Culture Magazine Monday  16/02/2009 G Issue 271
كتب
الأثنين 21 ,صفر 1430   العدد  271
التناص ذاكرة الأدب
دمشق: اتحاد الكتاب العرب 2008
تأليف: تيغين ساميول - ترجمة: نجيب غزاوي

 

الكتاب، دراسة نقدية، ضمت مقالات في نظرية النص وتأثيرات القراءة والاقتباس وعلاقتها بالسرقة الأدبية، وتناولت الدراسة قضايا المحاكاة والتكامل واللصق وإعادة الكتابة، وامتزاج الموسوعية الحقيقية بالموسوعية الخيالية، وتشويش الحدود بين الذاكرة والخيال. وقضية المرجعية، وهجونة النص التي يعبر عنها التناص وتنوع القراءات.

يعالج المؤلف في هذه الدراسة مصطلح التناص الذي استخدم كثيراً وعرف وحمل معاني مختلفة، بحيث بات مفهوماً غامضاً في الخطاب الأدبي، يفضل بعض النقاد على استخدامه اليوم، استعمال مصطلحات مجازية تشير إلى حضور نص في نص آخر، بطريقة أقل اتقاناً، مثل: النسيج، المكتبة، التشابك، الدمج، أو بعبارة أبسط: الحوار ويمتلك هذا المصطلح بفضل مظهره الحيادي، القدرة على تجميع عدة تمظهرات للنصوص الأدبية، وتقاطعاتها، وترابطها، فالأدب يكتب، بكل تأكيد، في علاقته مع العالم، ويكتب أيضاً في علاقته مع نفسه، وتاريخ إنتاجه، والمسار الطويل لأصوله. وإذا كان لكل نص أصالته الخاصة، فإنه يتبع، في الوقت نفسه، سلالة يمكنه أن يظهرها بشكل أو بآخر وتشكل هذه السلالة شجرة ذات تفرعات عديدة وذات أرمولات، تتناثر ضمنها الأنساب، وتأخذ التطورات مسارات أفقية وعمودية في آن معاً. وبذلك يصبح مستحيلاً أن نرسم اللوحة التحليلية للعلاقات التي تقيمها النصوص فيما بينها: فهي تولد جميعاً في الطبيعة نفسها، وتتأثر ببعضها البعض، وفق مبدأ سلالة غير عفوية وفي الوقت نفسه، لا نجد أبداً تكاثراً صرفاً أو تبنياً كاملاً. ويبقى استرجاع نص بكامله محض صدفة أو مفتعلاً، أو نتيجة لذكرى غير واضحة المعالم، أو تخليداً معلناً لكاتب، أو خضوعاً لنموذج أو تجريباً لقاعدة واستيحاء إرادياً.

ويمضي الكاتب في مقدمته معرفاً بموضوعه فيصف أنواع التناص ويصنفها: فمنها التلميح، والمرجعية، والمحاكاة، والسرقة الأدبية، واللصق، من مختلف الأنواع. وتقدم هذه الأنواع مضموناً موضوعياً للمفهوم دون أن تخرجه من غموضه النظري فهل التناص قناع لنقد المصادر أم تفكير جديد حول الملكية الأدبية وأصالة النص؟ أم أنه مفهوم تاريخي ابتدع كي تتم المطابقة بين الخطاب الأدبي والممارسات الحديثة للكتابة، أم أنه مفهوم نظري قادر على التعبير عن الروابط بين الأعمال الأدبية والأدب كافة؟ وهل هو ظاهرة من بين ظواهر صيغ الكتابة الأدبية، أم آلية حاسمة من أجل فهم جزء جوهري من عملها؟.

يتردد النقاد أمام هذه الاحتمالات، وتتشعب الممارسات، وتبقى النظرية غامضة، ثم يقوم المؤلف باسترجاع عناصر الموضوع وبعملية تركيب تاريخية ونقدية لأن الأدب لم يتوقف يوماً عن التذكر وحمل متعة واحدة: هي متعته الخاصة، وذلك عبر التكرار الحزين حيث يتأمل الأدب ذاته في مرآته الخاصة وعبر الاستعادة الهدامة أو المسلية، حيث يقوم الإبداع بتجاوز ما سبقه.

في الفصل الأول يتحدث المؤلف عن تاريخ النظريات وفي الثاني يصف التقانات المستخدمة ويعالج التفكير حول ذاكرة الأدب وكذلك حول طبيعة مجالها وأبعاده وحركته، بخاصة ضمن آلية المرجعية.. الإعادة من الأدب وإليه والواقعية أي الربط بين الأدب والواقع ليقدم المؤلف في الفصل الثالث تعريفاً للأدب يأخذ بعين الاعتبار هذا البعد التذكري وأخيراً لتتبدى عندئذ مظاهر التوأمة بين العمل ومجمل الثقافة التي تغذيه وتخترقه بعمق، بكل أبعادها، ويذوب التنافر الموجود في نص التناص في أصالة النص.

يقع الكتاب في (110) صفحات من القطع العادي.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة