Culture Magazine Thursday  26/03/2009 G Issue 276
الثالثة
الخميس 29 ,ربيع الاول 1430   العدد  276
إمضاء
المضيء

 

بلغ مسامعه أننا نُعِدُّ ملفاً عنه؛ فقد اعتدنا في بعضها سؤال (المكرَّم) عمن يراهم شهود سيرته، فاتصل راجياً إلغاء الفكرة، ولم يكفه الهاتف فأصرَّ على زيارة مسؤول التحرير الذي قدَّر رغبته وإن عجب منها.

عاش في الأضواء ولم يعش بها؛ فقد كان في الإذاعة يوم كان صوتُها الأوحد، وأسس التلفزيون إذ لم تكن قبله شاشة، وحمل شهادتين جامعيتين في وقت واحد من جامعتين سعوديتين مختلفتين، وكانت الشهادة الإعدادية تؤهل حاملها لأعلى المراتب، ولم تكفياه، فارتحل إلى الولايات المتحدة، وحصل على أول شهادة دكتوراه في الإعلام متخصصاً في الصحافة المكتوبة؛ فجمع الإعلام بأبعاده الثلاثية ووعى، وأشرف على بعض مؤسساته ورعى، ثم غادر الرسميَّ منها فما ادعى، وظلَّ يعمل بصمت: محاضراً أكاديمياً، ومشاركاً منبرياً، وباحثاً منهجياً؛ فقدَّم للمكتبة الإعلامية بضعة عشر كتاباً مرجعياً وتوثيقياً، وما يزال يقدِّم المزيد.

عبد الرحمن بن صالح العبد الله الشبيلي ولد في عنيزة عام 1363هـ، وتعلَّم في مدارسها الرسميَّة، وأفاد من والده -رحمه الله- (1318-1393هـ وهو شاعر محب للعلم والأدب وأهله وتاريخه معروف في مجتمعه)، ومن وفاء أبي طلال لأبيه أن ألف عنه أول كتاب له إذا استثنينا أطروحتي الماجستير والدكتوراه، ولم يقف وفاؤُه عند أقاربه كوالده وأبي سليمان بل كانا البداية، ثم واصل البحث في الشخصيات الإعلامية الظاهرة والمستترة؛ فكتب عنها، وجمع ما أمكنه حولها، واحتفى بمن هم (أعلام بلا إعلام)، ووثق حواراته المرئية معهم، وأعاد إلى دائرة التفاعل أفعالاً تامة متصرفة اعتورها نقصُ العناية، وربما عوز التهميش.

الشبيلي الإعلامي هو ذاتُه الأكاديمي والقيادي والشوروي والمتفرغ حالياً للعمل التطوعي، وقريباً تشهر جمعية خيرية سعودية لمرض (الزهايمر)، يعد (أبو طلال) رقماً مهماً في تأسيسها وتنظيمها والإعلام بها.

ربما لا يعرف كثيرون دقة الدكتور الشبيلي في بحوثه وتآليفه، ومن اقترب قليلاً من مداراته سيفاجأُ بكم (البروفات) التي تجاوزت -في بعضها- عشرين، والأمر ذاته ينطبق على إدارة شؤونه الشخصية؛ فهو أنيق، دقيق، مرتب، منظم، متابع، يهتم بالتفاصيل ويعني بتكامل الشكل مع المضمون .

قاده النجاح إلى النجاح، واستحق عمادة الإعلام الأكاديمي بصفته رائداً خبر العمل عن تجربة، وواصل الدرس بمعرفة، وانتقل من المدرسة الإخبارية إلى التحليلية، ما يتوقع معه عطاء متجدد لهذا الأستاذ والإداري الكبير.

إضاءةُ دواخلنا أهم.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة