Culture Magazine Monday  23/02/2009 G Issue 272
تشكيل
الأثنين 28 ,صفر 1430   العدد  272
وميض
قاعات تُغلق
عبدالرحمن السليمان

 

قاعات العروض التشكيلية في المملكة متعددة ومتفرقة ومتنوعة أيضا من عدة جوانب، أولها الهيئة العامة والتجهيز المتكامل واستقطابها للفنانين والفنانات، وأيضا للمقتنين والمهتمين بالفن، والحرص على المستوى الفني الذي تقدمه.

الساحة التشكيلية تشهد أنشطة تتركز في فترات عن أخرى، والنشاط التشكيلي انحسر - بشكل أو بآخر - في الأعوام الأخيرة لأسباب مختلفة، لعل أبرزها كما أعتقد أن المتقدمين بمعارض فردية لم يعودوا يضمنون مردوداً مالياً ولو محدوداً فالأحوال المالية التي مرت على كثيرين ربما كانت سبباً في ذلك والحقيقة أنها تشترك على مستوى الخليج عامة؛ فالانحسار لم يعد هنا فقط بل وفي دول أخرى والقاعات على مستوى الخليج متذبذبة بين التواصل والاستمرار؛ فكم من قاعة خاصة أقفلت بعد فترة قصيرة من افتتاحها.

في المملكة مناطق أو مدن تتوزع بينها الأنشطة، سنجد الانحسار واضحا مقابل الأعوام الماضية، هذا الانحسار يتعدى إلى غياب قاعات أو اختفائها عن الساحة، وهو ليس توقفاً محدوداً فحسب؛ فبعض القاعات تقيم معارض محدودة جداً؛ لأن اتجاهها أو مكاسبها المالية لا تقوم على المعارض، لكن قاعة مثل إنماء بالخبر أو أرابيسك في جدة تمثلان أهمية في أنهما تبنيتا أنشطة كانت ناجحة على المستوى المحلي على الأقل، إنماء التي أطلقت معارض فردية بعد انحسار نشاطها على العرض الدائم لمجموعة فنية أو بروزة الأعمال الفنية نظمت معارض فردية وعرضت بداية للسوداني حسين جمعان فحسين المحسن وزمان محمد جاسم وإبراهيم فلاتة وكاتب السطور وغيرهم بالتأكيد، أيضا دور أرابيسك التي استضافت عدداً من المعارض المشتركة والفردية.

تعتبر قاعة التراث العربي بالخبر أقدم وأهم قاعة عرض خاصة في المنطقة الشرقية، أسستها الفنانة التشكيلية نبيلة البسام عام 1979 جوار سكنها الخاص، وعرضت خلال مسيرتها القليل من العروض الفردية بينها لعبد المحسن المانع وكمال بلاطة وعبد الله الشيخ ثم عبد الله المرزوق ومنيرة القاضي وغيرهم، واستمرت منذ افتتاحها تعرض أعمالاً فنية لسعوديين وعرب وأجانب، وللتراث العربي حالياً قاعتان، إحداهما وهي الأحدث للعروض التشكيلية. قبل أسابيع مررت على القاعة التشكيلية فوجدت مفاجأتين، الأولى الحفريات التي سدت الطريق الاعتيادي للقاعة، وبعد وصولي لها وجدت المفاجأة الثانية: لافتة معلقة مكتوباً عليها مكاتب للإيجار، لكن السيدة نبيلة البسام لم تزل مُصرّة على بقاء القاعة بتاريخها وتجهيزاتها المتكاملة، وكانت تحدثت معي وبعض الزملاء عن بعض الحلول التي يمكن أن تفعلها وتعيد إليها الحيوية التي افتقدناها للتراث العربي.

أرى أن الإقبال على المعارض من جهة المقتنين غير مستقر، وهذا سبب من أسباب إقفال قاعات أخرى ظهرت بسرعة واختفت كذلك، مثالها قاعة أنشأها الفنان تركي الدوسري كانت تعرض أعماله الفنية الخاصة في مدينة الخبر، وبالمثل قاعة للفنان زهير طولة كانت تعرض أعماله في جدة، كما قفلت في الخبر قاعة إدراك التي استضافت عدداً من العروض الفردية والجماعية، وأتمنى أن يكون هذا التوقف مؤقتاً.

أثناء جولة أخيرة في بعض المدن السعودية وجدت القاعات الخاصة محدودة، إن لم يكن لها أي تواجد، ففي الدوادمي مثلا تبرع الفنان أحمد الدحيم بمنزل قديم يمتلكه لزملائه جماعة فناني الدوادمي، وهو منزل لا يستوعب في شكله الحالي أكثر من عرض بعض أعمال الجماعة، وفي القصيم والقطيف قامت مؤسسات أو مراكز خيرية بتأمين مواقع للفنانين التشكيليين، إما على شكل مراسم أو أماكن لعرض الأعمال الفنية، وهي في الحقيقة محاولات لتغطية غياب القاعة الخاصة التي قد تكلف وتحتاج مدفوعات مالية قد لا يكون مالكها قادراً على تسديدها، بالتالي فالخشية واردة من غياب قاعات أخرى.

أشير إلى صالة جديدة في الخبر تنشئها فنانة تشكيلية هي آمال الهاشم كقاعة عرض تشكيلية ومقهى لعلها تكون أكثر جذباً للمهتمين بالفن ومحبيه، ولعلها تعوض غياب بعض القاعات المهمة في المنطقة الشرقية.

الدمام aalsoliman@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة