Culture Magazine Thursday  18/06/2009 G Issue 288
مداخلات
الخميس 25 ,جمادى الآخر 1430   العدد  288
هل سيأتي النور؟

 

منذ أعوام ونحن نحاول ونحاول.. ننادي ونصرخ.

نعمل في الصمت وفي الضجيج وفي كل الأحوال.. محاولين أن نشق طريقاً (من المفترض) أن يكون موجوداً أصلاً. حتى وإن علاه بعض الغبار وضاعت ملامحه قليلاً.. ولكنه موجود.

بلادنا -حفظها الله- لها ثقلها في جميع الميادين والأصعدة سواء في الخليج أو العالم العربي أو الإسلامي أو العالم ككل اقتصادياً وسياسياً ودينياً ورياضياً... فما حبا الله به هذه البلد من مقومات تؤهلها لأن تكون في هذا المستوى.

إلا أننا نتساءل أليس للثقافة دورٌ في تعزيز هذا الثقل أو حتى لإضافة بُعد جديد للوجود السعودي في خارطة هذا العالم المليء بكل الأطياف والأفكار الغثة والسمينة؟؟

أنا لا أدعي بأننا بلا ثقافة ولكنها ثقافة غير واضحة المعالم، فكتابنا وقراؤنا ومفكرونا وفنانونا يعيشون في حالة من الفوضى جعلت الكل المثقف حتى وإن لم يملك أقل مقومات الثقافة، وجعلت الكل روائياً وتشكيلياً وقاصاً ومسرحياً وكوميدياً ومخرجاً وإلى آخره من المسميات دون أن يستند هذا كله إلى مسوغ أو إلى آلية واضحة في تحديد هذه الهويات أو حتى تصنيفها.

هذه هي (سنوات الضياع) التي نعيشها، فمن رجل يطلق على نفسه (مستشاراً للسينما) دون أي دليل على قدرته السينمائية ودون أن يعرف الفرق بين أنواع الكاميرات السينمائية أو حتى عدساتها ومصطلحاتها، إلى آخر يدّعي بأنه مخترع لمدرسة مسرحية ويأمل في أن ننسب إليه فضل اختراعها، وكل ما يحمله في أرشيفه هو عملان مسرحيان كممثل وعمل كمخرج وشهادة مصور ودورة لثلاثة أشهر في المونتاج.

والأمثلة على هذا (الضياع) كثيرة ولا مجال هنا لذكرها.. الآخرون والمجاورون لنا ينظرون إلينا بنظرة الشفقة على ما نحن فيه.. لأننا حين وجدنا أرضاً خصبة للإبداع استغللنا جهل البعض وانشغال الآخر في تحقيق أهداف ومآرب شخصية دون أن نعي بأن المجد الشخصي (المباح أخلاقياً ودينياً واجتماعياً) يجب أن يعتمد في المقام الأول على رغبة صادقة ومسوغات راقية وخلفيات موثوقة للتأسيس والانطلاق ومن ثم الإبداع. لم نع رغم التجارب المجاورة لنا بأن الناس والزمن والتاريخ هو من يعطي الألقاب والأمجاد وليس من يقوم بالفعل نفسه.

لقد بحّت أصواتنا ولم يسمعنا أحد.. نعم ولا أعتقد بأن أحداً سيسمع أو يحاول أن يسمع، فما تحمله قلوبنا لا تستوعبه عقول البعض الذين نصّبوا أنفسهم هنا وهناك.. وتقولبوا في قوالب جافة صدئت مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال، وهم كما هم ونحن بقينا ننتظر... لن يتغير هذا الوضع حتى نعي ونعقل ونؤمن.. بأن الفن والثقافة ليست حكراً على أحد.. وإن كان لي قريب صحفي.. أو أخ مسئول فهذا لا يعطيني الحق في تهميش وتغييب الحقائق لأن الناس باتت تعرف.. والعلم متاح للجميع.. والثقافة لا تشترى. عندها فقط قد (وأقول قد) قد يأتي ال(نور) بعد (سنوات الضياع)..

قد أعود.

هائل هلال عقيل - ممثل وكاتب Hail_ageel@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة