أولويات بين يدي الملتقى
محمد المشوح *
|
ماذا يريد المثقف السعودي من اللقاء الأول للمثقفين السعوديين؟
المثقف السعودي هو جزء من منظومة هذا الوطن، الذي يعيش مرحلة مهمة من التناغم والتفاعل مع معطيات العصر ومقتضيات الحدث.
واذا كان المثقف قد شهد خلال الفترة السابقة غياباً لصوته المنظم عبر منظومات مؤسسات أدبية وفكرية وثقافية فاعلة، فقد آن الأوان ان يلتم الشتات لتلك الغثائية المبعثرة والزبد المهدر.
أحسب ان من اولويات ذلكم اللقاء مد جسور متناثرة عميقة من التواصل، وإحداث قنوات اتصال عاجلة بين النخب الثقافية عموماً.
كما ان من ابرز لوازمها إزالة مظاهر القطيعة والجفاء بين الجيلين: جيل الشيوخ والرموز والرواد، وجيل الشباب الحي المتوقد نشاطاً وحماساً.
كما ان من اولويات اللقاء حسب رأيي إعداد مراجعة مكشوفة صريحة لمجريات العطاء للمؤسسات الثقافية والدور المنتظر الفاعل منها في ظل تفاقم النقد ومظاهر عدم الرضا المتزايدة.
كما ان احياء روح المؤسسات المدنية خصوصاً الثقافية يمثل روحاً جديدة سوف تحدث نقلة مهمة في قيمة المواطن السعودي الذي يقع المثقفون في هرمه وقمته.
ان المنتظر دائماً من مثل هذه اللقاءات ألا تتحول الى مظاهر احتفالية بعيدة عن الواقع الذي نطأه ليل نهار.
ان امام المجتمعين والملتقين هموماً عديدة سعت انفس قضت الى تحقيقها، ولما نزل بعد في فسحة من اعمارنا وعطائنا لتحقيقها.
فمشكلات الكتاب ونشره وتوزيعه تعد معضلة تحتاج الى معرفة وتأمل وحلول.
وليست اقل منها قلة رواد المكتبات وحملة الاقلام ومحبي القراءة والكتاب.
وهل نعيش في مرحلة احتضار للكتاب في ظل منافسة شرسة من تلك القنوات التي سعت الى احراق هذا الكنز العتيق؟.
انني اعتقد ان من أهم لوازم ذلكم اللقاء حضور الصوت المثقف في هموم الوطن وقضاياه ومشاركته الفاعلة وعدم تغيبه، مع انه من اقدر الناس على بسط الحلول وبيان الادواء.
وعلى النخب الثقافية ان تسعى لايصال صوتها الى المؤسسات الفاعلة ذات السيادة والقرار.
ان بلادنا تشهد منعطفات تاريخية مهمة واحداثاً متسارعة تشكو من غياب وحضور المثقفين في تفاعلاتها وعدم شهودهم متعلقاتها.
وليست هناك ثمة فرصة اجمل من هذا اللقاء كي تتبلور فيه رؤية ثقافة مجتمعة تعلن رأيها بوضوح وجلاء، حاملة صوت المثقف المغيب عن همومه وآماله.
* محام وصاحب منتدى ثقافي
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
