Culture Magazine Thursday  23/04/2009 G Issue 280
تشكيل
الخميس 27 ,ربيع الثاني 1430   العدد  280
الحرف غيمة
العصر الذهبي (3-3)
مها السنان

 

كيف نحفز ولادة عصر ذهبي وكيف نستثمره، هذا هو السؤال الذي يجب طرحه، وجواب الجزء الأول لدى شريحة واسعة من المجتمع، حيث إن اهتمام المتلقي بالفن هو العامل الأهم لتحفيزه!

واليوم نرى بالفعل أن البعض بدأ يستشعر قيمة هذا الفن من خلال العملية الثقافية ودور الفن كرافد ثقافي، أو العلمية التعليمية في تفهم دور الفن لتنمية التفكير الابتكاري والإبداع والخيال، أو حتى من خلال العلمية التجميلية ودور اللوحة في التصميم الداخلي للمساكن، واهتمام المتلقي باللوحة يجعلها هدفا للمستثمر الذي يسعى قبل الفائدة الثقافية إلى الربحية بطبيعة الحال.

ولكن الإشكالية الكبرى التي ربما تعيق هذه الطفرة هو فهم هذا الفن، فصورة الفن المحدث أشبه باللغة التي يجهلها الكثير من العامة بل إن نسبة غير قليلة من المتعلمين والمثقفين ما زالوا يمتعضون من اللوحة التجريدية فما بالك بالعمل المفاهيمي؟ لذا ربما الخطوة المهمة حاليا تدريس هذه اللغة في المدارس مثلها مثل اللغة الإنجليزية وأقصد بذلك تدريس تاريخ الفن على أقل تقدير في المرحلة المتوسطة والثانوية إضافة إلى تدريس الفنون عمليا، بل تكثيف ممارسة الفنون لما لها من تأثيرات أثبتتها الدراسات في تنمية التفكير الابتكاري والإبداعي بغض النظر عن وجود الموهبة الفنية، ثم يأتي دور الإعلام، فإلمام المعد أو المذيع بهذه اللغة يجعله قادرا على التمييز، فيكون واعيا بالأسماء والأعمال المنشورة. أيضا تقع المسؤولية الكبرى على المستثمر السعودي فثقته في منتجه الوطني ودعمه له (بالمغامرة) في الاستثمار فيه أكبر محفز، بدلا من أن يأتي الغريب ويبيعنا منتجنا بأسعار مضاعفة ونكون ممن يردد: (تلك بضاعتنا ردت إلينا).

ولكن الأهم في هذه العلمية هو الفنان المبدع الذي يجب أن يجمع أدواته وخاماته وبالتأكيد فكرة ليكون باحثا قبل أن يكون مؤدي ولكن قبل ذلك عليه أن يعي مستواه ولا تأخذه العزة بالإثم فنسبة ليست بالقليلة جدا للأسف من الموجودين بالساحة مجرد ممارسين، بل البعض يمكن أن يصنف تحت بند (حسب الطلب) بحيث لا يمارس الفن سوى في حال وجود مسابقة أو معرض أو ربما (كواجب مدرسي) أثناء الدراسة!! وأخيرا الترجمة الكبرى لهذه اللغة تقع على عاتق ذلك الفنان بحيث يسعى إلى ترجمة العمل السعودي إلى اللغة العالمية مع الحفاظ على الأصل (الأصالة) في المعنى (المضمون).

msenan@yahoo.com الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة