الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

ماذا نريد من وزارة الثقافة؟
أحمد اللهيب *
السؤال بحد ذاته إشكالي؛ لأنه يقدم تصوراً مبدئياً عن وجود حقيقي لوزارة الثقافة، في حين أن الواقع يقدم حقيقة أخرى،تمثل مناصفة بين وزارتين، غير أن المأمول أبعد من الوقوف عند هذا السؤال، فلا يكفي في رأيي أن نطرح التساؤلات دون الغوص في الحقائق الموجودة، وهي تمثل الركيزة التي تؤول إليها الثقافة هنا في هذا الوطن.
مبدئيا أعتقد أنه لا غرو أن تكون سعادتنا نحن المبدعين الشبان بتقرير وزارة خاصة بالثقافة أبين وأوضح من غيرنا، فمنذ حين وقلوبنا تهفو إليها، ولذلك كانت مطالبنا أظهر وأقسى، فحين كنا نرجو الظهور في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية فقط، كان المصير الذي نقفه مصيراً مناطاً بالآخر الذي يركن في قاع الجلسة دون خوض السؤال المر الذي ينتظره، إلى متى أظل هنا؟ فهو لا يسأل لأنه يعرف الجواب أولاً متسائلاً عن ذلك الذي لا يخطئ أحداً. إذا كان ذلك أولاً، فالآن نحنُّ إلى دائرة أشمل ومجالات
أوسع وأرحب، وتغييرات أوضح على صعيد الأندية الأدبية أولاً، والمنتديات الثقافية ثانياً، والمؤسسات ثالثاً.. وتحديد ماهيتها
وأعضائها، والزج بالشباب الطموح في تركيباتها الثقافية، وكسر عقدة الذات الواحدة، والنظر باعتبارات الآخرين أنهم موجودون أصحاء يحملون
القلم!، ورسم دوائر جديدة تطيح بالعصبية أياً كانت مذهباً فالأدب والفن لا يؤمنان بها أساساً، ونسف العلاقات الشخصية، والغوص في المكون الثقافي الذي يخطه المبدع الشاب. وإن كان ذلك محاطاً بنوع من الرهبة والتثاؤب المصاحب إلى النعاس الثقيل، فأين يمكن أن نجد المبدعين الشباب؟ في قاعة الحزن حيث تعزف موسيقا الصمت!. أما الأندية الرياضية فهي في وادٍ سحيق تلفه الكرة، وتحيط به الشبكة، ناسية أنها أندية، وأن زواياها ما زالت تركض في ملعب دون الولوج إلى العقل. فلها مني مطلب آخر، أدعوها أن تزحزح حجر الزاوية الراكد وأن تهز نخلتها عساها أن تساقط رطباً جنياً.
وحريٌّ بنا بعد ذلك أن نكون أكثر إنصافاً لواقعنا، حيث إن الغلو في رسم واجهة ثقافية يعني أننا نرسم في مخيلتنا سراباً نحسبه ماء، وما ندري بعد ذلك أن الضحية هم نحن أولاً، والأجيال القادمة من المبدعين ثانياً.


* كاتب سعودي

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved