Culture Magazine Monday  23/02/2009 G Issue 272
مداخلات
الأثنين 28 ,صفر 1430   العدد  272
وفقتم في التغيير للخميس

 

في صباح يوم الاثنين 14-2-1430ه وكعادة كل صباح من كل أسبوع أن نزور أحد المراكز التموينية لنحظى بحالة من الاصطباح الجميل ولننعم بهدوء شبه طبيعي لا بأس به فراراً من وهم المسؤولية واصطفاف الزحمات والترقب من وسائل المواصلات وتناثر أنواعها في حالة مسيرة الطلبة والطالبات لمدارسهم. ويزيد مؤشر الاستنفار شدة وضراوة (ربما) يفوق معدلات الأسهم بمستويات الخسارة والنقصان - هذه الأيام - حيث الامتحانات المدرسية وتفاعل الكل معها وبها.. المهم من هذا وذاك أن تظل تلك المساحة باقية يختبئ فيها - أمثالي - بعد المدارس وقبل الدوام بما يظن أن فيها فائدة أو نقلة حسنة من حالة إلى أخرى ومن خلالها اقتنينا (المجلة الثقافية) بما تحمل مما تعارفنا عليه من موضوعات مهمة وتصويرات لأحداث لافتة.. منها المنشور في أسفل الصفحة الثالثة من العدد المذكور 270 بلونه الأزرق بعد شهر من الآن (الثقافية) الخميس بناء على رغبة كثير من قراء (الثقافية) في توفير وقت أطول أمامهم لمتابعة (الثقافية) وقراءتها في وقت كاف لا يتوافر لهم خلال أيام الأسبوع، فقد تقرر نقل (الثقافية) من الاثنين إلى الخميس بدءاً من دخول المجلة عامها السابع في يوم الخميس 5-3-2009م متمنين أن تظل الثقافية، في عين رعايتهم وعنايتهم ومنها ما يأتي لاحقا.. أولاً: الشكر والتقدير لهذه (المجلة) والقائمين عليها والمتسببين بإنشائها وإخراجها بهذه الصورة المناسبة والرائعة لدى الجميع.. ثانياً: إن شاء الله تظل باقية بما تحمل من التنوع والتجدد بثوابتها ومتغيراتها في مسيرتها التي اختطتها منذ قيامها قبل ستة أعوام. ولعل المهتمين والمعنيين والمتابعين مدركون ذلك.. ثالثاً: كان بالود أن نرى في ذكرى التأسيس صورة لغلاف الأعداد المتقدمة ليس إدراجها في صفحة واحدة بل عدد يشمل الأعداد كلها غير موضوع العدد الجديد - أي عدد مستقل بذاته يحكي سيرة (مجلة الثقافية) على امتداد السنوات الفائتة بلحاظ التغيير والتجديد مستقبلاً - كما كان الوضع الحالي طموحاً ومستقبلاً لما قبله من الانتظار والتأمل - وذلك بمراعاة بعض الاقتراحات الخاصة ب(المجلة الثقافية) - شكلاً ومضموناً - وضم بعض الرموز إليها وتفعيل ملف السير والتراجم وضيف المجلة الذي يحكي عن تجربته مع الكتاب أو القلم بأنواع الكتابة والمعرفة كالعدد 264 الصادر بتاريخ 1-1-1430ه و(حكايتي والكتاب) للأستاذ سعد البواردي وبرواد آخرين وحكايات أخرى لمثقفين ومبدعين وتكريم من بقي من المشمولين بتكريمهم مع تعدد المواهب والمهن والتخصصات.. رابعاً: عمدت (المجلة الثقافية) أخيراً بتغيير موعد صدورها من يوم الاثنين إلى يوم الخميس - بعد شهر من الآن - وربما تكون موفقة في ذلك ومندوحة منه إلى غيره من الأيام حسب ما ذكرت من أسباب وعلى رأسها رغبة الكثير من القراء وهذا وسام عز لا يستهان به من التفاف الجمهور المعني حولها وأخذ الرأي منه بشأنها والاطمئنان من تكوين القاعدة الشعبية لها فهم يؤيدون ويرفضون ومنهم التأثير لدى إدارة هذه (المجلة) وهي مشكورة وممنونة بتفعيل هذه الرغبة ومد جسور التعاون والتناصح مع جمهورها من القراء والمهتمين بها، وقد تكون هذه الخطوة متصلة مع الطرح الواقعي من ذات التوجه وبنفس المسار في هذا اليوم كالملف الثقافي لصحيفة (الرياض) والمنتدى الثقافي لصحيفة (الشرق الأوسط) والثقافي لصحيفة (الاتحاد) الإماراتية.. إلخ. وما كان منضوياً داخل الصحيفة ذاتها يعطي ذلك القدر المطلوب والميسر في نفس الحراك كسماء النجوم، مضافاً إليها بعض الفعاليات الثقافية من خلال صفحات (الجزيرة).. خامساً: ما أمتع هذه (المجلة) وجعلها تبحر بزورق الفكرة والرأي.. مقالة الأستاذ الناقد عبدالله آل ملحم تحت عنوان: (من جماليات الشغب الثقافي)، والغذامي والعلي أنموذجاً - المنشورة ص 11 عدد 270 في الاثنين 14-3-1430ه إلى ما يراه من فهم المرحلة وتغير الأسلوب إلى ما نحن فيه مروراً بعصر النهضة وتأسيس بعض المطالب الأدبية وتحريك بعض المفاهيم الثقافية إلى نحو من التطبيق والنتاج.. وقد حاول - مشكوراً - كغيره ممن كتب في هذا المجال أن يعطي صورة لهذا التباين وهذا السجال بشيء من الصدام الخالي من الخسارة والنصر - أشبه بوقوع صخرة تعقبها أخرى لتحريك مياه المشهد الراكدة - ويكفي ما ذكره كمصداق لهذا الحراك، وكلما كان المساجلان كبيرين كان الطرح أكثر عمقاً والفكرة أنجع قيمة، وكلما كانا عنيفين وشرسين كان الموضوع أكثر تشويقاً وإثارة وجاذبية، كما هو الحال في المشهد الرياضي وتحديداً في لعبة كرة القدم لتبدو لك بوصفها وقوداً يشعل حماسة جماهيرها الغفيرة.. دونما إظهار لمعادة الخلاف وملاك القصد منه وطريقة المعالجة.. فما نفهمه من هذا الحدث هو بين رمزين ورائدين فهما تأثير لا بأس به في المستوى الثقافي والأدبي والصحافي وهما على اختلاف كبير وبون شاسع.. لكن ما طبيعة هذا الخلاف وما هو الدافع من تحريكه واتساعه هذا ما لا نستطيع فهمه أو الوصول إليه، عكس ما هو دارج من أزمنة غابرة من بيان الخلاف والرأي الآخر وواقع الحل إن أمكن! اقرأ ما كتبه العقاد ص 10 في مقدمته لكتاب (الغربال) للأديب ميخائيل نعيمة.. أما كلمتي أنا ففي خلاف صغير بيني وبين المؤلف لا أعرضه للمناقشة.. إلا لأن الاتفاق بيننا في غير هذا الموضع عظيم.. وزبدة هذا الخلاف أن المؤلف يحسب العناية باللفظ فضولاً ويرى أن الكاتب أو الشاعر في حل من الخطأ ما دام الغرض الذي يرمي إليه مفهوماً، واللفظ الذي يؤدي معناه مفيداً وما ذكره الأستاذ سامح كريم في كتابه: (معارك طه حسين الأدبية والفكرية) ص 316 تحت عنوان: (عباس محمود العقاد)، من المعروف أن كلاً من الأستاذ عباس محمود العقاد والدكتور طه حسين يمثلان مدرستين مختلفتين تمام الاختلاف ولكل واحدة من هاتين المدرستين أنصارها ومؤيدوها ولكل واحدة أساليبها في النقد والأدب والتوجه في الحياة الفكرية وعلى الرغم من هذا يلحظ القارئ أن المعارك بين العملاقين لم تحتدم بالصورة التي يتوقعها.. بل إن هذه المعارك لم تكن بالصورة الحادة التي تبدو عليها حين يختلف أحدهما مع واحد من الأدباء أو الكتاب الآخرين. وللمزيد في هذا الموضوع اقرأ (العقاد معاركه في السياسة والأدب) للأستاذ عامر العقاد، و(المعارك الأدبية) للأستاذ أنور الجندي، والشخصيات العشرون للأستاذ محمود تيمور و(قمم أدبية) د. نعمات فؤاد وبعض كتب السير والتراجم المعنية بهذا الغرض وفي هذا الصدد حاولت رصد بعض كتب في هذا المجال مكتفياً بالعنوان لعلنا نصل إلى ما يفيد ويريح من هذا السجال، ولكن أنت معي أيها القارئ فيما يمكن أن نستفيد منه باعتبار أن طريدتي بعيدة والعدو السريع بلهاثه أثقل الهم المنشود من ورائه - وكلما حاولت الاقتراب ابتعد بمسافة القرب.. وكلما حاولت أخذ القليل اتسع بمقدار ذلك كمن يحاول الحفر في الأرض فالموضوع جيد وأيضاً شائك يحتاج إلى سبر ودقة وحيطة وحذر.. وإن كان قد خرج عن المألوف عند أرباب الفن والصنعة الثقافية بلحاظ أن من تناول بشيء قد تصل من خلاله إلى مقاربة الفكريين وفهم المسارين بدراسة مبسطة بعيدة عن إصدارات كل منهما سواء في مستوى التأليف أو في كتابة المقالات وقد تكون الوحيدة تقريباً.

واصل عبدالله البوخضر - الأحساء

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة