها، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فنحن نمر بهذه الأزمة ولا نزال نعيشها إلى أن يتم إيجاد مقر للجمعية ويكون هناك كادر إداري لإنجاز أعمال الجمعية ويتم الاتصال والتواصل مع الجميع. وأشكر زملائي في المجلس على الجهود التي يقومون بها؛ فلم نضع يداً على خد وننتظر حتى يتم انتهاء هذه الإجراءات؛ فاستطعنا أن نعمل من خلال مجهوداتنا الشخصية وحققنا أشياء جيدة ونتطلع ونتمنى أن نوفق خلال الوقت القريب في تحقيق ما نسعى إليه.

أبا إياد.. بكل صدق ماذا حققت الجمعية إلى الآن؟

- لا أدري ماذا أقول، ولكننا استطعنا أن نضع خطتنا لكيفية العمل في ظل الظروف التي نعيشها وعلى رأسها عدم وجود المقر؛ فاستطعنا أن نلتقي لنتدارس هذا الوضع ونخرج بتصورات ماذا يمكن أن نعمل، وهذا من المتطلبات التي يجب أن تتم فيجب أن نلتقي ويجب أن نتناقش وأن يصدر عن تجمعنا شيء ملموس، وقد تغلبنا على مشكلة الشعار الذي كان إحدى المعضلات التي نعاني منها؛ لأنه عندما تخاطب الجهات التي تساهم في صناعة هذا الشعار فهو يأخذ وقتاً زمنياً طويلاً؛ حتى نجد التجاوب والتفاعل، وهذا ما مررنا به إلى أن تحقق لنا بعد فترة انتظار، وتم اختياره من قبل الأعضاء وتم إشهاره؛ وبذلك استطعنا عمل بعض المطبوعات الأولية التي نستطيع من خلالها مخاطبة الآخرين، كما قمنا بوضع الجولات التعريفية للجمعية، وقد كانت ردود الفعل لها إيجابياً من قبل المسرحيين. وأعتقد أن العملية تحتاج إلى بعض الوقت وبعض الصبر وأن يتعاون معنا الجميع ويقدروا الظرف الذي نمر به، ولا نطلب الشفقة ولا نريد القسوة غير المبررة لما تم ذكره من ظروف.

ماذا يتوقع الأستاذ أحمد الهذيل أن يتم إنجازه من خلال مجلس الإدارة الحالي وفي ظل الإمكانات المتاحة قبل انتهاء فترة المجلس؟

- الجمعية تعتبر جهة إشرافية تهدف إلى الارتقاء بالمسرح في المملكة العربية السعودية وبالمسرحيين ولن يتم ذلك إلا من خلال ما يتوافر لها من ميزانية مالية، وأن نقدم برامج ودورات وبعثات وورش عمل فهذه محسوبة مادياً، ولا نملك إلى هذا الوقت الميزانية التي تؤهلنا لكي نقدم جميع الخدمات التي هي من واجبات وأهداف جمعية المسرحيين السعوديين، إضافة إلى دعم الأعمال المسرحية، سواء كانت عن طريق الفرق التي تنتج العمل المسرحي فهي من خلال بنودها ملزمة بأن تقدم الدعم لهذه الفرق لكي تقدم أعمالها. ولعدم وجود المال لا نستطيع تقديم مثل هذه البرامج وتنفيذها، وقد استطعنا من خلال مجهوداتنا الشخصية عمل دورات بالتعاون مع بعض الجهات عن طريق العلاقات الشخصية. وكل ما نملك سوف نقدمه لهذه الجمعية؛ لأننا اؤتمنا عليها وتم ترشيحنا من قبل المسرحيين أنفسهم ونحن مسؤولون أمامهم عن أن نكون أهلاً لهذه المسؤولية، وأتمنى أن تخدمنا الظروف لكي نحقق تطلعاتهم وأمنياتهم.

هل هناك ميزانية محددة من وزارة الثقافة والإعلام تم تخصيصها للجمعية في كل عام؟

- من الطبيعي أن تكون هناك ميزانية، ولا نستطيع أن نخمن مقدار هذه الميزانية، ولكن يجب أن يكون لكل جمعية كونت ميزانية ثابتة؛ فكيف يتم الصرف على النشاطات والعاملين بالجمعية، ولم يحدد إلى الآن مقدار ميزانية الجمعيات التي كونتها الوزارة ولا نعلم ماذا قرر. ولكن قدمت إعانة للجمعية مقدارها خمسمائة ألف ريال وهو نفس الرقم الذي قدم لجميع الجمعيات الأخرى، ونحن من خلال هذا المبلغ الذي قدم لنا بدأنا نشاطنا وعملنا في ضوئه بشكل يخدم الجمعية وسنوفر ما نستطيع لتوظيف هذه الأموال الموجودة لخدمة المسرح والمسرحيين بشكل أفضل.

ختاماً.. ماذا يريد أحمد الهذيل من المسرحيين في المملكة العربية السعودية؟

- ليس طلباً صعباً، أتمنى أن نفتح قلوبنا لبعض وأن نحسن النية ببعض وأن نكون صادقين ولدينا مصداقية بعضنا مع بعض، وألا نتصيد أخطاءنا؛ فنحن بحاجة إلى أن نتكاتف وإلى أن نقف بعضنا مع بعض إلى أن نكون فعلاً يداً واحدة، وأن نخدم المسرح بروح واحدة وحس واحد وقلب واحد وأن نقدم هذا العمل لوطننا، ويجب ألا ننظر نظرة إقليمية وألا نفرق بين منطقة ومنطقة وبين انتماء وانتماء؛ فنحن أبناء لحمة واحدة ونحمل هماً واحداً وحساً واحداً وتوجهاً واحداً، وأتمنى أن تلتقي القلوب على المحبة؛ لكي نصل إلى تحقيق ما نسعى إليه. وأتمنى أن يتفهم الجميع ما قلت؛ فأنا لست هنا لأدافع عن الجمعية ولا عن أعضاء مجلس إدارتها، ونحن نرحب بالنقد؛ لأنه هو الذي يوجهنا وهو الذي يرسم لنا الطريق، فنحن لا نملك عصا سحرية لكي نحقق كل شيء أو نعمل كل شيء ولا نستغني عن الرأي والرأي الآخر؛ لأن الجميع يحملون نفس الحس الذي نحمله؛ وبالتالي نحن لا نغضب مما يطرح لنا أو ضدنا، ولكن أتمنى فقط الإنصاف وألا تكون القسوة غير مبررة. كما أشكرك - أخي نايف - على هذا اللقاء، وأتمنى أن نلتقي بعد أن تحقق الجمعية الكثير مما يتمناه المسرحيون.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة