Culture Magazine Thursday  23/04/2009 G Issue 280
فضاءات
الخميس 27 ,ربيع الثاني 1430   العدد  280
عفواً إنها الحقيقة
نون النسوة
قماشة العليان

 

منذ تعرفت على اللجان ومسمى (لجنة واجتماع اللجنة وأعضاء اللجنة) وشعور ما تجاهها يسكنني.. يتراوح بين الكآبة والسخرية واللاجدوى.. ووجدت نفسي ذات يوم عضوه في لجنة، لم يكن مهما ًمسماها بقدر ماهي فارغة بمحتواها.. تثير في داخلي عواصف من الضحك اقمعها برسم ابتسامة هادئة على وجهي.. يجتمعن العضوات ومنذ لحظات البداية ترى ملامح الصراع ومن منهن ستستأسد وتفوز (بكعكة الانفراد بالحديث لأطول وقت ممكن).. أتأمل قائمة الموضوعات المعدة للمناقشة.. الموضوعات متشابهه ويمكن دمجها في موضوع واحد لكن لسبب ما تم التفصيل والتمطيط والتقسيم.. ابتدأ النقاش وحمى الوطيس.. بدأن يتقاذفن التهم والهمز واللمز وبدأ الصراع على الميكرفون على أشده.. وكل عضوة تحاول أن تستأثر بالحديث أكثر من الأخرى.. جلست صامته أتأمل ما يدور حولي وكأنني أتابع مشهدا مسرحيا.. أو كوميديا سوداء إن صح التعبير..

انتهى المشهد وفازت فلانة ذات الصوت الأعلى بأغلب مساحات الحديث.. تحدثت كثيرا حتى بدأت آذاننا تئن من وطئة الألم والقهر.. والنهاية (اتفق العرب على ألا يتفقوا) وخرجنا بخفي حنين..

دخلت بعدها في لجان كثيرة أخرج منها غالباً بصداع في رأسي وجعبة تحوي (اللاشئ).. هذه صورة عامة لما يحدث في اللجان ربما تكون السائدة وربما تكون استثناء.. ولكن من المعروف أنه إذا أردت إجهاض أي مشروع فسلمه إلى لجنة!!..

هذا مدخل لموضوعي عن اللجان النسائية في النوادي الأدبية والسؤال: أولاً لماذا لجنة فرعيه ضمن عدد من اللجان منها ما يختص بالقصة والرواية ومنها ما يختص بالشعر وغيره.. هل يعني هذا أن اللجنة النسائية المفترض أن تهتم بالحمل والولادة والرضاعة والطبخ كاختصاصات نسائية بحتة وكما قال أحد رؤساء الأندية الأدبية الحاليين في بداية تعيينه (دور المرأة سيفعل بشكل جدي في النادي وذلك بإقامة الفعاليات التي تناسب ميولها واتجاهاتها) حديث خطير لرجل يرأس ناديا أدبيا ويعتقد أن ميول واتجاهات المرأة الأديبة تختلف عن ميول واتجاهات الرجل الأديب!!

وأتساءل: لم لا تكون المرأة عضواً أساسياً في جميع اللجان كالرجل تماماً.. القاصة تتبع لجنة القصة والشاعرة تتبع لجنة الشعر وهكذا.. أما أن تجمع النساء في لجنة فرعية قصية تحت مسمى لجنة نسائية لا يعرف اختصاصها بالضبط.. هل هو كمسماها أمور نسائية بحتة كما اسلفت (الحمل والولادة والطبخ والخياطة وغيرها) أم شيء آخر نجهله.. وهذا لا يتفق مع الانطلاقة الجديدة لوزارة الثقافة والإعلام فلا يوجد ما يسمى بالأدب النسائي والأدب الرجالي حتى نخترع ما يسمى باللجنة النسائية فالأدب واحد

(لاجنس له) ومن يكتب الشعر باقتدار هو شاعر بغض النظر عن جنسه رجلاً كان أم امراة هذا عدا أن فكرة اللجنة (في أي أمر) أساساً غير ناجحة خاصة للنساء واجتماعات الاستعراض واللاجدوى..

ونأمل من المسؤولين دراسة مستفيضة عن جدوى اللجان النسائية وأهميتها وأهدافها.. لتدخل النساء الأندية الأدبية من أبوابها وتكون عضوة أساسية في كل لجنة عبر كل الوسائل المتاحة فيتأكد دورها ويبرز عطاؤها وإنتاجها..

نعم هي امرأة.. لكن بثقافتها وعلمها وقدراتها يمكنها أن تنافس الرجل إن لم تسبقه!!

الخبر

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة