Culture Magazine Thursday  18/06/2009 G Issue 288
فضاءات
الخميس 25 ,جمادى الآخر 1430   العدد  288
عفواً إنها الحقيقة
كارثة كل صباح
قماشة العليان

 

وكأني أقرأ صحيفة الإندبندنت أو النيويورك تايمز أو أي صحيفة غربية.. ذهلت وأنا أتصفح صحيفة من صحف (الوطن) وأقرأ معي بعض العناوين (طبعاً جميعها في نفس العدد) فتيات يبحثن عن ضحية لتوريط (عشق المصلحة)، حدثان يتعرضان للتحرش الجنسي، الاعتداء على حارس مستشفى، القبض على 7 متهمين في قضايا سلب وسرقة ونشل، ضبط 10 قنابل يدوية ومسدسات، هزة أرضية جديدة في المدينة، هذا عدا المقالات وفي نفس العدد.. أحدهم يستهزئ بمسمى مكة المكرمة وإحداهن تنتقد الخطاب الديني والوعظي وأخرى تسخر من الحجاب والنقاب..

أمسكت رأسي خشية أن يطير عقلي ويتطاير معه كل ما تبقى لي من هدوء وسكينة.. ما هذا الذي يصفع وجوهنا كل صباح؟ ولو سلمنا بوجود كل هذه المصائب لماذا تنشر بهذا الشكل المقزز المخيف وكأنها السائد والمألوف.. ولماذا هذا التنصل التافه من قيم وتعاليم الدين الإسلامي وكأننا ببغاءات نردد ما نسمعه دون أن نعيه أو نفهمه..

نحن من دول العالم الإسلامي بمعنى أننا ندين بالإسلام لذا فإن من المفترض أن السائد لدينا هو المناخ الإسلامي وهو كل ما أمر به المولى عز وجل وجاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأي شيء يخالف هذا المنهج فنحن نحترمه دون أن نتبعه..

فبينما تستعد الدول الغربية للأخذ ببعض المبادئ المالية الإسلامية لإنقاذ الاقتصاد الغربي أيضا شهدت السعودية زيارات من وفود يابانية بغرض الاطلاع على التجربة المصرفية الإسلامية من أجل تبنيها بنفس النظام الإسلامي.. ويعلن البروفيسور الفرنسي (موريس بكاي) أكبر علماء فرنسا إسلامه بل ويؤلف كتابه الذي ترجم إلى جميع اللغات (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم).. هذا الكتاب الذي أثار ضجة وجذب العديد من الناس إلى الإسلام.. وبينما يكتشف أحد علماء اليابان (ايموتو) أن ماء زمزم ماء فريد من نوعه وله خاصية معينة ولا يشبه أي ماء في العالم على الإطلاق وأن بلوراته لها أشكال مميزة غريبة

وأضاف أن البسملة التي يقولها المسلمون تحدث تأثيرات عجيبة في الماء فتتكون بلورات هندسية ذات أشكال مميزة...

أقول بينما العلماء في الغرب والشرق يدركون قيمة الإسلام وتأثيره الكبير على مجريات الحياة (وأنه من أسباب نهضة الأمم) نجد للأسف الشديد من يخرج من بيننا من أبنائنا.. من ولد وترعرع وعاش مسلماً يحاول وباستماتة أن يتشبث بأفكار الغرب وأن يقتات على فتات موائدهم البائتة، والأكثر إيلاما وأشد مضاضة أنه يهاجم الإسلام بضراوة ويحاول تقويض أركانه والتشكيك بتعاليمه السمحة باعتقاد غريب يملأ كيانه بأنه بهذا يجدد ويتطور ولا يدري أنه يتدهور ويتقهقر.. يكاد يخرج من جلده ويصرخ بأعلى صوته بأنه ينتمي إلى أي شيء في العالم عدا أن يكون مسلما قلباً وقالباً..

لا أدري هل يعتقد أنه بهذا سيعلو نجمه ككاتب.. أم يطمح لمركز ما يناسب فكره المستحدث.. أم تراه يغازل فئة معينة يرى مجده القادم من خلالهم.. أياً كانت أهدافه ومبرراته فهو لا يقنعني وملايين غيري ولن يؤثر مثقال ذرة بنا.. أقصى ما يثيره فينا هو مشاعر الأسى والنفور والاشمئزاز على ما تردى عليه من حال، وعلى ما يبثه من أفكار غريبة مريضة وممقوتة..

ففارق كبير بأن تدعو الناس إلى حرية الفكر واحترام الآخرين وبين أن تدعو الناس إلى الفساد والرذيلة.. فإذا كانت نسبة 95 % من الشباب الخليجي.. طبعاً أغلبهم سعوديون.. (حسب دراسة علمية) يهتم عند دخول الانترنت بتصفح مواقع الجنس والفضائح والصور العارية فماذا سيحدث حينما يجدون من يدعوهم لهذا عبر الدعوات التي تترى عن إلغاء الهيئة وتشجيع الاختلاط ونزع الحجاب والاستهزاء بالدين ككل.. بالتأكيد سيزداد معدل الجريمة كما يحدث الآن وسنصرخ كل حين من ظواهر الابتزاز والاغتصاب والقتل والمخدرات... وغيرها، كنتيجة حتمية لتغييب الدين عن واقع الحياة وما هو إلا ضابطها ورابطها وعمودها الأساسي فإذا انهار معه كل شيء..

الإسلام لا يعني التأخر والتخلف والرجعية بل إن العقليات المريضة المغيبة هي التي تزخر بالتخلف والجهل.. فعالم الكيمياء المصري الأمريكي احمد زويل والذي حصل على جائزة نوبل هو مسلم ولم يمنعه إسلامه من الحصول على جائزة نوبل السويدية، أول رائد فضاء عربي مسلم وهو الأمير سلطان بن سلمان, الدكتورة السعودية ريم الطويرقي والتي فازت بجائزة دولية في الفيزياء هي مسلمة.. وغيرهم الكثير من المسلمين الناجحين مما لا يتسع المجال لذكره..

فماذا يعني تغيير الخطاب الديني كما يتشدق بعضهم هل يعني أن نقرأ القرآن بالمقلوب أو نحذف بعض الآيات أو نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض؟؟..

أرجوكم احترموا القرآن وأهل القرآن ولا تبثوا أفكار الشلة الليلية بين الناس لفرضها عليهم بالقوة.. وتعاونوا على حماية شباب الوطن فهم أغلى ما نملك...

في النهاية أقول أخجلتمونا ونحن أهل الحرمين.. أليس فيكم رجل رشيد؟؟

بتنا نضع يدينا على قلوبنا ونحن ترتجف كل صباح.. ترى ماذا سيكتب الرويبضة هذا اليوم؟

الخبر

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة