Culture Magazine Thursday  26/03/2009 G Issue 276
فضاءات
الخميس 29 ,ربيع الاول 1430   العدد  276
عفواً .. إنها الحقيقة
أفتخر أنني من فئة البدون
قماشة العليان

 

مُزرٍ ما يحدث هذه الأيام، ممجوجٌ هذا الواقع الذي نعيشه، وثالثة الأثافي، إننا لا ندري متى حدث هذا.. ولا كيف.. ولا لماذا؟ المجتمع يتجزأ إلى أقسام (أو تيارات على الأصح)، التيار الإسلامي والتيار الليبرالي والعلماني ...إلخ

وماذا بعد؟ الصراعات على أشدها بين التيارات التي لا نعرفها (وهنا أتحدث بلسان العامة)، ولا ندري علامَ يتصارعون.. ولمَ يتخالفون ولا يتفقون؟.. ولمَ يحشدون الحشود، ويشحذون أسلحتهم (كل ما يستطيعون الحصول عليه من سكب المداد بالأقلام والأفكار، وحتى القذف بالحذاء على طريقة منتظر الزيدي)، وتدور الحروب على أعمدة الصحف اليومية، وحتى المراكز الثقافية، وآخرها، وليس آخراً، معرض الكتاب في العاصمة (الرياض).

كتب تركي الدخيل في زاويته بجريدة(الوطن)، تحت عنوان(المثقفون والمتشددون في معرض الكتاب) عما يحدث في معرض الكتاب الأخير، وتكلم عن فئتين، تُحاول كل منهما فرض هيمنتها وسيطرتها على مجريات الأمور، وليست هذه الحرب الأولى بينهما، ولن تكون الأخيرة، كلٌ يحاول فرض رأيه ومعتقداته على أفراد المجتمع، وأي نجاح تنجزه فئة ما، تعتبره نصراً مؤزراً على الفئة الأخرى، وكأنها قد وجَّهت لها ضربة قاصمة، أصابتها في الصميم.. دون أن تُعير الفئة المستهدفه ( افراد المجتمع ) أدنى اهتمام، وكأن أفرادها قطيع للتجارب، لا وجود لهم، ولا وجود لأفكارهم، ويجب إعادة صياغتهم من جديد.

(المتشددون) الذين يحرّمون كل شيء، و(المنفتحون) الذين يحللون كل شيء، تجاوزا الواقع والمنطق، ولذلك، لن يسمع لهم عاقلٌ، ولن يتبعهم متزنٌ.. فنحن نحب الله، ونتبع أوامره ونواهيه في كل شؤون حياتنا، ومن ثم نحب (بابا عبدالله ) و ولاة أمرنا، ونهوى الوطن، ونفتديه بدمائنا.. ونعيش في براءة وبساطة.. ولا مجال للتعقيدات التي يختلقها بعض البشر..

أحترم صديقتي الشيعية، وأقدر كفاءتها وتفوقها.. أتبادل مع زميلتي المتحررة كل تقدير واحترام.. يجمعني ورفيقتي الملتزمة المتدينة كل الود والإخاء..

الله سبحانه وتعالى أوضح لنا كل شيء.. وكل إنسان حرٌ في اختياراته وقناعاته، والطريق الذي يسير فيه.. فلا يمكن أن أجبر إنساناً ليعتنق أفكاري، ويلتزم بمنهاجي، ما لم يكن هو مقتنع بذلك، وجميع الرُسل يتبعون الحكمة والموعظة الحسنة في دعوة الناس للهداية والطريق القويم، ولا يجبرون أحداً من البشر على اعتناق الدين، ما لم يرغب، طواعية، في ذلك.. والإسلام دين بناء وليس هدم.. فلا يمكن أن نُطلق على من يقتل نفسه والآخرين أنه إنسان مسلم.. ببساطة، لأن المسلم من سلم الناس من لسانه من ويده.

العنف والإرهاب والانقلاب والإضراب والتظاهر وخطف الطائرات، وتلغيم السيارات، ومصادرة حقوق الناس، هذه بضاعة أهل الأغراض والأهواء والمجرمين والمتاجرين بالعقول.. ولسنا منهم في شيء.. بل ضدهم، فهم لن يفتحوا لنا باباً إلى الجنة، بل سوف يفتحون لنا أبواب جهنم على مصراعيها.. وعلى الجانب الآخر، نجد من يحاول الخروج من جلده، ليُقال عنه إنه (ليبرالي) أو (متحرر) أو (مثقف) و.... ولو فكر قليلاً، لأدرك، ببساطة، أن المثقف هو إنسان له رؤية وموقف وهدف، وليس بالضرورة أن يتخلى عن دينه واحترامه لنفسه وللآخرين، لينال لقب (مثقف) بجدارة.. فالمثقف ليس له شكل أو قالب معين، وليس إنساناً فاسداً، بلا أخلاقيات أو مبادئ.. كأن يتخذ موقف ضد الهيئه فيكون مثقف (وهذه الموضو الدارجة هذه الايام)

هم يعتقدون أن الثقافة (وهذا فهم بعض العرب لليبرالية)..هو الاختلاط والسكر والعربدة .. نحن نرفض هذه الثقافة ..

فهؤلا مكانهم في السجن كما قال البريطاني اوسكار وايلد عن زميلته الكاتبة ماري كوريللى قال - مكانها لا ينبغى ان يكون امام مكتب وفي يدها قلم .. مكانها المفترض في السجن!!

المثقف والمتدين الحقيقي - أعزائي المتصارعين على لا شيء - هو إنسان يحترم الآخرين، كما يُطالب الآخرين أن يحترموه.. وهنا أفخر أنني من فئة (البدون).. بدون تيار.. وبدون مسميات ..لا أنتمي لأي أحد، كأغلب أفراد مجتمعي.. أحب خالقي.. أعشق وطني.. أحترم الجميع..لا أكره أحداً..ولتذهب جميع التيارات إلى الجحيم...

Komasha@yahoo.com الخبر

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة