الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 20th September,2004 العدد : 77

الأثنين 6 ,شعبان 1425

الثقافة علم ومعرفة وليست شعاراً
نورة الغامدي *
في زمن صراع الحضارات، والذي يعني صراع الثقافات بين الغرب والشرق، ومحاولات غزو الفكر العربي بثقافات غريبة عن أرضنا وعن مجتمعاتنا ونحن نقف مكتوفي الأيدي، لا.. بل بدأنا نتقوقع وكأننا لا نملك المقومات والأسس لمواجهة الثقافات الأخرى ونحن أهل الثقافة وتاريخنا يشهد بذلك.
إذن.. لماذا نغلق النوافذ والأبواب؟ وهل هذا هو إجراء صحيح؟ أبداً؛ فالثقافة الأخرى ستتسرب إلينا رغماً عنا حتى ولو أغلقنا كل شيء.
إذن.. ما المطلوب منا لكي نكون مستعدين؟ المطلوب منا أيها الأفاضل أن نبدأ بالاستعداد والتهيؤ بشكل علمي ومنطقي وصريح للتخطيط المبرمج في نشر الوعي الثقافي بين كل شرائح المجتمع بدءاً من البيت السعودي مروراً بالمدرسة وصولا الى الجامعات والمؤسسات كافة؛ وذلك نشراً لهذا الوعي الثقافي. ولا أقصد
هنا الثقافة أحادية الجانب بل الثقافة متعددة الجوانب التي تضخ وعيا ثقافيا في أغلب مجريات الحياة الاجتماعية والتربوية والعلمية والانسانية وغيرها.. آخذين بعين الاعتبار التقدم العلمي والتكنولوجي وعصر العولمة وغيرها.
وهنا أود أن أرد على بعض الذين يحاولون غلق النوافذ وأسألهم: أيهما أفضل:
إنفاق المبالغ الطائلة في غلق النوافذ والأبواب؟
أم إنفاق المبالغ في سبيل نشر الوعي الثقافي بكل صوره في أوساط الشعب؟
إذن.. غلق النوافذ لن يؤدي لمنع دخول ما لا نرغب وأنتم أعرف بذلك..!!؟
علينا جميعا أن نفكر بشكل علمي وجدي بعيداً عن المجاملة والمهادنة
في سبيل إرضاء الآخرين.. ولنبدأ بالمصارحة بعمل يخدم الأجيال القادمة التي لا تعرف كيف سيكون حالها تحت تاثير العواصف العاتية!
وعليه أرى الآتي وفقاً لرؤية تسعى إلى اخذ طريقها في القادم الميمون إن شاء الله :
1 تشكيل لجنة عالية المستوى من وزارات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم العالي ومن الوزارات ذات العلاقة تسمى (مجلس نشر الوعي الثقافي) والهدف منه هو وضع خطة وفق تسلسل زمني مع الصلاحيات لتطبيق هذه الخطة.
2تشكيل لجان تضم المثقفين
والتربويين ورجال الدين وشرائح المجتمع المختلفة والشباب والشابات؛ وذلك لمعرفة آرائهم وتوجهاتهم وكيف يتم وضع أسس جديدة في مسار نشر الوعي الثقافي.
3 أخذ الآراء عن طريق استبانة لعائلات سعودية ومن عدة شرائح اجتماعية لمعرفة وجهات نظرهم حيال وضع البرامج التي تساعدهم على نشر وعي ثقافي متزن.
4 عقد لقاءات وحوارات مشتركة في الجامعات والمؤسسات التربوية للتعرف على وجهات النظر وما هو المطلوب لكي يكون التخطيط لتلك البرامج قريبا الى عقول وضمائر الشباب؛ وتكون بذلك الاستجابة عالية.
5 توجيه رجال الدين والاساتذة والمدرسين الى أن نشر الثقافة هو جزء من واجباتهم في
بناء الأجيال المستقبلية.
6 على المؤسسات الثقافية والاعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة أن تبدأ بتنفيذ برامج يتم اعدادها من قبل اللجان المتخصصة في هذا المجال كما جاء في الفقرة (1) والبدء وفقا لأسلوب حديث ومتطور ومشوق لزيادة الوعي الثقافي والأسري والاجتماعي.
7 بالرغم من الجهود والنفقات الكبيرة التي تبذل في الاعداد والتهيئة لمهرجان الجنادرية، لكن أوجه سؤالا لكل المعنيين بذلك: ما النتائج التي تم حصدها من خلال ذلك للمثقف السعودي؟ هل هي شعارات نتغنى بها، أم هل هي بناء قاعدة لنشر وعي ثقافي في المجتمع؟ السؤال موجه لمن يهمه الأمر.
وأخيراً.. أتمنى لأساتذتي الذين سيشاركون في الملتقى الثقافي السعودي التوفيق.


* روائية سعودية

الصفحة الرئيسة
الملتقى الأول للمثقفين السعوديين
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved